أجد نفسي دائماً حريصاً على زيارة المعارض والمهرجانات التراثية التي تقام في دول الخليج. وربما أكون قد حضرت مثل تلك المهرجانات في جميع دول الخليج ودول أخرى، وخرجت منها بقناعة هي أن الثقافة والتراث الخليجي هو نفسه في دوله العربية الست من حيث العادات والثقافة الشعبية والتقاليد والمهن والحرف اليدوية وسبل كسب العيش والحياة الأسرية ثم الحلي والملبوسات التراثية والعادات والتقاليد في الزواج والمآتم، كل ذلك وجدته متطابقاً وربما ببعض الاختلافات البسيطة في التفاصيل هنا وهناك. هذا التطابق الشعبي والتراثي بين سكان المنطقة كلها أوجد لديّ قناعة ثابتة بالمبادئ والأهداف التي قام ويعمل من أجلها مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية ومن أهمها التكامل والوحدة في كل مجالات الحياة بين شعوب المنطقة، فهم أصلاً يمثلون وحدة واحدة يعمل قادتنا على تنظيمها وادارتها على أرض الواقع لتكون رخاء وأمناً لشعوبنا. مهرجان الجنادرية الذي يقام سنوياً في منطقة الرياض هو أحد هذه المهرجانات التي تتحدث عن الحياة بجميع صنوفها وأنواعها في المملكة العربية السعودية الشقيقة، فهو يعكس بصورة جلية ومنظمة صور الحياة القديمة لمناطق المملكة شرقاً وغرباً، جنوباً وشمالاً، ويعد مهرجان الجنادرية من أميز التظاهرات الخليجية حيث يغص بالزخم الثقافي الذي يواكب المهرجان من محاضرات ثقافية وندوات فكرية مختلفة تثري عقول رواد المهرجان وفعالياته اثراءً ثقافياً متميزاً بينما يقدم لهم التراث الحياتي السعودي بجميع اتجاهاته في مشهد فني رائع لمسناه في عروض السنوات الماضية، وان كان لي أن اقترح فإن تغطية وبث فعالياته تلفزيونيا قد يوسعان من قاعدة المستفيدين والمتلقين خارج وداخل المملكة مما يعمم الفائدة ويعرف بمضامين المهرجان. لذا يسرني أن أغتنم هذه السانحة لأرفع إلى مقام القيادة السعودية الرشيدة والشعب السعودي الأبي والقائمين على تنظيم هذا المهرجان من إدارة الحرس الوطني السعودي التهنئة الحارة بهذه النجاحات المتتالية في اقامة هذا الاحتفال السنوي الرائع.. ولا يفوتني أن أشيد بالتنظيم الحرفي المتقن الذي يطبع هذا المهرجان كل عام، متمنياً أن تحمل فعالياته في عامها الثامن عشر ما يشبع نهم الرواد والزوار ثقافة وفناً وتراثاً.