أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة    "سلمان للإغاثة" يوقع اتفاقية لتشغيل مركز الأطراف الصناعية في مأرب    شراكة تعاونية بين جمعية البر بأبها والجمعية السعودية للفصام (احتواء)    وزير الدفاع اللبناني: لا حرية لإسرائيل في أراضينا    المملكة تشارك في اجتماعات الدورة ال29 لمؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي    السفير الجميع يقدم أوراق اعتماده لرئيس إيرلندا    توقيع مذكرة لجامعة الملك خالد ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية    وزير النقل: انطلاق خدمة النقل العام بتبوك منتصف العام القادم    انتقادات من جيسوس للتحكيم بعد مواجهة السد    وزير الموارد البشرية: إنجازات تاريخية ومستهدفات رؤية 2030 تتحقق قبل موعدها    المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع يختتم فعاليات نسخته الثالثة بالرياض    الأونروا تحذّر من وصول الجوع إلى مستويات حرجة في غزة    بدء تشغيل الخطوط الجوية الفرنسية Transavia France برحلات منتظمة بين السعودية وفرنسا    هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ترصد ممارسات صيد جائر بالمحمية    استقرار الدولار الأمريكي قبيل صدور بيانات التضخم    الأمم المتحدة تدعو إلى تحرك دولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني    الشتاء يحل أرصادياً بعد 3 أيام    عامان للتجربة.. 8 شروط للتعيين في وظائف «معلم ممارس» و«مساعد معلم»    التعاون والخالدية.. «صراع صدارة»    في دوري يلو .. تعادل نيوم والباطن سلبياً    السعودية وروسيا والعراق يناقشون الحفاظ على استقرار سوق البترول    وصول الطائرة الإغاثية ال24 إلى بيروت    أمير الرياض يطلع على جهود "العناية بالمكتبات الخاصة"    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء    وزير الصناعة: 9.4 تريليون ريال موارد معدنية في 2024    أربعة آلاف مستفيد من حملة «شريط الأمل»    «فقرة الساحر» تجمع الأصدقاء بينهم أسماء جلال    أمير تبوك: نقلة حضارية تشهدها المنطقة من خلال مشاريع رؤية 2030    7 مفاتيح لعافيتك موجودة في فيتامين D.. استغلها    «شتاء المدينة».. رحلات ميدانية وتجارب ثقافية    مشاعر فياضة لقاصدي البيت العتيق    الزلفي في مواجهة أبها.. وأحد يلتقي العين.. والبكيرية أمام العربي    أنشيلوتي: الإصابات تمثل فرصة لنصبح أفضل    كثفوا توعية المواطن بمميزاته وفرصه    كيف تتعاملين مع مخاوف طفلك من المدرسة؟    حدث تاريخي للمرة الأولى في المملكة…. جدة تستضيف مزاد الدوري الهندي للكريكيت    شركة ترفض تعيين موظفين بسبب أبراجهم الفلكية    «هاتف» للتخلص من إدمان مواقع التواصل    معاطف من حُب    الدكتور عصام خوقير.. العبارة الساخرة والنقد الممتع    جذوة من نار    لا فاز الأهلي أنتشي..!    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    هؤلاء هم المرجفون    المملكة وتعزيز أمنها البحري    الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    اكتشاف علاج جديد للسمنة    السعودية رائدة فصل التوائم عالمياً    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء الخميس المقبل    «السلمان» يستقبل قائد العمليات المشتركة بدولة الإمارات    مناقشة معوقات مشروع الصرف الصحي وخطر الأودية في صبيا    أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن    المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة يناقش تحديات إعادة ترميم الأعضاء وتغطية الجروح    "سلمان للإغاثة" يوقع مذكرة تفاهم مع مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية    حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    نوافذ للحياة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السمنة لها مضاعفات وآثارها البدنية والنفسية عديدة وفي ظل التطورات الحديثة علاجها متيسر
بمركز الحبيب طريقة جديدة لإنقاص الوزن بواسطة البالون ودون عملية جراحية
نشر في الجزيرة يوم 09 - 03 - 2003

يتسابق الكثير ممن يعانون من السمنة المفرطة إلى التلهف والسؤال عن كل ما هو جديد في عالم الطب أو الرشاقة طمعاً في إنقاص أوزانهم إلى المعدلات الطبيعية، وفي هذا المضمار أيضا تتسابق الشركات والجهات الطبية لإجراء الكثير من البحوث والدراسات علها تتوصل إلى ما تشفي به غليل ذوي الأوزان الثقيلة من الجنسين فكثرت المنتجات التي تدعي أنها قادرة على إنقاص الأوزان وكثر العرض والطلب وبدأنا نسمع بالعديد من العمليات التي تُجرى لإنقاص الوزن منها ماهو مفيد ومنها ماهو ذو أعراض ومضاعفات عديدة قد تودي لا سمح الله بحياة من تُجرى لهم ، ولكن من إيجابيات الأبحاث والدراسات التي تجري بهذا الخصوص أنها تسهل الوصول إلى أحدث الطرق وأيسرها وبدون أيضا عملية جراحية والتي يتخوف منها الكثيرون.
ونحن في مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي التقينا من خلال هذا الحوار بالدكتور صالح البشري استشاري الجراحة والتنظير والحاصل على الزمالة العربية في الجراحة العامة والزمالة الكندية في جراحة الكبد والبنكرياس والمرارة وزراعة الأعضاء وتنظير القنوات المرارية الذي برع في إجراء طريقة جديدة لإنقاص الوزن دون عملية جراحية أو حتى تخدير عام قد تتساءل عزيزي القارىء كيف يتم ذلك؟ وكما فهمنا في دردشتنا مع الدكتور البشري أنه يتم وضع بالون داخل المعدة خلال دقائق معدودة يصبح بعدها صاحب الوزن الثقيل المكتنز باللحوم والدهون أكثر رشاقة ووسامة خلال فترة وجيزة كيف ذلك .. وما هي الطرق .. وكيف السبل لذلك . وو وو كل هذا سوف نتطرق اليه مع الدكتور البشري في هذا الحوار الممتع :
السمنة وما أدراك ما السمنة
* دكتور صالح بداية ماهو تعريفكم للسمنة ؟
- السمنة : هي زيادة كمية الدهون في جسم الإنسان وهي عند أغلب الناس ناتجة عن الإفراط في الأكل والشرب وخصوصا المأكولات التي تعتمد على سعرات حرارية كبيرة، والقليل من الناس ناتج عن عدم مقدرة الجسم على التخلص أو إحراق الطاقة الزائدة في الجسم ولكن القلة النادرة اكتسبت السمنة نتيجة زيادة في إفراز بعض الهرمونات في أجسامهم .
* متى يقال إن هذا الشخص لديه زيادة في الوزن أو السمنة ؟
- غالباً يتم التعرف على أن الشخص لديه زيادة في الوزن من خلال معرفة طوله ووزنه ، وبالإمكان معرفة كتلة الجسم . وكتلة الجسم وحدة دقيقة لقياس درجات السمنة يعتمد عليها الأطباء . مثال إذا كان هناك رجل قصير القامة يزن نفس الوزن لرجل طويل القامة بالطبع هناك فرق في درجة السمنة . مثال : كتلة الجسمBMI = الوزن كغم /الطول(م2) لذا فإن مؤشر كتلة الجسم يدل على تصنيف درجات السمنة على النحو التالي : BMI = أقل من 25 وزن عادي =25 - 30 وزن زائد 30 - 40 سمنة . 40 - 50 سمنة مفرطة . أكثر من 50 سمنة فائقة.
وبالطبع فإن تأثير السمنة له علاقة بكتلة الجسم والمضاعفات تكون واضحة في السمنة الفائقة .
النساء أم الرجال ولماذا ؟
* هل لنا أن نعرّف القراء الكرام بمسببات السمنة ومن الأكثر إصابة بها الرجال أم النساء .. وما دور العامل الوراثي ؟
- سبق أن أشرت إلى هذا في اختصار ، وأقول : في مجتمعنا ظاهرة غير حميدة وهي الإفراط في الأكل وعدم الانتظام وإدخال الطعام على الطعام وهذا هو السبب الرئيسي في زيادة الوزن لدى الجميع ، والنساء بصفة خاصة وذلك لعدم قيامهن بالأعمال المنزلية وتترك هذه الأعمال التي تتطلب حركة كبيرة لحرق الطاقة الغذائية تتركها للخادمات وهذا ما يجعل النساء أكثر إصابة بالسمنة من الرجال وزيادة الوزن .
وأود أن أضيف أن هناك عوامل أخرى لها علاقة في حرق الطاقة الغذائية لدى بعض الأشخاص ، حيث يكون ذلك ناتجا عن خلل في عدم مقدرة الجسم في حرق الطاقة أو حرقها بشكل متناسب مع كمية السعرات الحرارية التي تم تناولها وبالتالي ينتج عن ذلك زيادة في الوزن بشكل بطييء ، وما ذكرته في سؤالك عن العوامل الوراثية في ذلك فأؤكد لك أن العوامل الوراثية وكذلك الاجتماعية لها دور كبير وينتج عنها سمنة مفرطة.
والأطفال لهم نصيب
* ماذا عن الأطفال وماهي مسببات السمنة لديهم ؟
- الأطفال من أكثر من يتعرض للسمنة لأسباب عدة منها :
تناول الأطعمة في غير الأوقات المخصصة لها وهذه مشكلة يعاني منها الكثير من أولياء أمور الأطفال ويصعب التحكم بها .. ولكن ما هي الطرق التي يمكن من خلالها تحويل هذه الأطعمة إلى عامل إيجابي في صحة الطفل ؟
أقول : المشكلة أنه زيادة على عدم الانتظام في تناول الأطعمة لدى الأطفال فقد استبدل هؤلاء الأطفال الألعاب الحركية التي تتطلب مجهودا جسمانيا بألعاب لا تتطلب بذل أي مجهود حركي كمشاهدة الألعاب الإلكترونية بواسطة التلفاز أو الفيديو وقد طغت هذه الألعاب على الألعاب المفيدة لجسم الطفل كلعب الكرة مثلا أو ممارسة المشي أو الركض أو بعض الألعاب التي يفقد الجسم بسببها الكثير من السعرات الحرارية حيث بينت الدراسة أن غالبية الأطفال الذين شملتهم الدراسة يقومون بتناول المأكولات النشوية والسكرية خلال مشاهدة التلفاز فتكون الطاقة الداخلة لجسم الطفل أكثر من الطاقة الخارجة منه ، أضف إلى ذلك أن هناك عوامل أخرى مساعدة في بدانة الأطفال المفرطة وهي الدعايات التلفزيونية عن المأكولات التي تجعل بعض الأغذية محببة للطفل بغض النظر عن قيمتها الغذائية حيث أن شكل الغذاء وطريقة إعداده تغري الطفل وهذه الأغذية التي قد يكون ضررها أكثر من نفعها ، هذا ولابد من الإشارة إلى إن الواقع يحتم على الأسرة الأكل والشرب من تلك الأكلات المسماة بالوجبات السريعة ، ولا بأس بذلك إذا روعي عدم الإفراط فمثلا تناولها مرة في الأسبوع أو نحوه .
لذا فإن الأطفال الذين تكون السمنة واضحة لديهم في وقت مبكر يفضل عرضهم على طبيب أطفال ليتأكد هل هذه السمنة بسيطة ناتجة عن تناول كميات كبيرة من الأكل وسوء تغذية أم أن لها علاقة بخلل في هرمونات الجسم ، كما أود أن أبين أن تثقيف الطفل ثقافة صحية بحيث يعتمد الطفل على نفسه في تناول وجبات الطعام ذات القيمة الغذائية الجيدة وترك ما لا يتناسب مع حاجة جسمه مهمة جدا كذلك أشجع على تثقيف الطفل ثقافة رياضية وتشجيعه على ممارسة الرياضة وخصوصاً المناسبة له كرياضة المشي أو الركض والرياضات الأخرى ولا يقتصر دوره على مشاهدة الرياضات التي تقام فقط ، ومن المهم استشارة الطبيب في كل ما يتعلق بصحة الطفل .
بدانة الأطفال وبالون المعدة
* هل للبدانة آثار جانبية على حياة الطفل مستقبلا وهل بالون المعدة يصلح استخدامه في معدة الأطفال ؟
- مما لاشك فيه فإن البدانة قد يصاحبها الكثير من الآثار أو لنقل المضاعفات التي من أهمها حمل هذه الصفة حتى الكبر حيث ثبت علميا أن نسبة كبيرة من الأطفال البدناء تستمر هذه الصفة لديهم حتى بعد بلوغهم وهذا بلا شك يجعل الطفل معرضاً لكل مضاعفات زيادة الوزن لدى الكبار مثل زيادة الدهنيات (الكوليسترول) وزيادة الضغط والجلطات الدماغية والقلبية وفي الأطراف وتأثير السمنة على الجهاز التنفسي وأيضا الإصابة بسكر الكبار ، أما عن صلاحية بالون المعدة لمعدة الأطفال فأقول إن البالون يصلح استخدامه بين سن الثامنة عشرة وخمس وستين سنة لأن وضع البالون داخل المعدة يتم بواسطة المنظار ويتم بعد ذلك نفخه وليس له أي مضاعفات خطيرة أو مشاكل صحية قد تنشأ عن وضعه داخل المعدة.
مضاعفات السمنة
* وهل هناك مضاعفات ناتجة عن السمنة .. وما هي ؟
- بالتأكيد فالسمنة كما عرفناها في بداية حديثنا أنها زيادة في كتلة الجسم وترسبات الدهون تحت الجلد وفي تجويف البطن والأطراف وغيرها وبالتالي فهي زيادة في العبء على كل أعضاء الجسم الفعّالة مثل القلب والبنكرياس والشرايين حيث تسبب ارتفاعا في ضغط الدم والقلب والشرايين ولها تأثير كبير على وظائف القلب وقد تسبب الإصابة بداء السكري وضيقاً في التنفس . كما أن لها تأثيراً بالغاً على المفاصل ، وتكوين حصى المرارة . ورجيع محتويات المعدة إلى المريء مما يسبب التهابا مزمنا في المريء مصحوبا بألم قد يمتد إلى الحلق والحنجرة ، ناهيك عن تأثيرها النفسي خصوصا ً عند السيدات .
الوقاية خير من العلاج
* ما هي الطرق السليمة للوقاية من السمنة ؟
- دائما ما يطرح علي مثل هذا السؤال (ماهي الطرق السليمة للوقاية من السمنة) بهذا الخصوص أقول دائما ان الوقاية خير من العلاج ، ولو رجعنا إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم قبل 1400 سنة . لوجدنا أن فيه الشفاء الكافي ولا داعي لزيارة الطبيب أو إخصائي التغذية . حيث قال ( ص ): فيما معنى الحديث «ما ملأ ابن آدم وعاء ً شراً من بطنه» وفي حديث آخر : فيما معناه قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم «حسب ابن آدم لقيمات يقيم بها صلبه وإن كان ولا بد فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للهواء» أو فيما معناه .
فقد ذهب الكثير من الأطباء والمراكز العلاجية المتخصصة في السمنة واختصاصي التغذية إلى الكثير من البرامج العلاجية والغذائية تتمثل في أنظمة غذائية مختلفة وتناول أدوية مقللة للشهية وأن تمنع امتصاص الدهون والكثير من البرامج الرياضية ، وقد لاقت الكثير من النجاح والفشل وكل هذا يعود إلى قدرة الشخص وإرادته على تنقيص الوزن .
فالكثير من البدناء في مراحل الشباب تساعده قواه الجسمية على الحركة والتنقل دون متاعب ، ولكن حينما يتقدم به العمر قليلا أو يصاب بأحد مضاعفات السمنة فإن قواه البدنية تنهار ، ومن هنا يدرك أن السمنة قاتلة ، لذا أنصح هؤلاء الناس باتخاذ البرنامج المناسب له حسب وضعه الاجتماعي وقدرته الشخصية على المتابعة والصبر دون النظر في أحد من الناس والتخلص من هذا الوزن .
طرق علاجية عديدة ولكن استشارة الطبيب مهمة
* هناك الكثير من طرق العلاج والعمليات الخاصة بتخفيف الوزن تطالعنا بها الصحف والمجلات الطبية يومياً. هل بالإمكان توضيح الطرق الأكثر نجاحاً أو ضرراً على المريض ؟
- حينما يأتي دور الجراحة كعلاج للسمنة ، فهذا يعني أن المريض طرق العديد من وسائل العلاج قبل أن يلجأ إلى الجراح كالحمية الغذائية سواء عن طريق اختصاصي التغذية أو ما ينشر في المجلات الطبية ، ولكن أود أن أقول لكل من يريد أن يسعى لتخفيف وزنه وقبل أن تجرى له أي عملية يجب أن يتأكد الطبيب المعالج من أن هذه السمنة التي تمر بها بسيطة أي ليست ناتجة عن أمراض معينة ، وبهذه الحالة يأتي دور الطبيب في اختيار المريض حسب كتلة جسمه ومدى مناسبة إجراء عملية جراحية له من عدمها . ومعرفة هل المريض يعاني من أمراض مصاحبة للسمنة كالسكر والضغط وغيرهما . وأيضا هل المريض لديه الاستعداد الكامل والإرادة القوية والرغبة في تنقيص الوزن لأن وجود هذه العوامل متوافرة تجعل العملية ناجحة ، أما ان تترك العملية وحدها لإنقاص الوزن دون متابعة من الطبيب ودون إدراك من المريض فإن العملية ليست إلا وسيلة لإنقاص الوزن فإن المريض قد لا يفقد الوزن المطلوب من إجراء العملية ، وجراحات المعدة منذ القدم بنيت على أساسين ومرت بعدة تطورات منها:
أولاً : تقليل سطح الامتصاص في الأمعاء الدقيقة .
ثانياً : تصغير المعدة.
عمليات جراحية والبالون بدون
* هل بإمكاننا أن نتعرف على العمليات التي يمكن إجراؤها لتخفيف الوزن ؟
- أنواع العمليات التي يمكن اجراؤها عديدة ومنها ما يلي:
1- تدبيس المعدة بالمنظار .
2- حزام المعدة بالمنظار .
3- مفاغرة الأمعاء .
4- تقفيل الصائم وتصغير المعدة ومفاغرة الأمعاء ، ويعتبر تدبيس المعدة وحزام المعدة أكثر شيوعاً ونجاحاً على مستوى العالم .
5- بالون المعدة . وهذا قديم جديد وهو ليس بواسطة جراحة وهو ما نحن بصدده في هذا الحوار وقد أثبت نجاحا مطردا .
وكل هذه العمليات لها دواعيها ومضاعفاتها ونجاحاتها وإخفاقاتها .
البالون القديم الجديد مقاوم لحموضة وأنزيمات المعدة
* ذكرت بأن البالون المستخدم في تخفيف الوزن الذي يوضع في المعدة أنه قديم جديد . هل بالإمكان إلقاء الضوء بشكل موسع حتى يتعرف القارىء العادي على ذلك وبشكل مبسط ؟
- بالون المعدة هو عبارة عن بالون مصنوع من مادة السليكون نفس المادة التي صنع منها حزام المعدة ويتم وضعه داخل المعدة ويملأ بملح الصوديوم الذي يُعطى للمريض عن طريق الوريد . وتختلف عن البالون القديم الذي لم تتحقق له نجاحات كبيرة حيث كان يملأ بالهواء العادي وهو مصنوع من مادة غير مقاومة لإفرازات المعدة ، وهذا ينقص من عمره الافتراضي ، كما أن وجوده دائما في أعلى المعدة لأنه مملوء بالهواء لا يفي بالغرض الطبي لذا لم يلاقِ نجاحا كبيرا أما البالون المصنوع من مادة السليكون الذي نحن بصدد التعريف به من خلال هذا الحوار فهو مقاوم شديد لحموضة المعدة كما يمكن بقاؤه في المعدة ستة أشهر دون أن يتأثر بأنزيمات المعدة .
كما أن بالون المعدة له العديد من المحاسن حيث إنه يتم إدخاله إلى تجويف المعدة عن طريق منظار الفم ثم يتم حقنه وملئه بمحلول الصوديوم 500 ملل إلى 700 ملل حسب حجم المريض وكتلة الجسم ، ويضاف إلى محلول الصوديوم مادة ملونة حيث يتم إخراجها عن طريق البول في حالة أن هذه السوائل خرجت خارج البالون . وهذا إنذار مبكر لإزالة البالون من المعدة ، كما أن البالون يعمل على ملء المعدة وإعطاء المريض إحساساً بالشبع وبالتالي تقل كمية الأكل التي سوف يتناولها المريض وستكون أقل من المعتاد بشكل ملحوظ ، وهذا البالون بالإمكان بقاؤه في المعدة لمدة ستة أشهر وبعدها يجب إزالته وذلك أيضاً عن طريق المنظار .
البالون وبرنامج المتابعة
* ما هي نسبة نجاح البالون في إنقاص الوزن .. وهل له مضاعفات ؟
- أود أن أؤكد لكم أن البالون هو عبارة عن وسيلة لإنقاص الوزن ، مثله مثل العمليات السابقة الذكر، وقد أثبتت الدراسات العلمية أن إدخال بالون المعدة مصحوب ببرنامج متابعة لا تقل عن 12 شهراً كما هو موجود في مركز د. سليمان الحبيب الذي نأمل أن يحقق نجاحات كبيرة وجيدة في إنقاص الوزن كما هو موجود في الدول الأوروبية وذلك بين النصف أو الثلثين من الوزن لدى الشخص خلال البرنامج المعد وهو (12) شهرا طالما أن الشخص لديه العزم والرغبة التامة في إنقاص وزنه.
أما مضاعفات البالون فتنحصر في تقيؤ في الأسبوع الأول فقط وأحيانا قد يتسرب ملح الصوديوم من داخل البالون ويصبح عرضة لأن يهاجر داخل الأمعاء الدقيقة وقد يخرج مع البراز وهذه نادرة الحصول ، وقد يحتبس داخل الأمعاء ويحتاج إلى تدخل جراحي وهذه الحالة تعد نادرة ولا تشكل 1% .
وضع البالون بدقائق و4 ساعات يغادر المستشفى
* قلتم إن البالون يوضع داخل المعدة كم يستغرق ذلك ومتى يغادر المريض المستشفى ؟
- لنعرف أولا أن البالون هو عبارة عن كيس مصنوع من مادة السليكون يتم وضعه في المعدة بواسطة المنظار دون إجراء أي عملية أو تخدير كامل وهذا هو السبب أن نقول إن ليس له بإذن الله أي مضاعفات تذكر ، ولأن البالون يتم وضعه بواسطة المنظار فإن المريض يغادر المستشفى بعد 4 ساعات من إجراء ذلك ، كما أنه بالإمكان إزالة هذا البالون في أي وقت دون حدوث أي مشاكل أو أعراض صحية بإذن الله ، وبالمناسبة فهذا البالون لاقى إقبالا ً واسعا ًمن قبل العديد ممن يعانون من زيادة مفرطة في أوزانهم من الرجال والنساء ، وللعلم فالدراسات العلمية والأبحاث ما زالت قائمة وتجرى في شتى دول العالم المتقدمة كل ذلك من أجل عملية إنقاص الوزن التي يعاني منها الكثير من أبناء دول العالم .
مفاغرة الأمعاء جيدة ولكن ..
* دكتور ذكرتم في حديثكم في بداية الحوار عن عملية مفاغرة الأمعاء فما هي هذه العملية؟
- عملية مفاغرة الأمعاء Jeyunal bypass من اوائل العمليات التي استخدمت في إنقاص الوزن ، وطريقتها أنه يتم توصيل الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة القريبة من الصائم إلى الجزء السفلي من الأمعاء الدقيقة قبل اتصالها بالأمعاء الغليظة بعشرة سنتيمترات ، ومع ان هذه العملية لها نتائج مبهرة في إنقاص الوزن إلا أنها دائما ما تكون مصحوبة بالكثير من المضاعفات على الكبد والمفاصل وتكوين حصى المرارة والكلى وفقدان المريض الكثير من العناصر المهمة للجسم لهذا قد تم إيقاف هذا النوع من العمليات وبدأ الجراحون في البحث عن بديل وذلك بتصغير حجم المعدة ، حيث يتم استخدام الجزء العلوي من المعدة وإحداث جبب أو معدة صغيرة تتسع إلى 30 إلى 50 ملل من السوائل مع وضع حزام حول مخرج جيب المعدة السابق الذكر وهذه تسمى vertical Banded gastroplasty أو سحب الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة وتوصيله إلى جيب المعدة (Roux- en- Ygastric- bypass) وازدادت هذه العمليات شهرةً وانتشاراً بعد أن تم إجراؤها عن طريق جراحة منظار البطن لذا أصبحت سهلة ونتائجها جيدة إلا أنها تحدث تغيراً في شكل المعدة التشريحي ومن الصعب إرجاع المعدة إلى وضعها الطبيعي إذا أراد المريض ذلك ، وفي أواخر التسعينات بدأ تحزيم المعدة adjustable gastric banding وهوعبارة عن رباط أو حزام من مادة السليكون بأحجام متعددة ويحتوي على تجويف من الداخل ممكن أن يملأ أو يفرغ بالماء وذلك عن طريق جهاز يوضع تحت الجلد، وهذا الجهاز متصل مع رباط المعدة بأنبوب طويل يوضع هذا الحزام حول الجزء العلوي من المعدة ثم يثبت بالخيوط الجراحية يتم بعدها تضييق أو توسيع الرباط أو الحزام حول المعدة عن طريق حقن الجهاز الذي وضع تحت الجلد ، وهذا النوع من العمليات لاقى انتشارا واسعا بين الأوساط الطبية حيث إن نتائجه جيدة ، وهو أقل مضاعفات مقارنة بالعمليات السابقة ويتم عمل هذا النوع عن طريق جراحة منظار البطن ، كما أن هناك نوعاً من العمليات يتم عن طريق الشق الجراحي حيث يتم تقفيل الصائم وتصغير المعدة طوليا ثم يتم تحويل عصارة الكبد والبنكرياس الهاضمة إلى نهاية الأمعاء الدقيقة حيث تقلص عملية الامتصاصات وبالتالي ينقص الوزن وهذه العملية فعّالة جدا وهي فعلا من العمليات المعقدة جراحيا لأنه لا يتم إجراؤها إلا للمرضى الذين لديهم سمنة فائقة حيث يكون وزن المريض ضعف الوزن المثالي وهذا النوع من العمليات يحتاج إلى متابعة خاصة وفي مراكز لها خبرة في هذا المجال .
عمليات إنقاص الوزن والمضاعفات
* العديد من عمليات إنقاص الوزن، ولكن ماذا عن مضاعفاتها ؟
- كما قلت آنفا فإن هناك العديد من العمليات الجراحية إنقاص الوزن وأكثرها ناجحة وتتدرج مضاعفات هذا النوع من العمليات التي ذكرناها حسب نوع العملية وسهولتها والأمراض المصاحبة لدى المريض وقد يكون أكثرها ضررا نزيف حاد من جوار المعدة أو حدوث ناسور معدي حيث تخرج سوائل المعدة إلى خارجها إما إلى البطن وإما إلى جدار البطن ويمكن تدارك هذه المضاعفات وإصلاحها بالمتابعة الجيدة مع الطبيب المعالج ويجب أن نفرق بين هذه العمليات وبين البالون حيث إنه لا يتطلب أي عملية جراحية .
الجلطات الرئوية تودي
بحياة المريض
* يا دكتور مشكلة المضاعفات تقلق هاجس الكثير ما العمل ؟
- أكثر من يتعرض للمضاعفات هم مرضى السمنة الخاضعين للعمليات وهذا واقع لا مفر منه فهم أكثر عرضة للمضاعفات العامة وخصوصا مضاعفات الرئة وقد تكون الجلطات الرئوية واحدة من أكثر المضاعفات وخطورة أيضا وقد تودي بحياة المريض لا سمح الله ولكن حينما تتخذ التدابير الطبية اللازمة سوف تسهم في تقليل حدوث هذه المضاعفات ناهيك عن ان جراحة منظار البطن جعلت المريض قادراً على الحركة ومغادرة المستشفى في وقت قياسي وقصير ان لم تكن بعض هذه العمليات جراحة نهارية .
بالون المعدة وسيلة ناجحة
* هل نفهم مما دار في هذا الحوار أن البالون من أسلم الطرق في إنقاص الوزن ؟
- ليعلم الجميع أن البالون ليس وليد الساعة بل كان من أوائل الوسائل التي استخدمت في إنقاص الوزن ولكن النوعية وقدرته على تحمل أنزيمات المعدة في السابق كانت ضعيفة لذا لم يلق النجاح المرجو ، أما الآن وفي السنوات الأخيرة الماضية فقد صمم البالون من مادة السيليكون التي تناسب حجم المعدة ومقاوم بشكل كبير وجيد لعصارة المعدة الشديدة وحيث بالإمكان بقاؤه حوالي ستة أشهر وهذا البالون يعطي إحساسا بالشبع عندما يتناول المريض القليل من الأكل بمعنى أن مساحة المعدة صغرت ولكن بشكل آخر حيث شغل البالون حيزا من مساحة المعدة وهذا تصغير وتضييق وليس تدخلا جراحيا ، ويتم وضعه وإزالته عن طريق الفم وبدون تخدير عام مما يجعل البالون إحدى الوسائل الحديثة ولا تحدث ضررا لإنقاص الوزن ، حيث أصبح من أكثر الوسائل سهولة ولكن يحتاج إلى برنامج متابعة لا تقل عن السنة حيث بإمكان المريض مغادرة غرفة المناظير بعد ثلاث ساعات من وضع البالون داخل المعدة .
والتقيؤ الشديد الذي قد يحدث بعد وضع البالون في المعدة قد يكون أكثر المضاعفات ولكن في أحلك الظروف يتم إزالته ، وهنا زال الضرر ، لذا فالبالون وسيلة ناجحة وفعالة في إنقاص الوزن .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.