قالت حكومة السودان والجيش الشعبي لتحرير السودان حركة التمرد في البلاد مساء الخميس انهما حققا تقدما مهما نحو توقيع اتفاق للسلام الأمر الذي يشجع الوسطاء على توقع التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية العام الحالي. والعلامات الأخيرة جاءت في اعقاب التقدم الذي أحرز في جولات سابقة من المحادثات في كينيا والتي ينظر اليها على نطاق واسع باعتبارها أفضل فرصة إلى الآن لانهاء حرب عمرها 20 عاما سقط خلالها ما يقرب من مليوني قتيل. وقال لارازو سومبيو كبير الوسطاء للصحفيين: «أشعر ان السلام في المتناول واعتقد انه سيكون هناك سلام حقيقي على الأرض بنهاية العام». وقالت الحكومة والجيش الشعبي انهما اتفقا على المبادئ الأساسية للتوصل إلى اتفاق على تقاسم السلطة بين الجانبين لكنهما ما زالا يبحثان التفاصيل. وأضافا انهما حققا «تقدماً كبيراً» في تحديد كيفية تقاسم الثروة بعد اتفاقهما على تشكيل لجنة للبترول لبحث كيفية اقتسام الثروة النفطية التي كانت سببا لاشتعال الحرب. ومن المقرر ان يستأنف المتمردون والحكومة المفاوضات في الأول من مارس اذار المقبل للتوصل إلى حل لقضايا اقتسام السلطة والثروة وهما القضيتان الأكثر صعوبة اللتان يتعين على الجانبين حلهما. واعترف سومبيو بأن التوصل إلى صياغة نهائية للاتفاق سيتطلب عقد مساومات في قضايا صعبة في الجولة القادمة من المحادثات في أول مارس مثل من سيتولى هذا المنصب الوزاري أو ذاك وما هو شكل الجمعية الوطنية. وقال: «لم تتنازل الحكومة لتعطي الجيش الشعبي ما يتطلع اليه... فالجيش الشعبي يريد عاصمة محايدة واقتسام سلطة الرئاسة والجمعية الوطنية». واتفق الجانبان رسميا يوم الثلاثاء الماضي على السماح لمراقبين دوليين بالتحقق من صحة الاتهامات المتعلقة بانتهاك لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه في 15 من اكتوبر تشرين الأول الماضي في محاولة لانقاذ المفاوضات التي باتت مهددة نتيجة تصعيد القتال. ورحب الجانبان بالتوقيع على مذكرة تفاهم تحدد تفاصيل ما تم إنجازه في جولات المفاوضات الأخيرة. وقال سامسون كواجي المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان لرويترز «ان الاتفاق بنّاء للغاية حيث اننا كنا قادرين على إحراز تقدم في المجالين الرئيسيين اللذين كانا شائكين من قبل، وهما المجالان المتعلقان بتقاسم السلطة والثروة». وأضاف قائلاً: «اتفقنا على إطار عمل لحكومة وحدة وطنية حيث سيكون الجيش الشعبي لتحرير السودان شريكا رئيسيا في الحكومة الوطنية». وقال أحمد درديري نائب سفير السودان لدى كينيا ان المحادثات حققت تقدماً كبيراً في تقاسم السلطة لكنها لم تعالج بعد المسألة الرئيسية المتعلقة بتحديد النسبة المئوية لتقاسم النفط. وأضاف قائلا ان السلام اصبح في المتناول إذا استمرت المحادثات بالحماس نفسه. والجولة الأخيرة من المحادثات أجريت تحت إشراف الهيئة الحكومية للتنمية «إيجاد» لدول شرق افريقيا وسبقتها جولتان من المفاوضات.