*عثر علماء مستحاثات يابانيون مؤخراً على مستحاثة سلحفاة قدر عمرها بنحو مائة وعشرة ملايين سنة في شرقي البرازيل، وساعدت الفحوص والتحاليل التي اجريت على هذه المستحاثة في الاجابة على السؤال الذي طالما شغل الباحثين والذي مفاده: ما الذي لعب دوراً أكثر حسماً في تطور المخلوقات البحرية,,, ؟ هل هو تعلّم السباحة ام تحمّل ملوحة المياه ,,, ؟! يبيّن الباحثون ان هذه المستحاثة تمثل اقدم سلحفاة بحرية اسمها سانتاشيليس نمافي وقد تم العثور عليها محفوظة في حالة ممتازة ويضيفون أنها تعد من الزواحف الصغيرة اذ ان طول درقتها قشرتها الخارجية لايتجاوز 14 سم في حين ان أطول درقات السلاحف الحالية تتراوح مابين خمسين الى سبعين سنتيمتراً. واوضح من خلال هيكل السلحفاة العظمي أنها عاشت في وقت لم تكن السلاحف اكتسبت زعانف للسباحة وهي بذلك اقرب الى سلاحف الماء العذب منها الى السلاحف البحرية. وعلى الرغم من ان شكل اعضائها يوحي بافتقارها للمهارة فإن العلماء يؤكدون بأنها تأقلمت منذ زمن بعيد مع الوسط البحري ودليلهم على ذلك هو أن جمجمتها تدل على أنها كانت تملك غدتين ملحيتين بجانب عينيها وهي بذلك مشابهة للسلاحف البحرية الحالية تماماً. ان الشراب الوحيد المتوفر للمخلوقات البحرية هو الماء المالح الذي يؤدي بسبب الملح الموجود فيه الى إحداث خلل في استقلاب الكائنات البحرية وبما ان السلاحف والزواحف عموماً غير قادرة على التخلص من الملح عن طريق البول فإنها تعمد الى طرح الملح الذي تبتلعه مذاباً في المياه بواسطة الغدد الدمعية وبذلك يتضح لنا أنه لم يكن أمام السلاحف للتأقلم مع الحياة البحرية سوى الدموع.