اجتمع طرفا الصراع في السودان في نيروبي عاصمة كينيا امس الاثنين بعد ان فشلا في التوصل إلى اتفاق في محادثات السلام التي جرت في بلدة ماشاكوس وقالا ان الوسطاء اعطوهما 48 ساعة لحسم خلافاتاهما. وكان من المفترض ان تختتم الجولة الحالية من محادثات السلام بين حكومة الخرطوم ومتمردي الجيش الشعبي لتحرير السودان يوم السبت الماضي، في مدينة مشاكوس الكينية، لكنها مددت بعد ان فشل الجانبان في التوصل إلى حل وسط وتفاصيل بروتوكول لاقتسام السلطة. وصرح سامسون كواجي المتحدث باسم الجيش الشعبي بان الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق افريقيا «ايجاد» حددت مهلة حتى اليوم الثلاثاء للتوصل إلى حل. واعرب لازاروس سومبييو كبير مفاوضي ايجاد في المحادثات وهو كيني الجنسية عن امله في تمكن الجانبين من توقيع اتفاق ما استنادا إلى المفاوضات التي جرت طوال الخمسة اسابيع الماضية. وقال لرويترز «أمارس عليهما ضغوطا ليخرجوا بشيء من هذه المحادثات». وصرح وسيط غربي بأنه يتوقع ان تحال القضايا غير المحسومة إلى الجولة القادمة في يناير كانون الثاني. وقال «لم نستطع اقناعهم بتوقيع اتفاق شامل «لاقتسام السلطة والثروات» لكني واثق من انهم سيصلون إلى شيء، لم يتحقق اتفاق كامل على كل شيء لكن تحقق تقدم كبير». وانتهت مبادرات السلام السابقة إلى الفشل لكن المحللين يقولون انه في جولة المحادثات الحالية تحالفت الضغوط الدولية والداخلية لتوفر للسودان احسن فرصة للسلام منذ بدء الحرب الاهلية عام 1983. وتسعى المحادثات الحالية إلى الاعتماد على قوة الدفع التي تحققت من جولةالمحادثات التي انتهت في يوليو تموز بالاتفاق على قضيتين من اصعب القضايا التي تدور حولها الحرب وهي اعطاء جنوب السودان حق تقرير المصير. ومن المقرر ان يجتمع الطرفان مرة اخرى في يناير كانون الثاني لبحث قضايا هامة منها تطبيق ومراقبة وقف اطلاق النار وانتهاك حقوق الانسان والحدود بين الشمال والجنوب. وقتل في الحرب الاهلية في السودان منذ عام 1983 نحو مليونين وتدور الحرب بين حكومة الخرطوم ومتمردين في الجنوب. وأدت الخلافات حول اقتسام السلطة في هذه الفترة الانتقالية إلى المأزق الحالي في المفاوضات. وقال الجيش الشعبي ان الوسطاء اقترحوا تشكيل حكومة وطنية في الشمال يرأسها رئيس يمثل الحكومة على ان يتولى ممثل الجيش الشعبي منصب نائبه. وقال الجيش الشعبي انه ابدى رضاءه عن الاتفاق لكن الخرطوم عارضت، ولم يتسن الحصول على تعليق من حكومة الخرطوم.