ها هي ذا الجنادرية بعبق ما فيها وتعانق حاضرها هذه الاحتفالية الغالية التي نعيشها ونفتخر بها تجسد اعتزاز المملكة بتاريخها وتعلقها بتراثها وإصرارها مع الاحتفاظ بثوابتها وهويتها الإسلامية الأصيلة على الانفتاح على ما يزخر به العالم في هذا العصر من أفكار وموروثات وحضارات متعددة لنأخذ منها بما يضيف لها رصيداً معرفياً وإنجازاً حضارياً يتواءم والخط الواضح الذي يسير عليه هذا البلد استلاماً من عقيدتها الصافية وشريعة الإسلام الخالدة عقيدة ومنهاج حياة. وما يزيد هذه الاحتفالية ألقاً وإشراقاً هذا التواجد الكبير للمرأة السعودية التي أعطاها ولاة الأمر حقوقها، أعطوها حقها في الحضور والعطاء باحتفالية الوطن «الجنادرية». وأن الحرس الوطني وهو يتضمن ويرعى ويتابع هذا المهرجان الذي يستقطب كل عام النخبة الفكرية من مختلف دول العالم ليؤكد بهذا المنهج المشرف إتاحة الفرصة للفرد السعودي للاستفادة ولإبراز اعتزازه بتراثه وتأكيد تطلعه إلى التفاعل الناضج مع العالم من حوله. ومن خلال هذه المنظومة الرائعة من مختلف أوجه النشاط والفعاليات التراثية واللقاءات الفكرية والثقافية التي تتم طوال أيام وليالي المهرجان تبرز أهمية ما يقوم به الحرس الوطني من دور فاعل ومؤثر في إظهار تراث هذه البلاد ونقل الصورة الحية لما تعيشه من نهضة تنموية شاملة لمختلف الميادين. «فالجنادرية» تظاهرة ثقافية تراثية تعانق من خلالها عبق الماضي المجيد وجسد معطيات الحاضر الزاهر.. هذا الملتقى الوطني الذي يشرفنا جميعاً بنات الوطن دون استثناء أن نجتمع له ومن حوله وفي رحاب ميادينه وندواته وفعاليته وتراثه وفلكلوره الشعبي وأهازيجه وأسواقه بما فيها من متاع جميل يلتقي فيها روح المناسبات الشعبية الغالية إلى نفوسنا وروعة لقاءاتنا في أرض المهرجان الماض التليد الذي يربط الحاضر المشرق ومن لا ماض له لا حاضر له. ونحن في اللجنة النسائية للتراث نعمل يداً واحدة بكل أمانة وإخلاص لتفعيل دورنا الوطني وإبراز دورنا في الحفاظ على التراث وإبرازه للزائرات برئاسة رئيسة اللجنة الأستاذة فاطمة السلوم التي تعطيه من دمها عاماً بعد عام.. كما نحن في اللجنة النسائية الإعلامية للتراث نعمل يداً واحدة لتوصيل الفعاليات إلى أكبر عدد ممكن من المجتمعات العربية والمحلية وإبرازها بأمانة الكلمة عبر وسائل الإعلام المختلفة. ولا يسعني في هذا المجال إلا أن أقدم شكري للحرس الوطني كافة على ما قدمه ويقدمه لهذا المهرجان. وأقدم شكري للاخوة الذين آزروا الفريق الإعلامي النسائي وعلى رأسهم المقدم حمد العمر والمقدم أحمد العربي والمقدم عبدالله الزامل ورئيس تحرير نشرة الجنادرية الأستاذ صبار العنزي وكلنا نعمل يدا بيد من أجل هذه التظاهرة والاحتفالية الثقافية التراثية هويتنا الوطنية التي لها أكبر الأثر في إثراء حياتنا الثقافية والاجتماعية. اليوم في الجنادرية تكتمل الملحمة التراثية التي توثق الصور الجميلة في ذاكرة الأبناء والتي تعطر الزائرات برائحة الجدات اليوم في الجنادرية نحيي التراث نفتخر ونعتز بمحاكاة التراث والأعراف والعادات والتقاليد التي تزدان برائحة الكادي والطيب والفل والريحان. اليوم في الجنادرية نسترد أنفاسنا ونعانق الجنادرية ويعانقنا التراث. (*) رئيسة اللجنة الإعلامية للتراث