الحج أحد أركان الإسلام الخمسة التي يقوم عليها الإسلام، وحكمه الفريضة على كل مسلم ومسلمة لمن استطاع إليه سبيلا، بدليل قوله تعالى: {وّلٌلَّهٌ عّلّى النَّاسٌ حٌجٍَالبّيًتٌ مّنٌ اسًتّطّاعّ إلّيًهٌ سّبٌيلاْ وّمّن كّفّرّ فّإنَّ اللّهّ غّنٌيَِ عّنٌ العّالّمٌينّ}، وفي هذه الأيام حيث يفد حجاج بيت الله الحرام لأداء نسكهم نرى أهمية بيان إقامة هذه الفريضة على الوجه الشرعي المطلوب ومنافعها وآدابها. وفي هذا الطرح نوضح خطورة هذه المنكرات على عقيدة المسلم والتي تصل لرد العمل بارتكاب الشركيات وما شابه ذلك فإلى جنبات هذا التحقيق. المنافع والآداب فضيلة مدير عام فرع الرئاسة العامة بمنطقة نجران المكلف الشيخ تركي بن نادر الدوسري في مطلع هذا الموضوع شاركنا ببيان المنافع المترتبة على إقامة هذا الركن وأجملها ب: أولاً: المنافع الدينية: وتتمثل بعبادة الله سبحانه وتعالى والدعاء أثناء الحج والاقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء مشاعر الحج وذكر الله عند ذبح الهدي اقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام والطواف بالبيت العتيق. ثانياً: المنافع الدنيوية: البيع والشراء والتكسب والأكل من الهدي وإطعام البائس الفقير. وعن أهمية أداء هذه الفريضة بيَّن الشيخ تركي أنها للمستطيع والتي تتوقف على وجود المال والراحلة والأمن في الطريق ووجود المحرم للمرأة التي تريد الحج، فمن توفرت لديه هذه الشروط ولم يحج فقد جاء الأثر (من ملك زاداً وراحلة فلم يحج فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً) وقد قال عليه الصلاة والسلام (تعجلوا إلى الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له) والمقصود حج الفريضة. وفي السياق نفسه يتحدث للرسالة فضيلة رئيس مركز هيئة بني كبير بمنطقة الباحة الشيخ خالد عبدالله الغامدي عن الآداب التي يجب ان يتحلى بها الحاج مشيرا الى أهميتها وهي: يستحب للحاج قبل ان يشرع في حجه أن يستخير الله سبحانه في ملاءمة وقت السفر، واختيار الرفيق، ووسيلة النقل، وإخلاص النية لله عز وجل، وتخير النفقة الحلال فإن الله طيب لا يقبل إلا طيباً واختيار الرفيق الصالح لأنه خير معين، بعد الله عز وجل، والتوبة إلى الله سبحانه وتعالى لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له والإقلاع عن جميع الذنوب والمعاصي وتركها والندم على فعلها وغض البصر لما قد يتعرض له البعض من الفتن ومن ذلك أن بعض النساء قد لا تتحجب الحجاب الشرعي فتسفر عن وجهها، ويديها وقدميها قال تعالى: {قٍل لٌَلًمٍؤًمٌنٌينّ يّغٍضٍَوا مٌنً أّبًصّارٌهٌمً وّيّحًفّظٍوا فٍرٍوجّهٍمً ذّلٌكّ أّزًكّى" لّهٍمً إنَّ اللهّ خّبٌيرِ بٌمّا يّصًنّعٍونّ} وحفظ اللسان مع تذكر أن أيام الحج قليلة ومعدودة وسرعان ما تنقضي وأن عليه باستغلال كل دقيقة فيها، والحلم وكتم الغيظ خاصة مع ما قد يتعرض له الحاج من مضايقات وإيذاء من بعض الحجاج بقصد أو من غير قصد خاصة في وقت الزحام: {وّالًكّاظٌمٌينّ الغيًظّ وّالًعّافٌينّ عّنٌ النّاسٌ وّاللَّهٍ يٍحٌبٍَ المٍحًسٌنٌينّ}. وسؤال أهل العلم فيما يشكل من امور الدين وأمور الحج، مع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة الى الله تعالى وذلك ان الحج مجال خصب للقيام بهذا الأمر فعلى الحاج أن يقوم بدورة في ذلك بحسب المقدرة والاستطاعة، بالحكمة والموعظة الحسنة والرفق واللين، قال تعالى: {وّلًتّكٍن مٌَنكٍمً أٍمَّةِ يّدًعٍونّ إلّى الخّيًرٌ وّيّأًمٍرٍونّ بٌالمّعًرٍوفٌ وّيّنًهّوًنّ عّنٌ المٍنكّرٌ وّأٍوًلّئٌكّ هٍمٍ المفًلٌحٍونّ}. أخطاء من جانبه نبه فضيلة الشيخ تركي الدوسري لجملة من الأخطاء التي يقع فيها البعض بقوله وهناك بعض الأخطاء التي تحصل من الحاج ولم يرد فيها أثر من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا قول للصحابة ولا غيرهم ومنها: اعتقاد ان ركعتي الإحرام واجبة والصحيح أنها مستحبة فقط ويسن الإحرام بعد الفريضة إن تيسر ذلك، وعدم التحجب عن الرجل غير المحارم بالنسبة للمرأة المحرم وهذا خطأ فالرجال الأجانب لا يجوز للمرأة كشف وجهها أمامهم لا في حج ولا في غيره. استقبال جبل عرفة بالدعاء والصعود عليه وهذا خطأ لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ولا سلفه الصالح. اعتقاد أن الساعة أو النعلين التي فيهما مخيط لا يجوز لبسهما والمقصود بالمخيط هو المخيط على قدر أعضاء البدن كالثوب والسراويل ونحوها. أماكن وشبهات فضيلة مدير عام الرئاسة العامة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكةالمكرمة الشيخ جابر الحكمي من جانبه ألقى الضوء على جانب آخر من الجوانب التي تحتاج للتنبية من الحاج الكريم وهو خطر خلط حجه بما لا يجوز بمنكرات يعتقد أنها قربة فيما لا تخفى خطورتها على ذي لب: 1 مكتبة مكةالمكرمة: حيث يعتقد الكثير من الوافدين أو المقيمين أنه مكان مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ويمارسون كثيرا من الأعمال الشركية أو البدعية المنافية لأصل الدين والمناقضة للتوحيد أو المنافية لكماله كالطواف حول المبنى وجعله قبلة للصلاة مستدبرين القبلة مع التبرك والتمسح بجدرانه والاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم وطلب الحوائج وغير ذلك من البدع. 2 الشاخص الموجود في جبل عرفة: يقصده الكثير من الحجاج قبل أيام الحج وبعده، ويفعلون صنوفا من البدع المحرمة، ومن أمثلة ذلك التمسح بالشاخص والبكاء عنده وكتابة أسمائهم عليه ووضع صورهم وبعض النقود في الشقوق الموجودة في الشاخص، وأداء الصلاة نحوه من جهاته الأربع والطواف حوله ووضع الحروز والتمائم والخرق للتبرك به، ويقوم بعضهم بضم نسائهم ومعانقتهم أمام الناس ظناً منهم أنه مكان لقاء آدم وحواء بعد نزولهما من الجنة، بل يعتقد الكثير من الحجاج أن قبر آدم عليه السلام موجود تحت هذا الشاخص. 3 جبل ثور وجبل النور: ويقع فيهما ما يقع في جبل عرفة من المنكرات والبدع من جنسيات الحجاج المختلفة بالإضافة الى تكشف أجساد النساء وهن يدخلن الغار وكذلك كتابة أسمائهم على الصخور باعتقاد أنها تشهد لهم يوم القيامة بأنهم أدوا فريضة الحج. 4 مقبرة المعلاة: يقصدها كثير من الحجاج وتقع منهم البدع والضلالات وبعض الشركيات كالتبرك بالأشجار وبتراب المقبرة وقطع أوراق الشجر وأكلة وأخذ بعض منه، وكذلك من حصى المقبرة بقصد البركة، وأيضاً استقبال القبور بالدعاء والأذكار والاستغاثة ببعض الأولياء والصالحين، مثل ما يعتقده البعض بوجود قبر (النواوي) ويطيلون الوقوف عند قبر أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ويتمسحون بالشبابيك والأبواب، إضافة الى سؤالهم الدائم عن مكان قبر (أبوطالب) حيث يعتقدون بوجود قبره هناك. 5 الجعرانة: يأتي إليها الحجاج القادمون من دول وجنوب شرق آسيا، وأكثرهم من النساء ويعتقدون أن ماء الجعرانة مبارك، فيأخذونه للبركة والاستشفاء من الأمراض، ويحدث بسبب ذلك اختلاط الجنسين من الرجال والنساء واحتكاك الأجساد ببعضها كما يحدث تكشف لبعض أجساد النساء عند الوضوء والاغتسال. مخالفات في المدينة ومن منطقة المدينةالمنورة أجمل فضيلة مساعد مدير عام فرع الرئاسة بمنطقة المدينةالمنورة الشيخ محمد بن عبدالعزيز الدعجان المناطق التي تقصد بالزيارة ومجمل المخالفات التي تقع فيها بالتالي: 1 زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وزيارته مشروعة ولكن تصدر بعض المخالفات من بعضهم مثل: طلب الاستغاثة منه صلى الله عليه وسلم في سد الحوائج وتفريج الكربات ،التوجه إلى قبره عند السلام من أي جهة في المسجد بخشوع يشابه وقفة الصلاة، والرجوع القهقري بعد السلام عليه صلى الله عليه وسلم. 2 زيارة مقبرة البقيع: وهي زيارة مشروعة أيضا ويقع عندها مخالفات عدة: الطواف ببعض القبور أو السجود عليها، والتبرك بالأتربة واعتقاد النفع بها، ورمي الرسائل والنقود والعطور على القبور، وقراءة القرآن واهداء ثوابه للأموات، وزيارة بقصد تعظيم الأموات لا بقصد الاتعاظ والعبرة. 3 مقبرة شهداء أحد: وهي كغيرها من المقابر يسن زيارتها للعبرة، وتحدث فيها بعض المخالفات مثل: رمي الرسائل والنقود للشهداء، وطلب الشفاعة منهم كونهم شهداء مقبولين عند الله، وتسور الجدار والأخذ من الأتربة بقصد التبرك. 4 زيارة الغار المزعوم في جبل احد والصلاة ركعتين فيه. 5 مقبرة شهداء بدر: ومن أهم المخالفات فيها: شد الرحال والسفر المقصود لها، وإقامة الاحتفالات والموالد اللشهداء ولاسيما في ليلة ال 17-18 من رمضان من كل عام والطواف ببعض القبور الموجودة داخل المقبرة. دور الرئاسة وعن دور الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتمثل في فرعيها في منطقة مكةالمكرمة ومنطقة المدينةالمنورة أجمل فضيلة الشيخ جابر الحكمي هذا الدور بمنطقة مكةالمكرمة فقال: إنه يبرز بتوجيه الحجاج ونصحهم وإرشادهم ومنعهم من الوقوع في الشركيات والبدع والخرافات حتى يكتمل حجهم، وبيان ذلك بمختلف اللغات عن طريق المترجمين الذين تتعاقد معهم الهيئة كل عام خلال موسم الحج، وكذلك توزيع هدايا على الحجاج عبارة عن مطبوعات واشرطة مفسوحة بجميع اللغات عن كل ما يتعلق بالحج. من جانبه بيّن الشيخ سامي الخياط باحث القضايا في فرع الرئاسة بمنطقة مكةالمكرمة أن معالجة المنكرات الظاهرة من صميم عمل الهيئة كما نص نظامها في المادة التاسعة والعاشرة من واجبات الهيئة، وفي المادة الأولى مفصلا من لائحتها التنفيذية، مشيرا الى ان الفرع يؤدي دوره من خلال ستة مراكز فرعية خصصته هيئة مكةالمكرمة، وجبل النور وجبل ثور، ومقبرة المعلاة، وجبل عرفة ومسجد الجعرانة، وتعمل هذه المراكز في توجيه الحجاج ونصحهم وإرشادهم بالرفق واللين والكلمة الطيبة، فيما يحتاجونه ويقعون فيه من مخالفات واخطاء ومفاهيم وأفكار خاطئة مبيناً ان دورها يقوم على تصحيح كثير من المفاهيم الخاطئة والمعتقدات الباطلة، والأعمال الخرافية المحدثة والأفكار المغلوطة عن الدين الإسلامي الصحيح، مع منع ما يصدر من بعض الحجاج من مظاهر الشرك والبدع والخرافات المختلفة، وتسعى لنشر الخير والحق والنور فيهم بنصح الحجيج وإرشادهم وتوجيههم بالرفق واللين والأسلوب المناسب، وتغرس فيهم المعتقد الصحيح، وتبين لهم حقيقة الدين وتصوب ما يقعون فيه من خلل في أداء نسكهم وفق السنَّة، وترشدهم بالحسنى والكلمة الطيبة، وحيال مخالفاتهم السلوكية الأخرى. وعن دور فرع الرئاسة العامة بمنطقة المدينةالمنورة في هذا الموسم الفضيل أوضح الشيخ محمد بن عبدالعزيز الدعجان أن مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم من مناطق الحج ولاسيما وأن أكثر الحجاج يفدون إليها زواراً، إما قبيل حجهم أو بعد الفراغ من مناسكهم، وتقدر نسبة الحجيج الذين يقدمون لزيارتها ويمكثون بها أياما أثناء موسم الحج بنحو 90% من مجموع الحجاج. وأضاف: ونظراً لاختلاف جنسيات الزوار ولغاتهم، واختلاف أفكارهم وانتشار الجهل والبدع بين كثير منهم إضافة الى صعوبة التفاهم معهم ومناصحتهم لوجود عائق اللغة، واستعدادها لهذا الواقع المتكرر سنويا، فإن فرع الرئاسة العامة بمنطقة المدينةالمنورة يسعى الى تحسين تعامله مع هذا الواقع والاستفادة منه من خلال تنفيذ الجهود التالية: إقامة مراكز توجيهية مؤقتة خلال موسم الحج في المواقع التي يكثر تواجد الزوار فيها، كمقبرتي البقيع والشهداء، ومسجدي قباء والقبلتين، وما يسمى بمنطقة المساجد السبعة، وغيرها، والتعاقد مع نحو (100) من طلاب العلم بالجامعة الإسلامية سنويا من الناطقين بأهم اللغات الحية للمساهمة في توجيه ونصح بني جلدتهم والناطقين بلغاتهم، وتسهيل تعامل أعضاء الهيئة معهم، وتأمين الأعداد الممكنة من الكتب التوجيهية والتوعوية بمختلف اللغات لتوزيعها ونشرها بين زوار المدينة بمختلف اللغات وتزويد شركات النقل بألبومات من الأشرطة التوعوية والتوجيهية بأشهر اللغات للاستفادة من تشغيلها أثناء انتقال الحجاج من مكة الى المدينة أو العكس وأثناء نقلهم عبر المشاعر المقدسة، وزيادة عدد ساعات التكليف لتغطية كثافة العمل في المواقع المختلفة، وإقامة مراكز توجيهية دائمة في مدينة حجاج البر، ومدينة حجاج الجو والبحر بالمدينة لتوجيه وإهداء زوار المدينة الكتيبات والأشرطة المناسبة لحالهم ولغاتهم، وتمديد ساعات العمل اليومي فيها.