بدأت الحكومة السودانية والجيش الشعبي محادثات جديدة أمس الاثنين بشأن نقاط شائكة رئيسية تتعلق بما اذا كانا يدمجان جيشيهما ام يبقياهما منفصلين وبشأن قضايا امنية اخرى فيما يحاول الجانبان التوصل الى اتفاق سلام نهائي بحلول شهر يونيو/ حزيران. وبدأت حكومة الخرطوم والجيش الشعبي محادثات سلام العام الماضي تهدف الى وضع نهاية لصراع قتل فيه نحو مليوني شخص. وأعرب الرئيس السوداني عمر حسن البشير وجون قرنق زعيم الجيش الشعبي لتحرير السودان عقب اجتماع الاسبوع الماضي عن املهما في التوصل الى اتفاق نهائي بحلول يونيو/ حزيران يضع نهاية لحرب اهلية مستمرة منذ 20 عاماً. لكن لازارو سومبييو كبير الوسطاء قال لرويترز ان احدث جولة من المفاوضات والتي بدأت في نيروبي أمس الاثنين قد تكون اصعب جولة مفاوضات. وتريد الحكومة بشكل عام جيشاً موحداً تحت قيادة واحدة، ويفضل الجيش الشعبي لتحرير السودان قوتين مستقلتين منفصلتين يكون بإمكانهما القيام بمهام تعاونية مثل مراقبة وقف لاطلاق النار. ويعتبر التوصل الى اتفاق نهائي بشأن وقف اطلاق النار جزءاً حيوياً من المفاوضات. واتفق الجانبان العام الماضي على عدم تطبيق الشريعة الاسلامية في المناطق التي يقطنها غير المسلمين وعلى فترة انتقالية مدتها ست سنوات اعتبارا من يناير /كانون الثاني 2004 يعقد بعدها استفتاء في الجنوب بشأن الانفصال. وقال جون قرنق زعيم الجيش الشعبي امس الاحد انه يريد الاحتفاظ بجيش لحين اجراء الاستفتاء. وقال قرنق في القاهرة «سيتعايش الجيشان سلمياً حتى موعد الاستفتاء، اذا جاءت النتيجة لصالح وحدة السودان.. عندئذ بالطبع يجب بالضرورة ان يكون لديك جيش واحد». وقال جون بريندرجاست رئيس البرنامج الافريقي التابع لمجموعة الازمات الدولية «كيفية التوصل الى حل وسط بشأن وضع قواتهما المسلحة امر بالغ الحساسية وسيتطلب حلولاً وسطاً شجاعة من الطرفين»، واضاف «مستقبل محادثات السلام في الميزان»، وعقدت قضايا النفط والايديولوجية والعرقية والدين مفاوضات السلام. وفي مارس/ اذار اتفق الطرفان على تمديد وقف مؤقت لاطلاق النار ثلاثة اشهر لتسهيل العملية. لكن الطرفين يقولان ان التأثير الايجابي لاجتماع الاسبوع الماضي بين الرئيس السوداني عمر حسن البشير وقرنق قد يعطي زخما لمحادثات هذا الاسبوع. والتقى الرجلان لاول مرة في اوغندا في يوليو/ تموز الماضي عندما توصل الجانبان الى الخطوط العريضة لاتفاق بشأن وضع نهاية للحرب الدائرة. وقال احمد درديري نائب سفير السودان في كينيا «اعطى اجتماع الزعيمين دفعة جديدة للمفاوضين»، لكنه قال ان المحادثات ستكون صعبة، وقال درديري «الامن.. احدى القضايا الشائكة جداً.. انه قضية صعبة، التوصل الى اتفاق شامل لوقف اطلاق النار اهم القضايا التي سيجري بحثها». واضاف ان عملية السلام وصلت على الاقل الى اتفاق جزئي بشان جميع القضايا باستثناء المتعلقة بثلاث مناطق متنازع عليها بعضها غني بالنفط وهي جزء من شمال السودان. وقال سمسون كواجي المتحدث باسم الجيش الشعبي رغم ان المحادثات قد يسودها حذر وتتطلب براعة الا ان هناك فرصة حقيقية للوفاء بموعد يونيو/ حزيران المستهدف للتوصل الى اتفاق سلام نهائي، وقال كواجي «انه هدف نأمل ان نحققه».