قال متحدث حكومي أمريكي إن بامكان كوريا الشمالية إنتاج كميات من البلوتونيوم تكفي لصنع من 50 إلى 55 سلاحاً نووياً في السنة إذا ما دخلت ثلاثة مفاعلات نووية مجمدة إلى الخدمة خلال السنوات القادمة. وهذه القضية من الأهمية بمكان لأمن العالم لأن كوريا الشمالية تقوم بإنتاج وتطوير صواريخ طويلة المدى ربما يمكنها حمل رؤوس نووية.وقال المتحدث الذي امتنع عن ذكر اسمه إن قيام بيونج يانح بتشغيل محطة واحدة قدرتها خمسة ميجاوات بمجمع يونجبيون سينتج ستة كيلو جرامات سنوياً من البلوتونيوم الصالح لصنع أسلحة نووية. وقال إن تشغيل محطات أخرى يمكن أن ينتج ما إجماليه 275 كيلو جراماً من البلوتونيوم الذي يكفي نحو خمسة كيلو جرامات منه لصنع قنبلة واحدة. وتتهم واشنطنبيونج يانج بأنها أكبر دولة تتاجر في الصواريخ وتكنولوجيا إنتاجها. واتهمت بيونج يانج مسؤولي الولاياتالمتحدة أول أمس بالزج بشبه الجزيرة الكورية إلى شفا حرب نووية وقالت إن قواتها المسلحة قادرة على دحر أي عدو. وفيما قضى وزير الخارجية الأمريكي كولن باول اليوم الرابع على التوالي وهو يحث اليابان ودولا أخرى على تكثيف الضغوط على بيونج يانج قال فيليب ريكرالمتحدث باسم الخارجية الأمريكية في إشارة إلى مدى إلحاح هذه القضية: «أكد الوزير أننا قلنا من قبل إننا لسنا قلقين بشأن تصعيد هذه المشكلة ولكننا لن نخضع للابتزاز.. إذا كانت كوريا الشمالية تسعى للحصول على دعم من الولاياتالمتحدة فليست هذه هي الوسيلة لعمل ذلك». وتوعد كيم ايل تشل وزير دفاع كوريا الشمالية «بمعاقبة بلا رحمة» الولاياتالمتحدة في حالة اندلاع حرب نووية.وفي تصعيد للنغمة القتالية لبيونج يانج وسط التوترات الراهنة بشأن البرنامج النووي للدولة الشيوعية قال كيم إن جيشه مستعد «للقتال حتى النهاية ضد الإمبرياليين والأعداء في الموقف الخطير الراهن».ونقلت وكالة أنباء كوريا المركزية الناطقة باسم بيونج يانج عن كيم قوله: «صقور الولاياتالمتحدة متغطرسون بما يكفي ليزعموا دون وجه حق أن جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية «الشمالية» قد مضت قدماً في «برنامج نووي» ويدفعوا بالسياسة العدوانية ضد الجمهورية إلى مرحلة خطيرة للغاية. «إذا كانوا.. جهلاً منهم بخصمهم.. سيتجرأون ويشنون حرباً نووية فسينهض الجيش والشعب... ليعاقب بلا رحمة المعتدين الامبرياليين الأمريكيين». تجيء تصريحات الوزير الكوري رداً على تصريحات وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد يوم الاثنين في بيان أمام وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» عندما قال: «نحن قادرون بكل تأكيد على كسب واحدة «حرب» وإلحاق هزيمة سريعة «بالعدو» في حالة نشوب أخرى، ما من شك في ذلك». وفي وقت سابق انتقد كيم داي جونج رئيس كوريا الجنوبيةبيونج يانج لتجاهلها موقف «العالم أجمع المعارض لامتلاك كوريا الشمالية أسلحة نووية». وفي سول التي ستكون في خط المواجهة في حالة نشوب أي صراع قال مسؤولون إن الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب نوه مو هيون اجتمع أول أمس مع سفراء الصين وروسيا واليابان جيران كوريا الشمالية الذين يفضلوا أيضاً حلاً سلمياً.وكانت كوريا الشمالية التي وصفها الرئيس الأمريكي جورج بوش بأنها جزء مما يسميه «محور الشر» يضم العراق وإيران قد أثارت القلق بإزالة معدات المراقبة الخاصة بالأمم المتحدة من مفاعل نووي يمكن أن يستخرج (بلوتونيوم) يستخدم في تصنيع الأسلحة النووية. وبموجب اتفاق أبرم مع الولاياتالمتحدة عام 1994م جمدت بيونج يانج برامجها النووية في يونج بيون مقابل صفقة قيمتها خمسة مليارات دولار تشمل حصولها على500 ألف طن متري من زيت الوقود الثقيل سنوياً ومفاعلين يعملان بالماء الخفيف. وفي فيينا قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الثلاثاء أنها لاتستطيع التحقق مما إذا كانت كوريا الشمالية قد حولت موارده لتصنيع قنابل ذرية بعد أن عطلت بيونج يانج كاميرات المراقبة. وذكرت الوكالة التابعة للأمم المتحدة ومقرها فيينا أن الدولة الشيوعية كسرت الأختام وعطلت معدات المراقبة في ثلاث منشات في يونجبيون يشتبه أنها تستخدم لإنتاج بلوتونيوم يمكن أن يستخدم في تصنيع الأسلحة. وقال مارك جوازديكي المتحدث باسم الوكالة لرويترز: «لقد فعلوا ذلك بالفعل في ثلاث منشآت ويعملون الآن في الرابعة». وهناك أربع منشآت في يونجبيون يشملها قرار الحظر، وهو مفاعل تجريبي ومنشأة لتصنيع الوقود ومعمل أبحاث ومحطة للطاقة تحت الإنشاء.