تختبر المعارضة في فنزويلا والرئيس هوجو شافيز قدرتهما على المقاومة في اليوم السادس والعشرين للاضراب الذي فاقم من حالة الكساد الاقتصادي في البلاد. ومع استمرار الأزمة في خامس أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم تنامت الضغوط على الرئيس الفنزويلي اليساري وعلى خصومه لإنهاء الإضراب الذي يعطل صادرات النفط وتسبب في نقص حاد في احتياجات البلاد من البنزين. وهز إضراب المعارضة الذي بدأ في الثاني من ديسمبر كانون الأول الجاري، للضغط على شافيز للاستقالة والدعوة لإجراء انتخبات فورية، الأسواق العالمية بعد ان أوقف المضربون انتاج النفط الحيوي وأعاقوا صادرات البترول. وقفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في عامين مع تركيز اهتمام التجار على خفض الصادرات النفطية الفنزويلية والمخاوف بشأن الحرب الامريكية المحتملة على العراق. وتمد فنزويلا عادة الولاياتالمتحدة بأكثر من 13 في المئة من وارداتها النفطية. واستأنف سيزار جافيريا الأمين العام لمنظمة الدول الامريكية أمس الأول محادثات الوساطة بعد يومين من التوقف بسبب ذكرى الميلاد. وقال ان المفاوضين حققوا بعض التقدم في قضايا مثل الاصلاح الانتخابي وتجنب العنف، لكنهم لم يناقشوا مسألة إجراء انتخابات مبكرة. واتفق المفاوضون على تسريع المحادثات للتوصل إلى اتفاق بشأن الانتخابات المبكرة التي يطالب بها معارضو شافيز الذين يتمسكون بمطلب تنحيه عن الرئاسة فورا. ورفض شافيز الذي انتخب عام 1998 ونجا من انقلاب في أبريل نيسان الماضي المطالب باجراء انتخابات مبكرة. ويتهم المظلي السابق الذي قاد بنفسه انقلاباً منذ عشرة أعوام خصومه بمحاولة الإطاحة به بطريق غير شرعي. لكن خصومه الغاضبين ممن أطلق عليه «ثورة» من أجل الفقراء يتهمون شافيز بقيادة الاقتصاد نحو انكماش حاد ويقولون ان كلماته الحماسية تغذي مشاعر الحقد الطبقي وانه يدفع فنزويلا إلى شيوعية على النمط الكوبي. وتمثل العائدات النفطية نصف عائدات الحكومة ويقول وزراء ان الاقتصاد الذي انكمش بشدة هذا العام سيواجه أزمة أوائل عام 2003. وخرج آلاف المتظاهرين يحملون لافتات ويلوحون بالأعلام الوطنية إلى الشوارع في مناطق مختلفة من العاصمة كراكاس لدعم مطالبهم باستقالة شافيز وإجراء انتخابات فورية. وسرعان ما رفض مسؤولو الحكومة الذين تعهدوا بسحق الإضراب الذي مضى عليه 26 يوماً وبطرد المنشقين من شركة بتروليوس دي فنزويلا المملوكة للدولة مطالب المعارضة المتزايدة. وقالت وزيرة العمل ماريا كريستينا اجليسياس «لن نتعامل مع الخارجين على القانون». وتساءلت بقولها «في أي دولة بالعالم يسمح لهؤلاء الذين يهاجمون العمود الفقري للاقتصاد بالاستمرار». وتعهد المديرون والمسؤولون التنفيذيون المضربون في شركة بتروليوس دي فنزويلا بمواصلة الإضراب حتى يتنحى شافيز مما ساعد على ارتفاع سعر النفط في بورصة نيويورك إلى 55 ،32 دولاراً للبرميل وهو أعلى سعر للخام منذ يناير كانون الثاني 2001. وقدم نيكولاس مادورو مفاوض الحكومة رؤية ايجابية عن المحادثات وقال «اقتربنا من رؤية واحدة لمشاكل الأمة والتي ستكون أساساً للتوصل إلى اتفاق». لكن المتحدثين باسم المعارضة اتهموا حكومة شافيز بعدم الرغبة في مناقشة مسألة الانتخابات. وقال مفاوض المعارضة اميريكو مارتين «الحكومة تريد ان تقيم حفل عرس في غياب العريس والعروس .. وهي مسألة الانتخابات المبكرة». وسوف يعقد موقف المعارضة المتعنت جهود وسطاء دوليين لاجتياز المأزق بين شافيز اليساري وخصومه مع عزل الرئيس بالفعل لعشرات من المسؤولين المضربين في شركة النفط الفنزويلية. ومع دخول الإضراب أسبوعه الرابع اصطف الفنزويليون بالساعات خارج محطات البنزين يتنافسون على امدادات الوقود الشحيحة. واستمر إغلاق المصارف بشكل جزئي بينما أغلقت الكثير من الأعمال الأخرى أبوابها تأييداً للاضراب لكن حركة التجارة كانت نشطة في وسط العاصمة والمناطق الفقيرة حيث يحظى الرئيس بدعم أكبر. ودعا زعماء المعارضة في البداية إلى إجراء استفتاء غير ملزم بشأن تنحي شافيز، لكن شافيز يقول ان الدستور يسمح فقط بإجراء استفتاء على حكمه في أغسطس اب أي في نصف فترة ولايته.