بدأ الجيش الأمريكي تطعيماً إجبارياً ضد الجدري لأول 500 ألف جندي بما فيهم فرق الرعاية الطبية والوحدات الرئيسية التي يمكن أن تشارك في هجوم أمريكي محتمل ضد العراق أو تدعمه. وتلقى العشرات من أفراد فرق الرعاية الطبية التطعيم في مركز والتر ريد الطبي العسكري في ضواحي واشنطن، وقال وليام وينكرويردر مساعد وزير الدفاع الأمريكي إن عدد الجنود المحصنين ضد المرض سيتزايد سريعاً في الأسابيع المقبلة. وأبلغ مسؤولون آخرون في وزارة الدفاع طلبوا عدم ذكر أسمائهم رويترز أنه بعد تطعيم فرق المستشفيات العسكرية وفرق الرعاية الطبية سيتم تطعيم آلاف من جنود العمليات الخاصة والقوات الجوية والمدرعات والقوات الأخرى ضد فيروس الجدري الفتَّاك. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» في إعلان مقتضب على موقع عسكري على الإنترنت خاص بالتطعيم إن القوات التي وقع عليها الاختيار ستشمل «تلك القوات التي تتمتع بإمكانيات حاسمة للمهمة بما فيها القوات اللازمة لإنجاز مهمة القيادة المركزية الأمريكية». وهذه القيادة التي تتخذ من تامبا بولاية فلوريدا مقراً لها مسؤولة عن الجهود العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط والخليج وستتولَّى قيادة أي حرب تشنها الولاياتالمتحدة على العراق.ولم تتهم واشنطنبغداد بامتلاك فيروس الجدري لكنها تخشى أن تدفع الحرب جماعات «إرهابية» لاستخدام الفيروس. ولا يوجد خيار أمام القوات الأمريكية سوى التطعيم بخلاف 450 ألف مدني وعامل طبي وعمال إغاثة آخرين سيقدم لهم اللقاح ضد المرض على أساس اختياري في يناير/كانون الثاني المقبل. ويقتل الجدري 30 بالمئة من ضحاياه ويترك البقية في حالة خطيرة، وتترك البثور الناجمة عن المرض آثاراً تستمر طوال فترة الحياة. وكان برنامج التطعيم العالمي الذي قضى على المرض نهائيا واحداً من الإنجازات الطبية في القرن العشرين. وطرأ على اللقاح تغير ضئيل منذ إنتاجه لأول مرة في نهاية القرن الثامن عشر، وتعتمد عملية التطعيم على نقل فيروس حي للأشخاص له صلة بالجدري. ويعاني بعض الناس من آثار جانبية شديدة مثل ندبات قبيحة الشكل وحمى شديدة وفي بعض الحالات التهاب الدماغ الذي يمكن أن يؤدي إلى الموت. وأعلن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش عن خطة لتطعيم القوات وعمال الإغاثة الأمريكيين ضد الجدري، وذلك بهدف حماية أمريكا في حالة تعرضها لهجوم إرهابي بأسلحة جرثومية. وقال بوش القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية، تمشياً مع سياسة أوسع نطاقاً، إنه سيأخذ شخصياً التطعيم ضد الجدري، إلى جانب القوات الأمريكية. إلا أن الرئيس الأمريكي أضاف أنه لا أفراد عائلته ولا أعضاء إدارته سيحذون حذوه. وقال بوش متحدثاً عن المرض المميت رغم إمكانية مكافحته بسهولة «حكوماتنا ليس لديها أي معلومات إزاء وقوع هجوم وشيك بالأسلحة الجرثومية».