الكل منا له مشاعره وأحاسيسه، والمشاعر بين البشر تختلف من شخص لآخر وردة الفعل تجاه أي موقف انساني قد تختلف بين الناس، فمنهم من يعالج أموره بحكمة وتروٍّ وعقلانية، ومنهم من يشرك غيره في اتخاذ قراراته المصيرية أو حتى اليومية سواء كانت في المنزل أو العمل أو الحياة العامة. الذين اعتادوا أن يشركوا الآخرين في آهاتهم ويشركونهم أيضاً في تأملاتهم وتصوراتهم الادارية يصبحون في النهاية بلا رأي أو تصور أو حتى قدرة على اتخاذ أي قرار سواء في محيط العمل أو حتى في الحياة العامة. أنا لست ضد استشارة أصحاب العقول أو الحكمة سواء كانوا من الأصدقاء أو غيرهم ولكنني لست مع من يستشير في كل كبيرة وصغيرة وخاصة في مجال العمل. فالمسؤولية الادارية التي منحت لمن يشغل وظيفة ما جاءت لتعطيه فرصة اتخاذ القرار وتحمل مسؤولية نتائجه لا ان تطغى العاطفة على العقل في أمور تستلزم الحزم والسرعة في معالة الوضع. وهناك نوع من الاداريين يتصرف دون أن يفكر، وينفذ دون أن يخطط ويلقي باللوم على الآخرين دون أن يتحرى أو يعرف السبب وعندما تبرز أي مشكلة تراه يتهم زملاءه ويلقي بالمسؤولية عليهم في ذلك فأعصابه ونفسيته خاضعة لظروف العرض والطلب في سوق العلاقات الادارية مما يجعله دائم التوتر أو حتى مفرطاً في السعادة!!. إن العاطفة لا تعتبر عيباً اجتماعياً فيمن يتصف بها بل إنها تكاد تكون من مميزات الانسان النبيلة. فالرجل العاطفي دائماً ما يكون حنوناً صاحب نخوة وشهامة يتأثر بما حوله من مواقف مما يضطره للمشاركة الايجابية فيها. إن العاطفة غير المقبولة في العمل هي ألا تصل بنا عواطفنا الى التأثير على حياتنا لنرى الأشياء بغير صورتها، واعطاء الأشياء غير حجمها الحقيقي فما تكاد تحصل لحظة نقاش إداري بين شخصين إلا وتجاذبوا سيل الاتهامات. هذا من جانب، ومن جانب آخر فقد يفقد الاداري الاتصال بزميل له والتعامل معه من منطلق عاطفته المفرطة لكون الطرف الآخر يخالف رأيه أو تصوره أو مشروعه أو خطته الادارية!. إن العاطفة أمر مطلوب في جوانب عديدة ولكنها ليست مطلوبة في جوانب أخرى. وللحديث تتمة..