أكد مسؤولون في براج أن الرئيس الامريكي جورج دبليو، بوش والمستشار الالماني جيرهارد شرويدر تصافحا عشية عقد قمة حلف شمال الاطلنطي «الناتو» في لفتة قد تدل على بدء ذوبان الجليد بين الجانبين. وقد تصافحا بقوة ولمدة في حفل عشاء أقيم في قلعة براج التاريخية، ولكن الزعيمين لم يتبادلا سوى كلمات التهنئة الرسمية، وشرويدر لا يتحدث سوى قليل من الانجليزية بينما بوش لا يتحدث الالمانية. ويبقى تساؤل عما إذا كانت العلاقات الالمانية الامريكية «لم تتسمم» فعلا كما قال وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد في أوائل الشهر الجاري. وقد وردت أنباء عن أن الرئيس بوش غضب بشدة لكلمات شرويدر الصريحة عن معارضته للتهديدات الامريكية باستخدام القوة العسكرية ضد العراق وذلك خلال حملة إعادة انتخابه مستشارا لالمانيا في الصيف الماضي. وقد أعيد انتخاب شرويدر بأغلبية ضئيلة جدا من الاصوات بعد أن تعهد بعدم مسايرة ما أسماه «بحب المغامرة» من جانب الولاياتالمتحدة. وأعلن أن برلين لن ترسل قط قوات لخوض حرب ضد العراق حتى لو وافق مجلس الامن الدولي على ذلك. كما شكك في حكمة بوش الاستراتيجية وحذر من أن خوض حرب ضد العراق يمكن أن يورط منطقة الشرق الاوسط بأسرها. ثم فجرت وزيرة العدل الالمانية هرتا جوبلر جميلين أزمة في العلاقات الالمانية الامريكية عندما شبهت أساليب بوش بأساليب الزعيم النازي أدولف هتلر، واستقالت بعد ساعات من إعادة انتخاب شرويدر في أيلول «سبتمبر» الماضي. ولكن العلاقات كانت قد تأثرت سلبا وأعلن رامسفيلد وأيضا كوندوليتزا رايس مستشارة الامن القومي أن العلاقات مع ألمانيا قد «تسممت». ولم يتحادث شرويدر وبوش بل حتى لم يحدث اتصال هاتفي بينهما منذ تموز «يوليو» الماضي وحتى لقائهما القصير في براج. ويعد هذا الفتور الشديد أول علامة بهذه السلبية في العلاقات الوثيقة الطويلة بين أوروبا والولاياتالمتحدة منذ عام 1945، فألمانياوالولاياتالمتحدة شريكتان أساسيتان في العلاقات التجارية وهناك حوالي 70 ألف جندي أمريكي يرابطون في ألمانيا.