روح صعدت إلى السماء وأمنيته تيتمت على الأرض!! عرفته بشوشاً.. متسامحاً.. يحمل بين وجنيته حزناً دافئاً.. لا يتكلم كثيراً.. في صمته بلاغة.. في كلامه حكمة فنان.. كاتب.. إنسان.. محبوه.. كثر.. كثر عرفوه.. شاعراً.. ومصوراً.. ومبدعاً.. في كل شيء. * * * خدم وطنه.. بقلمه.. ولوحاته.. فأعماله.. أبدعت وصورت نهضة بلادنا وعمرانها.. لتعزف بأنامله سمفونية الجمال والتألق والكبرياء والشموخ.. * * * خدم تراثنا.. بذاكرته.. ونقشه.. فحكى لنا التاريخ من خلال عدسته ليروي لنا.. عبق الماضي بأصالته.. وتلقائيته.. وعفويته.. وبساطته... * * * صور.. مشاهد الطفولة.. والبراءة.. والحزن.. وهمومنا.. وآلامنا.. وآمالنا.. سجل.. ذكرياتنا.. ومشاغباتنا.. ومسامراتنا.. وأحداثنا اليومية.. رسم.. على قلوبنا.. حبه.. وعشقه.. وحكاياته.. ورواياته.. * * * أذكر حينما قابلته ابان معرضه «بلا حدود».. كيف كان بشوشا مرحا معي واذكر انني وجهت له سؤالا عن مشروعه الفني القادم.. فقال لي: معرض مشترك مع الأمير الفنان سلطان بن سلمان اتمنى أن يتحقق في القريب العاجل.. وها هوالموت قد غيب العزيز صالح قبل أن يحقق أمنيته فهل تتحقق بعد وفاته أتمنى من الأمير سلطان بن سلمان ان يكرمنا بهذا المعرض الوفائي.. * * * رحل العزاز جسداً.. وسوف يبقى ساكنا في دواخلنا.. روحاً.. وفناً... وأصالة.. لذا لن تموت ذكراه.. أبداً.. أبداً... دعواتنا بأن يتغمده الله بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته . وإلى دار الصالحين يا صالح بمشيئة الله.. أحمد الغنام محرر الفنون التشكيلية بمجلة بروز