قبل مدة قصيرة، كان الاعتقاد السائد لدى معظم الأوساط أن صناعة الأجهزة الكمبيوترية الشخصية تتجه للاحتكار من قبل حفنة من الشركات العملاقة، وأنه لن يعود هناك مجال كبير لبقاء الشركات الصغيرة العاملة في هذا القطاع. ويعود السبب في هذه الفرضية الى حصول حرب أسعار لا تستطيع الشركات الصغيرة خوضها، أقله من الناحية النظرية، وخصوصا في فترة الركود الاقتصادي. إلا أن العكس هو الذي حصل، حيث تراجعت مبيعات الشركات الرئيسية العاملة في هذا المجال، مقابل ارتفاع الحصة السوقية للشركات الصغيرة المنتجة للكمبيوتر. ولقد أعادت شركة (آي دي سي) I D C للدراسات التسويقية، النظر في احتساب المبيعات العالمية لأجهزة الكمبيوتر الشخصي من 5 ،125 مليون جهاز إلى5 ،133 مليون جهاز خلال العام الماضي. وذلك بعد أن تبين لها سوء تقديراتها لإنتاج الشركات الصغيرة الذي فاق كل التوقعات بدرجة كبيرة. إن معظم الشركات الصغيرة المنتجة لأجهزة الكمبيوتر تعمل في بلدان نامية مثل الصين والهند ودول أوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية، على أن هذه الشركات مزدهرة أيضا في الدول المتقدمة اقتصاديا. ويبلغ عدد مثل هذه الشركات 15000 في الولاياتالمتحدة وحدها... ويعود السبب في نجاح الشركات الصغيرة الى ان معظم أعمال صناعة الأجهزة يتلخص بكونه تجميعاً للمكونات، والى ان العديد من المستعملين يفضلون التعامل مع شركة صغيرة يستطيعون العودة اليها في كل حين وبكلفة معقولة، فضلا عن ان الشركات الصغيرة اكثر قدرة على صنع أجهزة تتلاءم مع المتطلبات الدقيقة لكل المستعملين.