طلب عدد من الدعاة والمشايخ إزالة شاخص جبل الرحمة، وذلك لما تم رصده في هذا الموقع من بدع ومعتقدات شركية، وأشار المستشار القضائي الخاص المستشار العلمي في الجمعية العالمية للصحة النفسية في الخليج والشرق الأوسط عضو اتحاد المؤرخين العرب الشيخ صالح بن سعد اللحيدان، إلى أن اسم جبل الرحمة أطلقه المتأخرون ولم يثبت بنص صحيح قوي الإسناد أنه يسمى بجبل الرحمة، مشيرا الى أن «الشاخص الذي عليه وضع في وقت قريب، لعله سنة 1250ه، ولا يعلم من الذي وضعه، ووجوده من البدع التي يجب أن ينظر فيها ولي الأمر». وأبان اللحيدان أن «النبي صلى الله عليه وسلم جعل هذا الجبل في حجة الوداع خلفه، لا لميزة فيه ولكن لكي يتقي الغربية التي تسمى ريح السموم، كما أنه لم يثبت فيما بين يدي من الآثار عن الصحابة بسند صحيح قوي أن أحدا منهم صعد هذا الجبل، ولم يثبت في كتب الصحاح والسنن أن أحدا من التابعين في القرون الثلاثة المفضلة صعده أو تبرك به». وأضاف أن «الأصل في العبادة المنع والحظر ما لم يوجد دليل صحيح سالم من المعارض، والذي أراه حول هذا الجبل، أن تطبع وزارة الشؤون الإسلامية والرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية ووزارة الحج كتيبا لبيان ما دار حول الجبل من أقاويل عن تمسح وتبرك وصعود وكثرة الدعاء فوقه، أو أخذ بعض الحجارة منه، ولدي استعداد للإشراف على هذا الكتيب». المظاهر الفاسدة ومن جانب آخر، أكد مصدر في الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكةالمكرمة، مشاهدة وقوع بعض مظاهر الشرك والبدع والمخالفات الشرعية من كثير من الحجاج القادمين من خارج البلاد، في جبل الرحمة بشكل عام، وفي الشاخص بشكل خاص، ومنها: استقبال الشاخص الواقع في قمة الجبل لأداء الصلاة نحوه، وعلى غير اتجاه القبلة، والطواف حول الشاخص كما يطاف حول الكعبة، والتوجه بالدعاء إلى الشاخص والإجهاش بالبكاء أمامه، والتبرك بالشاخص والتزامه والتمسح به بمختلف أجزاء الجسم، وضمه وتقبيله، ووضع الصور والتعوذات والحروز والعقد السحرية تحته، والكتابة على الشاخص من أجل معرفة الله بالشخص، ومن أجل أن يأتي أولادهم إلى هذا المكان، وجلب بعض الحجاج الأقمشة ومسحها بالشاخص من أجل البركة والرزق والشفاء من الأمراض، ووضع الشعر عند الشاخص، واعتقاد بعض الحجاج أن الشاخص يمثل قبر آدم عليه السلام ومكان التقاء آدم وحواء، وأخذ بعض الحجاج للأحجار والأتربة وخرز السباح المتناثر في الجبل للتبرك به، ونزع بعضهم الأحذية عند الاقتراب من الشاخص تكريما وتقديسا للمكان، ورمي بعضهم قصاصات ورق وصور شخصية كتب عليها ما يتمناه المرء ويرجوه، أو وضعها تحت الشاخص، وبيع بعض الباعة الأحجار والسبح على قمة الجبل، التي تكون وسيلة للتبرك بها ورد العين، وبناء مصلى من الأحجار وعمل محراب في أعلى الجبل. معالجات مقترحة وقدم مصدر الهيئة عدة حلول لمعالجة هذه المظاهر الخاطئة، منها: إزالة الشاخص الواقع على الجبل، حفاظا على جناب التوحيد، وإلزام الحملات بتوعية الحجيج قبل مجيئهم إلى مكة، وتحذيرهم من هذه البدع، وتكثيف الجهود من جميع الجهات المختصة، وضرورة التعاون فيما بينهم، وحضورهم قبل دخول شهر ذي الحجة بوقت كاف، وزيادة عدد الأعضاء والعسكر المرافقين، وكذلك زيادة عدد المترجمين والمرشدين، وتوفير العدد الكافي من المواد التوعوية، ووضع العدد الكافي من اللوحات التوجيهية حول الجبل وجوار الشاخص بجميع اللغات، وطباعة نشرة تعريفية بجبل عرفة يوضح فيها تاريخ الجبل، وأن الرسول «صلى الله عليه وسلم» لم يقف عليه في حجة الوداع، وبيان حكم ما يحصل من بعض الحجاج عند الجبل من البدع، وإزالة الدرج المسهل للحجاج صعود هذا الجبل .