القدس المحتلة - أف ب - أعلن ناطق إسرائيلي أمس ان زيارة رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان لاسرائيل كانت "ناجحة لانه تمكن من الاطلاع على صعوبات وتعقيدات الوضع في المنطقة". وأوضح الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية أفيف شيرون ان الزيارة "كانت ايجابية أيضا لان جوسبان تمكن من الاستماع الى ما كنا نريد ان نقوله له عن نشاطات حزب الله الذي يريد التسبب، بأي ثمن، بتدهور عسكري في لبنان وانتهاك كل الترتيبات، فيما تنوي اسرائيل الانسحاب من جنوبلبنان". ورفض التعليق على تصريحات جوسبان التي وصف فيها عمليات "حزب الله" ضد الجنود الاسرائيليين في جنوبلبنان ب"الارهابية"، كما رفض التعليق على حادث رشق جوسبان بالحجارة اثناء زيارته لجامعة بيرزيت في الضفة الغربية احتجاجا على تصريحاته. من جهة أخرى، احتلت مسألة رشق جوسبان بالحجارة في جامعة بيرزيت العناوين الرئيسية للصحف الاسرائيلية التي اشادت بجوسبان، لكنها ابدت شكوكا حيال حصول تغيير في السياسة الفرنسية في الشرق الاوسط. ورأت صحيفة "جيروزاليم بوست" الصادرة باللغة الانكليزية في افتتاحيتها بعنوان "حجارة لجوسبان" ان الاخير "يستحق التصفيق بسبب اتخاذه موقفا شجاعا ازاء الهجمات الحاقدة التي يشنها حزب الله". واضافت: "يبدو ان رئيس الوزراء الفرنسي استدرك انه اذا كانت فرنسا تتطلع الى لعب دور حقيقي في الشرق الاوسط، فيجب عليه ان يعير اهتماما لما تؤكده اسرائيل منذ اعوام طويلة، وهو ان الدول التي تقيم توازنا بين الاطراف المتنازعة هي وحدها القادرة على القيام بدور الوسيط". ورأت صحيفة "هآرتس" في تصريحات جوسبان "صفعة" للرئيس جاك شيراك، معتبرة ان سياسة فرنسا "تقوم منذ عقود طويلة على دعم الدول العربية مقابل الحصول على النفط". واضافت انه "مع التقارب الحاصل بين الدول العربية والولايات المتحدة، فهمت فرنسا المذهولة انه ربما كانت لديها سياسة عربية، لكن ليس لدى الدول العربية سياسة فرنسية". وتابعت: "بالرغم من نيات جوسبان الحسنة، فان تقاربا مهما بين باريسوالقدس يبدو مستحيلا في الوقت الحالي بسبب شيراك ... ومن الواضح ان فرنسا تتحدث بصوتين". ونشرت صحيفتا "معاريف" و"يديعوت أحرونوت" الاكثر انتشارا صورا للاعتداء على جوسبان. وكتبت "معاريف" في صدر صفحتها الاولى بعنوان "الاهانة في بيرزيت" متسائلة عن "علاقات الحب والبغض بين فرنسا واسرائيل"، في حين اشارت "يديعوت احرونوت" الى عملية "تقرب من القتل" تعرض لها جوسبان. واضافت في افتتاحيتها بعنوان "جوسبان يريد ان يصبح رئيسا" ان الجنرال ديغول قرر عام 1967 تبني سياسة تقارب مع الدول العربية على حساب العلاقات مع اسرائيل، وواصلت وزارة الخارجية بدقة متناهية هذه السياسة. الا ان جوسبان يفكر بطرق اخرى ومفاجئة ايضا لانه يقول ذلك بشكل علني". واوضحت الصحيفة انه "امر ملفت للنظر ان يكون شيراك تورط خلال زيارته عام 1996 في حادث مع الاسرائيليين بينما جاء الاحراج الذي لحق بجوسبان من الطرف الفلسطيني".