القصف والجوع والشتاء.. ثلاثية الموت على غزة    مغادرة الطائرة الإغاثية ال24 إلى بيروت    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء الخميس المقبل    «التعليم»: 7 % من الطلاب حققوا أداء عالياً في الاختبارات الوطنية    وزير المالية : التضخم في المملكة تحت السيطرة رغم ارتفاعه عالميًا    بدء التسجيل لحجز موقع في المتنزه البري بالمنطقة الشرقية    محافظ الطائف يرأس إجتماعآ لمناقشة خدمات الأوقاف    أمير منطقة تبوك يستقبل الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية    «السلمان» يستقبل قائد العمليات المشتركة بدولة الإمارات    مناقشة معوقات مشروع الصرف الصحي وخطر الأودية في صبيا    اكتمل العقد    دوري يلو: التعادل السلبي يطغى على لقاء نيوم والباطن    11 ورقة عمل في اليوم الثاني لمؤتمر الابتكار    حملة على الباعة المخالفين بالدمام    تكريم المشاركين بمبادرة المانجروف    «الخريجي» يشارك في المؤتمر العاشر لتحالف الحضارات في لشبونة    بلاك هات تنطلق في ملهم بمشاركة 59 رئيس قطاع أمن السيبراني    استقبل مدير عام هيئة الهلال الأحمر نائب الرئيس التنفيذي لتجمع نجران الصحي    خادم الحرمين الشريفين يتلقى رسالة خطية من أمير دولة الكويت    أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن    جمعية «الأسر المنتجة» بجازان تختتم دورة «تصوير الأعراس والمناسبات»    رئيس «اتزان»: 16 جهة مشاركة في ملتقى "التنشئة التربوية بين الواقع والمأمول" في جازان    وزير الشؤون الإسلامية: ميزانية المملكة تعكس حجم نجاحات الإصلاحات الإقتصادية التي نفذتها القيادة الرشيدة    زيارة رسمية لتعزيز التعاون بين رئاسة الإفتاء وتعليم منطقة عسير    المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة يناقش تحديات إعادة ترميم الأعضاء وتغطية الجروح    مركز صحي سهل تنومة يُقيم فعالية "الأسبوع الخليجي للسكري"    سموتريتش يدعو مجدداً إلى تهجير نصف سكان غزة    "سلمان للإغاثة" يوقع مذكرة تفاهم مع مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية    الخريف يبحث تعزيز التعاون المشترك في قطاعي الصناعة والتعدين مع تونس وطاجيكستان    نائب وزير الدفاع يرأس وفد المملكة في اجتماع الدورة ال 21 لمجلس الدفاع المشترك لوزراء الدفاع بدول مجلس التعاون    نوف بنت عبدالرحمن: "طموحنا كجبل طويق".. وسنأخذ المعاقين للقمة    مسؤول إسرائيلي: سنقبل ب«هدنة» في لبنان وليس إنهاء الحرب    السجن والغرامة ل 6 مواطنين.. استخدموا وروجوا أوراقاً نقدية مقلدة    هيئة الموسيقى تنظّم أسبوع الرياض الموسيقي لأول مرة في السعودية    الصحة الفلسطينية : الاحتلال يرتكب 7160 مجزرة بحق العائلات في غزة    الجدعان ل"الرياض":40% من "التوائم الملتصقة" يشتركون في الجهاز الهضمي    ترمب يستعد لإبعاد «المتحولين جنسيا» عن الجيش    حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام    تحدي NASA بجوائز 3 ملايين دولار    حرفية سعودية    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    ظهور « تاريخي» لسعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي    «التعليم»: حظر استخدام الهواتف المحمولة بمدارس التعليم العام    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    حكايات تُروى لإرث يبقى    «بنان».. جسر بين الماضي والمستقبل    ألوان الطيف    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    خسارة الهلال وانتعاش الدوري    بايرن وسان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على اثنين    النصر يتغلب على الغرافة بثلاثية في نخبة آسيا    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي بشأن السودان    الأمير محمد بن سلمان يعزّي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز الصباح    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مهرجان الجنادرية,,
ينطلق الأربعاء القادم,, برعاية كريمة من خادم الحرمين,, ومتابعة من سمو ولي عهده الأمين عرس الوطن المتجدد,, وتاريخه المتألق
نشر في الجزيرة يوم 10 - 01 - 2001

وتمضي السنون وتمر الأيام ويتجدد الوعد مع الجنادرية بوجه جديد ومشرق كما هي العادة حيث تنطلق فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته السادسة عشرة يوم الاربعاء القادم الموافق للثاني والعشرين من شهر شوال الجاري برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله وتوجيه ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني,, وهذا المهرجان الذي ولدت فكرته فوق رمال هذه الأرض الطيبة وكرسها فكر ثاقب وعزيمة لا تلين ووجود أبناء بررة ساروا على نهج الموحد الباني رافع راية التوحيد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه ذلك البطل العظيم الذي احتفلت المملكة,, بالذكرى المئوية لانجازه التاريخي المشرق,, وارسائه لقواعد البناء لهذه البلاد العصرية.
ولقد أضحى مهرجان الجنادرية تجمعا عربيا وحدثا تاريخيا مميزا وفريدا تهفو إليه القلوب بمشاعر الانتماء الى الوطن الغالي, ومنذ لحظة الانطلاق الأولى الساعة الرابعة والنصف عصرا من يوم السبت الموافق 2/7/1405ه حيث تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بتشريف الجنادرية وافتتاح وقائع فعاليات المهرجان الوطني الأول للتراث والثقافة,,
ظلت الجنادرية موعدا للقاء الحاضر بالماضي وحلما يتسامى وتتسابق لرؤياه العيون وعرسا تعانق أهازيج الماضي فيه حدود الجمال فترسم الحاضر بحروف مضيئة,, إنها اللمحات العبقرية والعين البصيرة المدركة لخادم الحرمين الشريفين الذي اراد تكريس واستمرارية الحيوية في كيان الأمة من خلال سريان دماء الماضي متمثلة بإرث الآباء والأجداد وأصالتهم لتبقى بشرايين الحاضر بكل معطياته المشرقة ولهذه الأرض ان تكون ملتقى الأهل والأشقاء والأصدقاء في عرس سنوي يشرف عليه ويرعاه ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الذي أضفى على المهرجان صبغة وطنية تعبق بأريج التراث وأمجاد الماضي وصنعة حضارية تزهو بالفكر والثقافة.
ومهرجان الجنادرية جاء وليد رؤية الحرس الوطني وتألقاً جديداً يضيفه الحرس الوطني الى سجله الحافل بالمآثر,, حيث انه ليس مهرجانا وحسب، بل هوية أمة ولحن أصالة وملحمة فكر وفن يجسد فيها الانسان العربي الشيم والأخلاق العربية والشمائل والآداب الاسلامية التي نهلها من النبع الصافي المتدفق أبد الحياة.
الجنادرية روضة سويس !
وقل ان نسبر أغوار بدايات وفعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة لابد أن نعرج الى أرض الجنادرية التي تم اختيارها لتحتضن فعاليات هذا المهرجان والحدث التاريخي الهام ليصبح منبرا لأهل الثقافة والفكر والأدب والفن وساحة لاعادة عرض المأثورات الشعبية على مختلف انواعها.
فالجنادرية هي تلك الروضة الواقعة الى الشمال الشرقي لمدينة الرياض العاصمة مصب الأودية ومسيلات مائية عدة,, وكان اسمها قديما روضة سويس وقد مر ذكرها في آثار العديد من المؤرخين والمؤلفين الذين رصدوا آثار اليمامة.
وأرض الجنادرية تلك الصحراء الشاسعة حفلت في وقت سابق قبل أن تمتد اليها الأيدي بظهور العديد من النباتات والزهور البرية الجميلة فيها نباتات الثقل والحنوة الكرش الحرب الحوذان حيث كانت مهوى لقلوب أبناء الرياض للتنزه والاستجمام عندما يفتح الربيع أوائل ورد كما بالأمس نوما, وكانت أيضا مرتعا وعشقا للشعراء الذين تغنوا بها في أشعارهم,, ولكل محبي الرحلات الخلوية أما معنى الجنادرية لغة فهي: جندر الكتاب أي امر القلم على ما درس منه وجندر الثوب: اي اعاد له رونقه بعد تلاشيه.
والجنادرية بحق هي لوحة جميلة ورائعة رسمت بالقلم والكتاب والمعرفة والثقافة والفن والجمال الآخذ.
ولتصبح الجنادرية وسيلة لاكتشاف المتغيرات المادية والثقافية الجديدة في المملكة,, في كل مجالات الحياة وساحة للثقافة والتراث لابراز تاريخ وهوية أمة ونبض شعب ولحن أصالة وملحمة فكر وفن وصنعة حضارية تزهو بالفكر والثقافة ونغمة وحدث سنوي أصبحت أصداؤها تتردد في جنبات الوطن.
انطلاقة البداية
وإن مهرجان الجنادرية لم يولد عملاقا بل أخذ في النمو والتشكيل خطوة خطوة في كل عام على درب احياء التراث الوطني والثقافة المعاصرة وقد كانت بداية الانطلاقة لهذا المهرجان الوطني في عام 1405ه 1985م ,, برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله وقد بدأ في سباق الهجن نظرا لما يشكله الجمل من دور في حركة الحياة ورمزا تراثيا حاضرا تناقله الأجيال,, ومن هذا الوفاء جاءت فكرة سباق الهجن تجسيدا حقيقيا لرغبة قادة هذه البلاد في تنشئة الأبناء على خطى الآباء والأجداد وفاءً ومغامرة وشجاعة وتنافسا شريفا، ولقد شهدت الأعوام المتتالية لهذا السباق الرياضي التراثي أشكالا جديدة في السباقات وزيادة في عدد الهجن المشاركة وتقسيما لفئاتها وزيادة في عدد الأشواط ومسافاتها مما استدعى ازديادا في الجوائز المقدمة، لتصبح هذه البداية نقلة نوعية وتحولا كبيرا في فعاليات المهرجان في تقديم العروض الفنية والثقافية والتراثية المتنوعة التي طرزت أيامه ولياليه من أجل تعريف انسان الحاضر بأمجاد ماضي الآباء والأجداد وإحياء الموروث الشعبي ورسم صورة ناصعة لحياة الماضي التليد.
لقد حرصت ادارة المهرجان منذ ولادته الأولى المباركة على أن تكون جوانب الحياة الذاتية القديمة متمثلة في جنبات مهرجان الجنادرية وذلك بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين ببناء قرية للتراث تتجسد فيها أساليب حياة الأجداد وتراثهم الأصيل والعريق,, وبمشاركة مناطق المملكة,, المختلفة,, وفي كل عام تتجدد القرية باضافة مبان تراثية أخرى تحكي صورة الحياة الطبيعية التي كان يعيشها أبناء هذه المناطق من خلال البيت الشعبي الذي كان قائما في تلك المنطقة والمبني من الطين والقش أو من الحجارة المتقطعة من الصخور بشكل ابداعي متفنن مأخوذ من بيئة المنطقة.
الى جانب السوق الشعبي الذي يصور السوق الموجود في غالبية مدن المملكة القديمة، والذي لا يزال قائما بدكاكينه ومصابيحه وطرازه الشعبي في بعض منها كان يبنى من الطين والأثل والجريد في منطقة نجد وشمال الجزيرة وشرقيها وجنوبها وتعرض فيها السلع التراثية المختلفة والصناعات التقليدية العريقة,, كما يشكل السوق لوحة احتفالية موشاة بجماليات الوطن ماضيه وحاضره,, تنتعش فيه القلوب وتهفو اليه لما يمثله من تراث شعبي تليد عاشه الآباء والأجداد رغم قلة الامكانات وذات اليد التي كانت لديهم ويملكونها في وقتهم.
وحدة توثيق التراث
ونظرا لأهمية التراث والحفاظ عليه فقد تبنى المسؤولون في الحرس الوطني فكرة انشاء وحدة لتوثيق التراث في المهرجان, وكانت هذه الوحدة النواة الأولى لفكرة توثيق التراث والموروث الشعبي في المملكة العربية السعودية وتفي برصد جميع أنشطة المهرجان الفكرية والمادية من حرف يدوية وفنون شعبية وشعر شعبي حيث تتولى بمهام القيام بدراسات عالمية ميدانية عن كل حرفة من الحرف اليدوية القديمة وكل فرقة من الفرق الفنية وكل شاعر من الشعراء الشعبيين المشاركين في فعاليات المهرجان واستحداث ملفات وثائقية عالمية لكل ذلك الى جانب اصدار الكتب العالمية المتخصصة في هذا المجال، كما تعد لجنة التراث الشعبي في كل عام برنامجا متكاملا لنشاط التراث داخل السوق الشعبي وتشارك فيه العديد من القطاعات الحكومية والهيئات التعليمية.
سوق القرية
وعلى هامش السوق الشعبي تتواجد هناك العديد من الصور التراثية القديمة التي كانت سائدة آنذاك في ظل قلة الامكانات المتوفرة التي تعكس عمق التراث العريق للمملكة,, وتجسد أساليب حياة الأجداد وتراثهم وأنماطهم المختلفة خصوصا في مجال الزراعة والحياة الريفية التي كانوا يعتمدون عليها.
ومن بين هذه الصور التراثية العريقة والجميلة التي تحكي بساطة العيش وجماله وروعته:
المزرعة كنموذج للألفة وعشق وحب الأرض من قبل الانسان التي سخرها الله منهلا لعيشهم وحياتهم ورزقهم.
السواني وهي الركيزة الأولى في المزرعة وهي عبارة عن بئر عميق بسحب الماء فيها بواسطة مجموعة من الدلاء وباستخدام الحمير والإبل أو البقر.
المورد وهي البئر التي يرد اليها رعيان البادية لسقي الماشية والإبل وهي سطحية يتم استخراج المياه منها الى الأحواض التي توضع بقرب البئر بواسطة الحبال.
الحراثة وهي من المهام الضرورية للأرض الزراعية ومن خلالها يتم تقليب الطبقة العلوية في سطح الأرض.
الدياسة تتكون من عمود خشبي يثبت في الارض بشكل قوي وتربط في نهايتها حبل تربط الحمير بعضها البعض وتقوم بالدوران حول الخشبة وتدوس الحصيد بحوافرها لتفرز الحبوب عن قشورها للتذرية.
معصرة السمسم وهي عبارة عن جذع ثقيل كبير الحجم اسطواني الشكل يحفر له في الأرض مسطحة ويثبت باحكام وفي حفرة مجوفة ويوضع السمسم في التجويف تحت المهراس ويدور الجمل حول المعصرة لهرس حبات السمسم.
الألعاب الشعبية
ومهرجان الجنادرية الى جانب اهتمامه بالثقافة والأدب والفن لم يغفل الجوانب التراثية والمتمثلة بالألعاب الشعبية القديمة التي كانت سائدة في مختلف المناطق ويؤديها الشباب في أوقات فراغهم للتسلية والترفيه عن أنفسهم وهي تعتبر صورة للفن والرياضة والحياة الاجتماعية للبنين والبنات الموشاة بالأهازيج الشعبية ومن ضمن هذه الألعاب الشعبية التي يتم عرضها في ساحة السوق والقرية الشعبية والتي تلقى اهتماماً ومتابعة من الزوار في مختلف الأعمار هي:
شريخ الشرخ جاكم سليسل طلقتي رشه أحوح حاحوني يابونا جانا الذيب لعبة سبع الحجر يامن سقانا العسل في رجلي شوكه أم تسع عظيم سري طاق طاق طاقية شق القنا,.
النشاط الثقافي
لقد سطع الفعل الثقافي في المهرجان الوطني الأول للتراث والثقافة معلنا ولادة نشاطه المتعدد الذي تكرسه الجنادرية عاما بعد عام وطرزت ايام المهرجان باقة ملونة من الأنشطة الثقافية المتنوعة ولم تبدأ الأنشطة الثقافية مرة واحدة وانما كانت بالتدريج سواء فيما يتعلق باقامة الندوات مثل الندوة الكبرى التي شارك فيها كبار المثقفين والمفكرين بدءا من عام 1407ه وقد تناولت الندوة موضوع الأدب الشعبي والأدب الفصيح حيث استعرض فيها رواد الفكر والأدب أنماط أدبنا العربي شعبيه وفصيحة وحالة التأثر والتأثير بينهما بما يخدم الذوق العام لأبناء الأمة ويعزز مكانة لغة الضاد,, إلى جانب ندوة نظرات في الأدب السعودي التي تناولت بشيء من التركيز حالة الأدب في المملكة,, وموقعه في الساحة الأدبية العربية، ليتوالى عقد واقامة الندوات الثقافية والأدبية المختلفة التي يشارك فيها كبار المفكرين والمثقفين من داخل المملكة وخارجها.
تكريم الشخصيات الثقافية
ولم تكن الجنادرية مهرجانا للحفاظ على التراث والثقافة فحسب، بل تعدى ذلك الى تكريم المبرزين من الشخصيات الثقافية من أبناء هذا الوطن المعطاء ممن كان لهم باع طويل في خدمة الفكر والثقافة وخدموا العلم واهله وتركوا بصمات واضحة للعيان استفاد ويستفيد منها ابناء الوطن في نتاجهم وعطائهم الثري والوافر,, حيث درجت الجنادرية والمسؤولون عن المهرجان الوطني للتراث والثقافة بتوجيهات ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني منذ دورات المهرجان الاخيرة السابقة، وقد حظي بشرف التكريم من الشخصيات الأدبية والثقافية كل من الشيخ العلامة حمد الجاسر رحمه الله ومحمد احمد العقيلي وحسين عرب ويحيى المعلمي رحمه الله وينتظر في المهرجان في دورته السادسة عشرة لهذا العام تكريم شخصيات ثقافية وأدبية أخرى.
الشعر الشعبي
في كل عام تحفل امسيات المهرجان بلقاءات من الشعر الشعبي كموروث شعبي,, فيتألق فرسان الكلمة بما تجود به قرائحهم الشعرية من كلمات وصور معبرة تعكس الثروة الكامنة في هذا الفن الراقي,, وطوال مسيرة مهرجان الجنادرية استطاع ان يستضيف العديد من كبار الشعراء الشعبيين العرب الذين شاركوا وأحيوا مع الشعراء السعوديين فرحة اللقاء بالجنادرية، وقد استأثر ذلك باهتمام ومتابعة الكثير من المحبين لهذا الشعر الشعبي ويطربون لسماعه خصوصا من على لسان فحول الشعر في داخل المملكة أو خارجها.
الشعر الفصيح
شكل الشعر في اطار الموروث العربي العنصر المهم والمكون الأكبر من مكونات الشخصية الأدبية المتفردة للامة العربية، فهو كما يقال الشعر ديوان العرب حيث سجل مآثرهم الحافلة وعبر الأبيات الشعرية صور الانسان العربي شجاعة أبناء الأمة وفروسيتهم وأنسابهم وانتماءاتهم وحلهم وترحالهم وفي فرحهم وشظف عيشهم ولقد احتل الشعر وامسياته ضمن النشاط الثقافي حيزا مهما وظل له نكهة خاصة في مهرجان الجنادرية حيث يعتلي منابره رواد الشعر والأدب في المملكة والوطن العربي لما يحتله من مكانة بارزة في الثقافة العربية, ولقد كان من الضروري ان يحتل الشعر مكانه اللائق في فعاليات المهرجان منذ انطلاقته ويومه الاول حتى أصبح ركنا أساسيا من أركانه ,, حيث استقطب المهرجان خلال أمسياته للاعوام الماضية كبار الشعراء العرب فسطعت مشاركاتهم شهبا في دنيا وسماء الوطن العربي الكبير وحملوا وهج عطائهم الشعري الى جمهور الجنادرية المتعطش والذواق,, ونقلوا من جماليات الجنادرية أبهى الصور وأمتعها وازهى الذكريات وأروعها.
هذا وتشرف رواد الشعر العربي والمفكرون ضيوف الجنادرية في كل عام بالرعاية الكريمة وبهاء الاستقبال وحرارة الترحيب من القائمين على المهرجان من قبل صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني.
الأوبريت الغنائي
لقد جاءت فكرة الأوبريت الغنائي في مهرجان الجنادرية من منطلق الحب والوفاء لهذه الأرض الطيبة والمعطاء فخرا واعتزازا بماضيها العريق والشموخ بالرجال الذين صنعوا مجدها التليد وفي عام 1410ه كانت ولادة العمل الفني الابداعي الأدبي الذي حمل عنوان مولد أمة ذلك النشيد الوطني الرائع والمتميز الذي يجسد صدق الولاء للوطن وجمع أطرافه المترامية حيث صور معالمه وألمح الى صفات أهله في قراهم ومدنهم ومناطقهم,, الذي أبدع فيه مؤلفه الأمير الشاعر: سعود بن عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود فكان بحجم المناسبة الوطنية التي عرض فيها لأول مرة,.
ولقد كانت فكرة الأوبريت الغنائي من ابداع صاحب السمو الملكي الأمير: بدر بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني ورئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة,.
بعد ذلك توالى عرض الأوبريتات الوطنية لحفل افتتاح فعاليات الجنادرية التي يصوغ ابياتها أبناء الوطن الشامخ ليتحول المهرجان الى عرس وطني كبير تمازجت فيه الكلمة المعبرة واللحن المبدع والأداء الرائع ينطلق من حناجر أبناء هذا الوطن المعطاء عن امجاد هذه الدولة ورجالها فكانت بانوراما ملحمية في حب وعشق الوطن الغالي وفي خطوة جديدة ومبادرة موفقة يشارك أبناء الخليج في أداء أوبريت مهرجان الجنادرية لهذا العام مما يعكس وحدة وأخوة الخليج وتلاحم أبنائه في هذا العرس الكبير.
معارض للقطاعات الحكومية
في كل عام تشارك القطاعات الحكومية والهيئات والمؤسسات الخيرية في معارض وأجنحة خاصة بها ضمن مهرجان الجنادرية تعرض من خلالها مسيرة التطور الذي تشهده منذ بداية انشائها وحتى الآن وما طرأ عليها من تحسين وتجديد وتغيير من خلال استخدامها للتقنية الحديثة في انجاز أعمالها المناطة بها والتي تعكس صورة الماضي التليد والحاضر المشرق لهذا الوطن الغالي ليراها ويتعرف عليها عن كثب الجيل الحاضر,, وتصل القطاعات المشاركة الى أكثر من 30 قطاعا حكوميا مختلفا، وخلال كل عام يتم التجديد والتحسين في معارضها الى جانب مشاركة معارض أخرى للوثائق والصور كمعرض الفنون التشكيلية والمقتنيات والحرف, ومرسم الاطفال، ومعرض الوثائق التاريخية، ومعرض الأسلحة الاسلامية ومعرض الشؤون الاسلامية وغيرها من المعارض المتخصصة.
مسابقة حفظ القرآن
ضمن اهتمامات الحرس الوطني في المهرجان الوطني للتراث والثقافة التي تعتبر خطوة جليلة وبادرة عظيمة تسجل لصالحه وليست بغريبة على هذه المؤسسة الحضارية اقامة مسابقة سنوية لقراءة القرآن وتجويده وحفظه والتي جاءت بمبادرة ورعاية خاصة من صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني والتي تهدف إلى تنمية الثقافة الاسلامية التي يحرص عليها المهرجان باعتبارها منطلقا اساسيا لتراث وثقافة بلادنا الاسلامية، وتشارك في كل عام جهات حكومية وهي: الحرس الوطني، وزارة المعارف، وزارة الشؤون الاسلامية، وزارة الدفاع، ويشترك في المسابقة طلاب يمثلون المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية ويخصص للفائزين جوائز تشجيعية.
مسابقة الطفل
وللطفل اهتمامه وحضوره في فعاليات المهرجان من خلال تنظيم مسابقة الطفل الثقافية حرصا على تنمية مدارك الاطفال من زوار الجنادرية ويتم خلالها تقديم المفردات التراثية للتعريف بها وكذلك تقديم معلومات من المادة الدراسية تشتمل على مبادىء الدين الحنيف وقواعد اللغة العربية والعلوم الطبيعية وكذلك الاجتماعية والمعلومات العامة ويتم خلال كل مسابقة تخصيص جوائز قيمة للفائزين المشاركين في فعالياتها.
رياضة المعوقين
انطلاقا من حرص اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة على ان تعم الفائدة وتشمل كافة عناصر المجتمع,, امتد نشاط المهرجان في السنوات الاخيرة ليشمل فئة المعاقين تلك الفئة الغالية على مجتمعنا وذلك بهدف ابراز نشاط الجهات الحكومية العاملة في مجال الاعاقة وتسليط الضوء على خدماتها ودورها في المجتمع ولابراز دور هؤلاء المعاقين في المجتمع وتعريف الجمهور بما يقومون به من جهود واعمال في المجالات الرياضية ودمجهم مع بقية افراد المجتمع, وقد اعتمد المهرجان في كل عام اقامة العديد من الالعاب الرياضية لتنافس المعاقين مثل سباق البالونات، كرة القدم، تنس الطاولة، كرة الطائرة للمقعدين، كرة السلة، رفع الاثقال، وغيرها من الانشطة والالعاب الرياضية المختلفة.
سباق التحمل للخيول
الخيل معقود بنواصيها الخير الى يوم القيامة ,, من هذا المنطلق ولاهميتها ودورها في تاريخنا لما تمثله من رمز للأصالة في مجال الفروسية والسباق ولما تشكله باعتبارها جزءا لا يتجزأ من تراثنا العريق,, يقيم مهرجان الجنادرية في كل عام سباق التحمل للخيول العربية الاصيلة في كل دورة من دورات المهرجان,, حيث يجري التعاون ما بين المهرجان والاتحاد السعودي لالعاب الفروسية ورمي السهام بمشاركة عدد من الابطال السعوديين ويتم تحديد مسافة لهذه المسابقة العريقة وتتخللها الكثير من الموانع التي تجعل الفرسان يجدون مشقة في اجتيازها والوصول الى خط النهاية للسباق,, ونظرا لطول مسافة السباق وصعوبته يخضع الفرسان وكذلك الخيول المشاركة لفحوصات طبية دقيقة ويتم في نهاية السباق توزيع الجوائز التشجيعية للفائزين في حفل كبير يقام بهذه المناسبة يحضره كبار المسؤولين والمهتمين بهذه الرياضة العريقة والأصيلة.
معرض الكتاب
حرصت الجهات المسؤولة عن مهرجان الجنادرية على الاهتمام بفكرة اقامة معرض للكتاب حيث اصبح هذا المعرض حدثا تقليديا سنويا يحظى بمتابعة الزوار وعشاق الفكر والثقافة وقد خصصت مساحة ثابتة بموقع المهرجان لاحتضان معرض الكتاب تتسع لعرض آلاف الكتب المتنوعة,, ويشارك في فعاليات المعرض الهيئات والمؤسسات ودور النشر في المملكة ودول الخليج العربي يصل عددها الى اكثر من 20 قطاعا ومؤسسة حكومية بالاضافة الى دور النشر في داخل المملكة وخارجها.
الأنشطة النسائية
وللمرأة اهتمام وحضور في مهرجان الجنادرية في كل عام من خلال تنظيم واحياء الندوات والمحاضرات الثقافية والفكرية والعلمية الى جانب نشاطاتها الاعلامية والعلاقات العامة خصوصا خلال مواعيد زيارة النساء للمهرجان التي خصصتها ادارة مهرجان الجنادرية في الايام الاخيرة قبل اختتام فعالياته,, اضافة الى نشاطات المرأة من خلال تنظيم واحياء الامسيات الشعرية والندوات النسائية التي تهم المرأة والاسرة وتناقش القضايا الاجتماعية الاسرية بالاضافة الى اقامة اللقاءات الدينية مع كبار العلماء عبر الدائرة المغلقة التي تهتم بشؤون المرأة وحياتها الاسرية والاجتماعية,وقد شهدت أيام المهرجانات الماضية نشاطات نسائية عديدة وقيمة حظيت بالاهتمام والمتابعة من قبل نساء المجتمع في مختلف الاعمار ومن المثقفات والمتعلمات وغيرهن.
الجنادرية وقضايا الأمة
وتمضي الجنادرية في تألقها وابداعها الثقافي ويتابع المفكرون والادباء والكتاب العرب والاجانب ابحاثهم وحواراتهم بكل وعي وتفتح وموضوعية,, حيث حملت الجنادرية مسؤولية كبرى على عاتقها تتمثل في التصدي لبحث الموضوعات الكبرى الموازية لحجم التطور العالمي بمناحيه المختلفة ولاسيما ما يواجه الامة العربية والاسلامية من تحديات مختلفة.
وبعد ان اعطى مهرجان الجنادرية في ندواته الكبرى المتعاقبة موضوع الموروث الشعبي وعلاقته بالابداع الفكري والفني في العالم العربي حقه من البحث والدراسة,, اتجهت الجنادرية في منحى آخر ضمن مسؤولياتها ودورها الريادي الى مناقشة الواقع العربي عموما وابرز القضايا الاسلامية التي تنعكس اسبابها ونتائجها بصورة أو بأخرى على واقع العرب والمسلمين ومستقبلهم الاجتماعي والحضاري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.