الكتابة ملكة.. يهبها الله تعالى لمن يشاء.. والساحة الثقافية الكتابية لدينا تزخر بالعديد من الأقلام المخضرمة الصادقة ذات الباع الطويل في المجال الكتابي وممن يكونون ذاكرة القلم لدى تاريخ ثقافتنا الأدبية، وإلى جوارهم أقلام أخرى تسير بنفس الخطى الوثابة ليمتلكوا مساحات لهم في ضوء الكتابة الأدبية الثقافية وفق خبرات من سبقوهم ممن يمتلكون التجارب والخبرات. هؤلاء، هم من تحت الضوء يرسمون بوحهم، وأمام الأعين يبعثرون ذاكراتهم ليسكنوا القارئ بها، ويتنقلون بين مستويات المتلقين ليعيشوا همومهم ويجسدوا مشاعر وأحرفاً.. بكل احتراف لأنهم وجدوا تلك الأرض الصلبة التي يقفون عليها، مقابل هؤلاء هناك مبدعون ومبدعات من الجيل الواعد، عفواً لن أقول الواعد بل القادم بقوة جيل صادق يمتلك ملكة الكلمة والبوح والإبداع الكتابي الأدبي لكنهم كما نبات الظل.. لا يرى ولا يسمع أنين شجنه ولا بوح ذاكرته.. كتبوا.. أبدعوا.. بلغة الإبداع الصادق، لكن يحتاجون لدفعات جميلة تدعم الثقة فيما يبوحون به، ويحتاجون لأيد تساهم معهم في رسم خارطة ما بدواخلهم لأنهم يخشون من ردة الفعل.. ربما!! وربما طموحهم أكبر من البداية.. التي يبدأ بها بعضنا!!.. ذلك لا ينفي صفحات الإبداع الخاصة بالمبدعين القادمين وما تقوم به تلك الصفحات من جهود ملموسة وواضحة ومن تخريج أقلام ومواهب صقلت بشكل أخرج بريق صدقها الإبداعي.. ونحن بدورنا أيضاً ككتاب نساهم في صقل تلك المواهب ودعمها رغم اننا مثلها لا نزال نجري خلف الحرف والكلمة ونرتوي من بحرها إلا انه يتحتم علينا شدهم معنا ليرتقوا إلى الأفضل لأنه رقي لثقافتنا وأدبنا السعودي.. كل ما يبعث به القارئ من نتاج قلمه لكاتبه معناه ثقة كبيرة وضعها ذاك القارئ في كاتبه، مما يجعله الكاتب يبعث بها في جزيرتنا إلى الإبداع أو المواهب لتنال حقها من التوجيه السليم والنشر لاستحقاقها.. وأحياناً أخرى يقف الكتاب عند العديد من قرائهم ممن يبعثون بإنتاجهم الثقافي الأدبي وقفة احترام لصاحب القلم الذي سطر كلماته لأنها تحتاج فعلاً لإشادة ولإظهار ملامح بشكل أكثر وضوحاً لأنه إبداع لا يستهان به ومشروع كاتب أو كاتبة قادمين بقوة نزخر بها في وطننا بإذن الله.. فتلك البندري مطلق العتيبي قلم قوي صادق يمتلك القدرة على التحليل والكتابة ذات الطابع الفلسفي للذات البشرية، وهناك عبدالباسط الفقيه صاحب القلم المبدع المنطقي للتحليل، والمبدع في نسج الأحرف والبوح وذلك الإبداع من بوتقة تصطلي من خضم اعاقته التي لم تقف عائقاً أمام طموحه.. ولا أخفي فدوى الواكد طالبة الفيزياء التي لم تمنعها تلك المعادلات الفيزيائية من احتراف البوح ورسم القصص الرائعة، ولا أنسى فهد عبدالله باهديلة ذاك الكبير بعقليته الرائعة، صاحب الفلسفة الواقعية الحالمة، يكتب بلغة قوية مقالاته بالإضافة إلى انه يكتب القصص والأشعار بلغة انجليزية، يكتب بلغتين لغته الأم العربية ومحترف بها وأيضاً بالإنجليزية المتمكن منها، وهناك نايف بن محمد الهُذلي صاحب البعد الفكري القوي في كتابته المنطقية التي تلمس الواقع بجدارة.. ولا أنسى ابنة العم «إيمان» أيضاً ممن يمتلكون ملكة ذات حس لغوي راق ومبدع.. وشهادتي بها مجروحة. هؤلاء ليسوا سوى قطرة في بحر من المبدعين الذين يحترفون لغة الإبداع بجدارة فقط يحتاجون لفرصة إبداع صادقة بحجم إبداع طموحهم.. ويحتاجون لفرص تناسب حجم الطموح لدى أحلامهم التي تكبر معهم وسنقرأ لهم بإذن الله في مساحاتنا الجزيرية مبدعين في الإبداع، مساهمين في رقي ثقافتنا. إذاً ثقافتنا.. وأدبنا يحتاجان لمثل هؤلاء المبدعين ليشكلوا ملامح الثقافة والأدب من خلال الأسس التي وضعها كتابنا الكبار لنا ولغيرنا من الأقلام المبدعة القادمة بقوة.. ويحتاج لأفق أوسع يشمل العديد من التجارب والخبرات المختلفة ومعايشة هموم الأزمنة والأجيال باختلافها.. معاً نحو ثقافة وأدب أرقى فكراً وإبداعاً. للتواصل: ص.ب 56951 الرياض 11564