سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك - سلمه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد تعليقاً على ما ينشر في الجزيرة من موضوعات عن المرور أقول إن لدي ملاحظات على إدارة مرور الرياض أرجو نشرها شاكراً ومقدراً. المطلع على واقع المرور في بلادنا يظن أنه لا توجد إدارة تعنى بتنظيم حركة السير وتطبيق الأنظمة والقوانين عدا ما هو واضح من توقيع العقوبات وتحرير المخالفات في صورة أبعد ما تكون عن الدور الإصلاحي المنوط بهذه الإدارة، وقد يعتقد البعض أن مرجعية ذلك هي عدم وعي قائدي السيارات بالأنظمة أو عدم إدراكهم عواقب مخالفتها حسب ما يقول المسؤولون في هذه الإدارة ويعتقد آخرون أن ذلك يعود إلى عجز الإدارة عن تطبيق الأنظمة وفرض احترام الناس لها، لكن المتتبع لبرامج التوعية المرورية والتي تقوم بها الإدارة بين فترة وأخرى يدرك مدى النجاح الذي حققته الإدارة في فرض احترام الناس لحزام الأمان وجعله ضمن السلوك اليومي لقائد المركبة، ونحن إذ نثمن هذه الجهود إلا أننا نلاحظ أن ذلك لم يدفع الناس إلى احترام جميع الأنظمة التي من بينها ما هو أهم من ربط حزام الأمان فمثلاً تحديد السرعة التي ثبت أنها السبب في معظم الحوادث لم يحظ بالأهمية التي حظي بها تطبيق حزام الأمان. لذا أرى أنه من الواجب على إدارة المرور إعادة ترتيب الأولويات في تطبيق برامج التوعية التي تفضي إلى رفع مستوى الوعي لدى قائد المركبة والشروع في إصلاح شامل لواقع حركة السير المتردي بدءاً من تحديد ابعاد المشكلة ووضع آلية لتطبيق الأنظمة وعدم الاكتفاء بإلقاء المسؤولية على ضعف الوعي أو اللجوء إلى معالجة أعراض المشكلة بتطبيق نظام التأمين دون دراسة شاملة لأن ذلك إن لم يعالج أعراض المشكلة فقط فإنه يقود إلى تفاقمها والوصول بها إلى وضع لا يستطيع المرور معه السيطرة عليها. الكل يقدر عظم المسؤولية الملقاة على هذه الإدارة ويدرك في الوقت نفسه قدرتها ممثلة في رجالها المخلصين على نقل واقع المرور الأليم في شوارعنا - والذي يتردى يوماً بعد يوم - إلى المستوى الذي يتطلع إليه كل مواطن يحب الخير لبلده ولإخوانه المسلمين وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه إنه سميع مجيب. سعد محمد عبدالعزيز المقرن - الرياض