كم نسر وكم نفرح ونمرح في التربية والتعليم عندما نقرأ على صفحات الجزيرة خبراً مفاده هذه الليلة سيتم تكريم ثلة من المعلمين أو الإداريين كم تتغشانا الفرحة ولكن سرعان ما تتلاشى هذه الفرحة وتصفر أوراقها ويذبل عودها عندما نرى هذا التكريم على الواقع. ونرى الكيفية التي يتم بها هذا التكريم فالطريقة التي يتم بها الآن تكريم المتقاعدين لا تنفع ولا تشفع ولا تغني ولا تسمن من جوع، فهي طريقة تميل إلى الخطابة وإلى الروتين الذي تعودناه. كلمة الإدارة ثم كلمة المتقاعدين ثم مسك الختام وكأننا بهذه الطريقة ودعناهم وداعاً لالقاء بعده وقلنا لهم بلسان حالنا: وداعاً أيها المقعدون صرنا في غنى عنكم وعن آرائكم فلقد وهن عظمكم واشتعل رأسكم شيبا. وهذه الطريقة في نظري لا تصلح ولا تفي بالغرض المنشود. لأن هذا التكريم وهذا التجمع يجب أن يسوده الحركة والنشاط والتجديد وحرارة المشاعر والجو الذي يعج بفرح اللقاء ويحذر من الجفا نشكرهم فيما مضى وفيما يبقى لا نزال ننتظر منهم الشورى والمشورة. لا نزال ننتظر منهم الرأي السديد من الرجل الرشيد يقولون ونسمع لقولهم فلسنا في غنى عنهم. نريد أن نعودهم ويعودوننا وكلما كان الاحتفاء بعيداً عن الروتين وعن الكلفة والتكلف كلما استفدنا منه أكثر وحقق الغرض المنشود منه بصورة أكبر وأشمل ولقد ضربت متوسطة الملك سعود بالدلم المثل الأعلى الذي ننشد من حفل تكريم المتقاعدين والاحتفاء بهم. لا من جهة الإعداد له ولا من جهة تنظيمه ففيه البساطة وفيه الحيوية وحرارة المشاعر بين المدرسين المتقاعدين وبين زملائهم وطلبتهم. جعلت المتقاعدين يشتعل الحماس عندهم في معاودة المدرسة وزيارة المدرسة والحنين إلى أيام الزملاء والمدرسة فلم تقل لهم المدرسة وداعاً بل قالت إلى لقاء قريب لا غنى لنا عنكم ولا عن زيارتكم فلا تزالون منا ونحن منكم وإن تباعدت الأجسام مقاعدكم في المدرسة تنتظركم عيادة أو زيارة. فازداد الحماس عند المتقاعدين وقوي عزمهم واستعادوا نشاطهم ولو نفسيا. فالشكر والتقدير لهذه المدرسة التي منها نستفيد كيفية تكريم المتقاعدين والله أكرم الأكرمين