جدد سليم الحص رئيس الوزراء اللبناني التأكيد على مشروعية المقاومة اللبنانية وحقها في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي. وحيا رئيس الوزراء اللبناني الموقف العربي المتمثل في الموافقة على عقد اجتماعات الدورة الثالثة عشرة بعد المائة لمجلس الجامعة العربية في لبنان يومي الحادي عشر والثاني عشر من مارس القادم. واعرب عن شكره للدول العربية والجامعة العربية على هذه الخطوة المباركة التي تجاوبت مع رغبة الشعب اللبناني معربا عن تطلع لبنان الى هذه الاجتماعات. على صعيد لبناني آخر استنكر أطفال لبنان التهديدات التي اطلقها وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي بحرق لبنان وقتل اطفاله وذلك في تظاهرة قاموا بها الليلة قبل الماضية امام مبنى لجنة الاممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا الاسكو التابع للامم المتحدة في بيروت. وقد رفع الاطفال الاعلام اللبنانية واليافطات التي كتب عليها لن يرهبنا عدوان اسرائيل كما رافقتهم ملكة جمال لبنان وعدد من الاعلاميين وشبكات التليفزيون. ومن ناحيته قال رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان في تصريح أدلى به امس السبت ان سياسته بشأن لبنان مطابقة للمبادئ الرئيسة التي يستند اليها تحرك فرنسا وذلك في محاولة لوقف الجدل الذي اثارته تصريحاته الاخيرة حول حزب الله. وأكد جوسبان امام مجموعة من الطلاب في جامعة بير زيت الفلسطينية في الضفة الغربية ان فرنسا تدين وجود القوات الاسرائيلية في لبنان واحتلال اسرائيل لجنوبلبنان. وقام متظاهرون فلسطينيون برشق جوسبان بالحجارة لدى خروجه من الجامعة. وتعرض رئيس الوزراء الفرنسي لدى وصوله إلى الجامعة لصيحات استهجان. وردد عشرات المتظاهرين هتافات منها من بيرزيت إلى بيروت شعب موحد لا يموت . ورفع البعض لافتات مناهضة لرئيس الحكومة الفرنسية كتب عليها: نحن لسناارهابيين حضرة رئيس الوزراء والمقاومون اللبنانيون ليسوا ارهابيين,, الارهابيون الحقيقيون هم الذين يقتلون اطفالهم وأطفالنا يوميا . وكان جوسبان وصف هجمات حزب الله اللبناني الاخيرة بأنها أعمال ارهابية واثارت هذه التصريحات استياء عاما في لبنان والعالم العربي وطلب الرئيس الفرنسي جاك شيراك من جوسبان الاتصال به فورا لدى عودته الى فرنسا. ولكن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ادان بشدة الاعتداء الذي تعرض له امس السبت رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان اثناء زيارته لجامعة بيرزيت في الضفة الغربية عندما قام طلاب برشقه بالحجارة. وقال الطيب عبدالرحيم امين عام الرئاسة الفلسطينية لوكالة فرنسا ان عرفات اتصل هاتفيا بجوسبان وأعرب عن استنكاره واستيائه لهذا الاعتداء. وفي باريس اعتبرت الصحف الفرنسية الصادرة امس السبت ان استدعاء الاليزيه لرئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان اثر التصريحات التي ادلى بها في اسرائيل تعتبر ضربة قوية للتعايش بين طرفي الحكم في فرنسا وتكشف عن خلافات داخل السلطة التنفيذية بشأن السياسة العربية لفرنسا. ورأت صحيفة ليبيراسيون ان جوسبان اقتحم المجال المخصص لرئيس الدولة وبات عليه ان يدافع عن نفسه امام الرئيس شيراك فور عودته إلى فرنسا اليوم السبت أمس . واعتبرت الصحيفة في افتتاحية لها عنونتها الخطأ ان الرئيس الفرنسي سيستفيد من تصريحات جوسبان التي وصف فيها عمليات حزب الله في جنوبلبنان بالعمل الارهابي لفتح ملف التعايش بين الرئيس اليميني والحكومة اليسارية. وجاء تحليل صحيفة لاريبوبليك دو سنتر اويست قريبا من تحليل ليبراسيون، واعتبرت فيه ان حماقة القدس حتى ولو كانت هذه الكلمة قوية الى حد ما، ستترك اثرها على التعايش, وهي تكشف التنافس بين رجلين يتسابقان في مختلف ميادين السياسة. ورأت صحيفة لوتليغرام دو بريست ان هذا الاختراق الملفت لرئيس الوزراء للساحة الدبلوماسية التي تعتبر مجالا مخصصا لرئيس الدولة يدل على تهميش لمركز الرئاسة. واعتبرت صحيفة لوفيغارو من جهتها ان الجملة الصغيرة التي ادلى بها جوسبان تنبئ بأيام صعبة امام التعايش الامر الذي لن يكون مفيدا لفرنسا بأي حال. وركز العديد من التعليقات على ان التصريحات الموالية تماما لاسرائيل التي ادلى بها جوسبان في القدس ستضعف موقع فرنسا على الساحة الدولية خصوصا ان سياستها قائمة تاريخيا على علاقات جيدة مع العالم العربي. ورأت صحيفة لا شارانت ليبر ان التنافر بين شيراك وجوسبان لا يمكن الا ان يزعزع الجهود الشاقة التي تقوم بها فرنسا لايجاد موقع لها في عملية السلام في الشرق الاوسط التي تديرها حاليا الولاياتالمتحدة. وقالت صحيفة لا ليبرتيه دو لست في تعليق ساخر في حين لا يمكن للبنانيين الا وان يجهروا بعدم فهمهم لموقف جوسبان فإن بعض اصحاب القرار على الجانب الآخر من الاطلسي يضحكون على الارجح ساخرين لهذه الغلطة.