في السنوات الأولى للعمل الفدائي الفلسطيني انتهج الفدائيون أسلوب العمليات المثيرة التي تم أغلبها خارج الأراضي الفلسطينية وتمثلت في تفجير الطائرات بعد اختطافها واحتجاز رهائن إسرائيليين ومهاجمة مصالح ومقار سفارات إسرائيلية وكان الهدف وإن لم يكن معلناً هو التعريف بالقضية الفلسطينية، دون إغفال جانب الاستغلال الذي قامت به جهات دولية حيث استثمرت الغضب الفلسطيني على تجاهل قضيتهم من قبل القوى الدولية وتواصل الاحتلال الإسرائيلي والاضطهاد الدائم لشعبهم، وهذا ما جعل بعض الفصائل الفلسطينية على استعداد للتعاون مع أي جهة تسعى إلى الاضرار بالمصالح الإسرائيلية والغربية وهذا ما قامت به جماعة وديع حداد في خطفها للطائرات ، وجماعة أبو نضال في مهاجمة مقار السفارات الإسرائيلية والأمريكية واغتيال شخصيات من بينهم فلسطينيون. الآن وبعد أن تركز العمل الفدائي فوق الأرض الفلسطينية سواء داخل الكيان الإسرائيلي أو الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وتوقف الفلسطينيون عن تنفيذ العمليات الفدائية خارج وطنهم، تأتي عملية فندق مومباسا في كينيا لتعيد الحديث عن عودة العمليات خارج فلسطين، ورغم أن المحللين لم يأخذوا بمحمل الجد بيان إحدى المنظمات الجديدة التي ربطت اسمها بفلسطين وتقديم نفسها كإحدى المنظمات الفلسطينية.. وايضا رغم عدم الجزم بأي دور فلسطيني فيما حدث في كينيا.. إلا أن العديد من المحللين والمتابعين لما يجري في فلسطينالمحتلة، يؤكدون بآنه إذا ما استمرت السياسة الإسرائيلية على ما هي عليه من عدوان مستمر وقتل يومي وتنكيل متواصل لشعب أصبح أغلبه بدون أمل ولا مستقبل يستشعر اليأس فإن العنف سيستمر في داخل فلسطين وإنه حتماً سيسلك وسائل وأساليب أخرى ولا يستبعد أن يمتد العنف إلى خارج فلسطين سواء من قبل المنظمات الفلسطينية أو من قبل منظمات تتعاطف معهم أو تستغل قضيتهم.