الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد: فيما هو معلوم ان الزكاة هي الركن الثالث من أركان الاسلام الخمسة لهذا فهي واسطة العقد وهي من أعظم فرائض الاسلام الظاهرة وهي قرينة الصلاة في أكثر من سبعين موضعا من كتاب الله الكريم ومانعها يعتبر مرتدا أعاذنا الله من ذلك والمماطل في دفعها واقع في اثم عظيم ومعرض لوعيد الله الشديد ولا يقبل الله له عملا من صلاة أو صوم أو غيرهما حتى يؤدي تلك الزكاة المستحقة في ذمته بدفعها لمستحقيها عن طيب نفس، وقد بين لنا أئمة العلم أنصبة الزكاة في كل نوع من أنواع الأموال ومقاديرها وأحكامها على هدى مما جاء في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فجزاهم الله عنا خير الجزاء، وان مما أحب أن ألفت الانتباه اليه في هذه الكلمة المتواضعة هو التحذير من التساهل والمماطلة في التعجيل بدفع الزكاة لمستحقيها كما يحصل من بعض المسلمين مع الأسف مما قد يعود بالضرر العام لاسمح الله فالزكاة كما هو معلوم من أعظم الأسباب التي وجهنا الله اليها ودلنا عليها لسد فاقة المحتاجين من فقراء المسلمين ومساكينهم وبهذا يتحقق الحد من السرقة وغيرها من الجنايات الناجمة عن الحاجة الشديدة للقمة العيش، ثم ان منع الزكاة عن مستحقيها من الأسباب الموجبة لسخط الله وعقوبته ليس على المماطلين في دفعها وإنما قد تطال العقوبة من حولهم إما بحبس غيث السماء وإما بالكوارث الطبيعية التي ينزلها عليهم وإما بفشو السرقات وغيرها من الجنايات التي دافعها الحاجة الماسة للقمة العيش, والأموال التي تجب فيها الزكاة منها ما يمكن للمكلفين بتقدير زكاته من قبل ولي الأمر كمحاصيل الحقول الزراعية والبساتين المعروفة والمواشي والأنعام ذات الأعداد الكبيرة ومنها مالا يعلم بمقداره ومقدار زكاته إلا الله ثم مالك ذلك المال، كالنقود والذهب والفضة وغير ذلك فيجب على كل من يملك مالا بلغ حد النصاب وحال عليه الحول أن يتقي الله فيه ويبادر بالتعجيل بدفع زكاته كاملة غير منقوصة ومن أوسط ما يملك إما للقائمين المكلفين من ولي الأمر بجباية الزكاة من دافعيها ان أمكنه ذلك وإن لم يمكنه ذلك فيعجل بدفعها لمستحقيها ويبرىء ذمته منها ولا يعرض نفسه وأهله وماله للعواقب الوخيمة الناجمة عن منع الزكاة. وفق الله الجميع لكل خير والله ولي التوفيق. من أعضاء الدعوة والإرشاد في جيزان