استكمل جناح دولة الإمارات العربية المتحدة استعداداته للمشاركة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الثلاثين والذي تقام فعالياته في عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض خلال الفترة من 3 إلى 21 فبراير المقبل، وتسجل دولة الإمارات حضورا لافتا في المهرجان من خلال مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأنشطة التي تجسد عمق وأصالة الموروث الشعبي الإماراتي، ويتوج الجناح نجاح المشاركات السابقة للدولة في المهرجان في استقطاب قطاعات واسعة من الجمهور، وآخرها الدورة الماضية التي اختيرت فيها الإمارات ضيف شرف المهرجان. ويمثّل الجناح الإماراتي الذي تشرف عليه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بتوجيه من وزارة شؤون الرئاسة، عنصر جذب لمئات الألوف من جماهير مهرجان الجنادرية، الذي يعد من أكبر المهرجانات التراثية والثقافية في المنطقة. وأكد معالي الشيخ سطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، أن المشاركة الإماراتية في المهرجان تعكس علاقات المحبة والإخاء بين الشعبين الإماراتي والسعودي، باعتبارها نموذج يحتذى به بين بلدان منطقة الخليج العربي التي تجمع شعوبها جذور وأصول وثقافات واحدة، مشيراً إلى أن العدد الكبير والنوعي من الفعاليات، يبين مدى الاهتمام الإماراتي بالمشاركة والحضور المتميّز ضمن فعاليات المهرجان. ونوّه معالي رئيس الهيئة أن الحدث الثقافي الضخم يعتبر أحد منابر احتفاءنا بتراثنا الأصيل وعراقتنا التاريخية، مشيرا أن الإمارات تولي التاريخ المشترك بين بلدان مجلس التعاون الخليجي كل الاهتمام وتدعم منابره ومبادراته ومقوماته، ويتجلى ذلك في العديد من الجهود المشتركة التي تتمثل في التعاون الثقافي والسياحي المشتركوالمستدام. ووجه معاليه الشكر إلى اللجنة السعودية المنظمة للمهرجان، التي تقدم كل الدعم التنظيمي والإداري لتعزيز المشاركة الإماراتية لدورها في صون التراث وإنجاح المهرجان، خاصة وأن التراث والثقافة عنصران أساسيان في مسيرة النهضة المستدامة التي تعيشها الإمارات الآن وجزء لا يتجزأ من هوية دولة الإمارات العربية المتحدة، التي صارت نموذجا ومركزا لتفاعل التراث الإنساني ومركزا للحوار بينالثقافات والحضارات العالمية، فضلاً عن احتضانها لكثير من المعالم الثقافية والتاريخية والترفيهية والتراثية حيث أصبحت الإمارات رائدة في التطوير الثقافي والسياحي المستدام والترفيه العائلي على مدار العام. ومن أبرز الفعاليات التراثية والثقافية التي يقدمها أبناء الإمارات في مهرجانالجنادرية هذا العام، صور حية من البيئة الزراعية الإماراتية وما تتضمنه من حرفالصناعات التقليدية التي تعتمد أكثرها على منتجات النخيل. وهناك البيئة البدوية بما لها من أهمية في المجتمع الإماراتي، حيث سيستمتع الجمهور بعروض حية للصقارة، وتأدية فنون الشلة والربابة في الخيمة التراثية، وكذلك فن العازي والطارق وألوانه من أجل التعريف بتلك الألوان التراثية الفريدة التي تميز بها أبناء الإمارات عبر الزمن. وللمرأة الإماراتية إسهامها الواضح في إنجاح المشاركة الإماراتية عبر تقديم نماذج من المشغولات اليدوية للسدو والخوص والتلي وتطريزملابس النساء، فضلا عن تقديم المأكولات الشعبية الإماراتية التقليدية والحرف النسائية التي برعت فيها المرأة قديماً ولازالت الأجيال الحديثة تحرص على تعلمها وتعريفها للآخرين، تعزيزاً لمكانة الموروث المحلي الإماراتي وإبقائه خالداً على مر الأجيال. كما تشمل المشاركة الإماراتية مسابقات ثقافية وعروض لألوان من الفنون الشعبية الإماراتية، ومعارض للصور تروي تاريخ الإمارات قديماً وحديثاً، وبيوت الشعر وجلسة القهوة العربية، وغيرها من أساليب الحياة والعادات والتقاليد التي عرفها أهل الإمارات قبل مئات السنين. وتتميز المشاركة لهذا العام بأنشطة تفاعلية للجمهور حيث لا تعتمد فقط على العرض، وإنما خلق أجواء تراثية وثقافية أصيلة تعود بالزائر إلى عبق التاريخ وأصالة التراث الإماراتي، من خلال الصورة والصوت والعروض الحية والمسابقات التنافسية التراثية، فضلا عن تصميم الجناح وأروقته التي تجسد التاريخ والثقافة والنهضة الإماراتية، وجوانبها التي تفوح بالقيم والعراقة، اجتمعت كلها لتبعث جوا من الألفة مع التراث باعتباره جزء لا يتجزأ من التكوين الثقافي الإماراتي والذي يتصل بقوة مع محيطه الخليجي.