كتب الأستاذ عصام خطيب مبحثاً جميلا حول «الأمثال العربية وقيمتها الفنية والتراثية» على الرابط http:acll5tripod.com/maqalat/21/21.htm وقال: لقد تفوق العرب في قول الأمثال، ثم عمل جامعوها على ترتيبها في مجلدات خاصة بها، حسب الحروف الأبجدية العربية غالباً، أوتبعاً لموضوعاتها في بعض الأحايين. لقد تزامن جمع الأمثال العربية واقترن بجمع الشعر والأخبار وسائر عناصر التراث العربي، وذلك في عصر بني أمية. وكان أول المبادرين إلى هذه المهمة الشاقة الشائكة المفضل الضبي في القرن الأول الهجري حيث جمع كما لا يستهان به من الأمثال العربية في كتابه «أمثال العرب» ثم تلاه أبو عبيد القاسم بن سلام المتوفى سنة 223ه/838م وكان تلميذاً للعلم اللغوي الأصمعي، وقد عرف كتابه باسم«كتاب الأمثال». وقد قام فيما بعد أبو عبيد البكري بشرحه في مؤلفاته «فصل المقال في شرح كتاب الأمثال لأبي عبيد بن سلام» مصنفاً أمثال أبي عبيد في أبواب حسب موضوعاتها. وفي القرن الرابع الهجري يطل علينا أبو هلال العسكري بكتابه «جمهرة الأمثال» ويلقى أبو الفضل الميداني بسهمه في هذا الميدان فيقتنص منها مجموعة لا يستهان بها أودعها في كتابه القيم «أمثال العرب» وقد توفي الميداني سنة 518ه / 1124م، فالزمخشري المتوفى سنة 538 ه/ 1144م في كتابه «المستقصى من أمثال العرب». كما جمعت الامثال من أشعار حكيم الشعراء وشاعر الحكماء المتنبي وغيره، ومن الكتاب المغرق في الاليغورية والخيال إلى جانب الفطنة والدهاء والموعظة الحسنة وجودة السرد والحوار «كليلة ودمنة». ويتساءل الدارس: لماذا جمعت الأمثال العربية؟ ثم يقول إن دوافع جمع الأمثال العربية متشعبة، يمكننا إجمالها فيما يلي. 1- حفظها من الضياع واللحن بعد امتزاج اللسان العربي بالأعجمي. 2- تعليم وتلقين أبناء الذوات والخلفاء وسائر أفراد الطبقة الأرستقراطية، التي بدأت تتبلور في عصر بني أمية، اللغة العربية الفصحى الخالصة من الشوائب اللحن وغرس القيم العربية المعنوية والاجتماعية والتاريخية والفكرية الأصلية في عقولهم ووجدانهم. فالأمثال تعكس عقلية الشعوب، كما أنها، وخاصة الأمثال الإسلامية، تعدّ عنصراً مغذياً للأطفال بما تحمله من مكارم الأخلاق: كالكرم والشجاعة والجرأة واحترام الوالدين والتعاون وحقوق الجار والصديق من الإعانة والإكرام. 3- أضف إلى ذلك أن الأمثال تعدّ مادة خاماً للبحث العلمي الفيلولوجي «philology» - البحث المقارن للنصوص الأدبية من فترات مختلفة، والمورفولوجي «morphology» - البحث في مبنى الكلمة «علم الصرف»، وكذلك الفيلولوجي«philology» -البحث في الأصوات والحروف اللغوية وكيفية تطورها في اللغة واللهجات عبر العصور. 4- علينا أن نذكر أيضاً أن الأمثال مبطنة عن قيم سيكولوجية وفولكلورية وقومية جديرة باهتمام الباحثين. شبكة المرايا الثقافية أكَّد الأستاذ الدكتور عبدالله إبراهيم من قسم اللغة العربية في كلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية، جامعة قطر وعضو هيئة استشارية لموقع المرايا الثقافية على الرابط www.maraya.net أن الانترنت هو البطاقة الشخصية لعصر الحرية وعلينا أن نتقبل وجوده بيننا وأن نتخلص شيئا فشيئاً من المساوىء والاضرار التي يتسبب بها كل ضيف جديد. وقال إن تأسيس هذا الموقع «شبكة المرايا الثقافية» هو موقع رائد في العالم العربي لنشر الثقافة وانتاجها، وقد قام بتأسيسه شابان طموحان أولهما شاعر إماراتي هو علي بن تميم والثاني باحث متخصص في الانترنت من لبنان هو عدنان الحسيني، وهكذا التقت الثقافة بالتقنية الحديثة ويشرف على هذا الموقع عدد من خيرة النقاد والباحثين العرب منهم عبدالله الغذامي وعبدالعزيز المقالح وسلمى الجيوسي وأدونيس وعلي جعفر العلاق وكمال أبو ديب ومحمد بنيس. وهذا الموقع يعرّف بالأدب العربي والثقافة العربية عبر عصورها، وقد تم اعداد ملفات أدبية ضخمة عن أدب البلاد العربية وخاصة البلاد الخليجية والعراق ومصر، وهو في طريقه لاستكمال ملفات البلاد العربية الأخرى، كما أنه يقوم بعملية ضخمة لنشر الأدب العربي القديم سرداً وشعراً، فقد تم نشر جانب من المقامات وأعمال الجاحظ والسيرة الشعبية فضلا عن نشر نخبة من أعمال شعرائنا القدامى وبموازاة ذلك يقوم عدد من النقاد بكتابة تاريخ جديد لتلك الآداب بحيث يستطيع الزائر للموقع أن يقرأ الأدب العربي ويقرأ تاريخه في الوقت نفسه. وقال الدكتور عبدالله إبراهيم أيضاً: إننا نعوِّل كثيراً على هذا الموقع الذي وضع استراتيجية واضحة من أجل وضع الثقافة العربية تحت تصرف القارىء العربي، ويعد هذا الموقع متفرداً بين المواقع العربية لأنه ليس موقعاً لأفراد ولشخصيات أدبية، وإنما هو موقع للثقافة بشكل عام.