في زيارة الأمير عبدالله (ولي العهد) لفت نظري عدد من الأمور: أولها: تقريره - وفقه الله - لعدد من الحقائق منها: ان الفقر موجود وان الفقر ليس في مدينة الرياض فقط بل هو موجود في أماكن أخرى داخل المملكة وان الفقر -أيضاً- موجود في العالم لدى الآخرين. ثانيها: ان خروجه في هذه الزيارة يعد رسالة لكل مسؤول ان ينزل إلى الميدان كلٌّ في تخصصه ليتلمسوا حاجة الناس عن قرب. ثالثها: ان بقاء مواطن تحت خط الفقر أمر ليس مقبولا بل هو عار على الأمة بأكملها (مسؤوليها - وأغنيائها- وأصحاب القرار فيها)، أما العيش بحال متوسطة فهو أمر مقبول، لذا فإن ما يحز في النفس ان تجد حال الفقر المدقع مقابل من يؤثث مجلسه بمئات الألوف أو بملايين الريالات وربما كانت قيمة (طقم حمامه) أكثر من قيمة بيتين أو ثلاثة من بيوت الفقراء. رابعها: ان الحل لا يكمن في مد يد المساعدة (النقدية) أو (الإغاثية) لأنها مع فائدتها ليست حلا جذرياً، بل الحل ان تتاح الفرصة لكسب الرزق الحلال لكل قادر عليه، ومعنى هذا ألا تقف الأنظمة (وخاصة نظامي الخدمة المدنية والبلدية) عائقاً دون كسب الرزق. خامسها: وهي الأخيرة رسالة أوجهها إلى كل مسؤول علق على الزيارة، وإلى كل صحفي أو إعلامي كتب أو نطق بعد الزيارة، فأقول إن المهم هو ان نجيب على السؤال الكبير (وماذا بعد؟!).