يقول احد اعظم من برز في الادب من الغربيين في آخر حياته «أنا لا استحق نعمة الادب لأنني شكوت الفقر» الحياة تحلو عندما يكون الادب عنوانها، وتسمو وتزهو عندما يكون تفعيله ديدنها. والتأديب يكون بتطويع النفس في السراء والضراء على ان تنهج الطريق الذي فيه تسكن في نهاية امرها. وقهر النفس على الواجب من اصعب العقبات التي تواجه الانسان لأن النفس لها قدرة عظيمة على التملص وعدم اداء الواجب او الامر ويكون هذا من دون ان ينتبه لها صاحبها الا بجهاد كبير ولا يملك احد تطويع نفسه الا من أوتي حظاً عظيماً من الوعي والصبر والتدريب المكثف اليومي. ويسهل الادب عندما يكون موروثاً اكثر من مكتسب، لكن الثبات عليه يحتاج جهدا طويلا الى ان نغرس في اللاوعي «ما خلف الشعور» لأنه هو الذي تصدر منه اخلاقنا ومشاعرنا وغير ذلك. ومن المؤسف حقا عندما ننظر الى واقعنا نجد اننا نردد نظريات بدون اي واقع عملي وهذا يرجع الى عدة اسباب منها: - لم يعلم المربون ان الناشئ قبل ان يلتحق بالمدرسة يصهر صهرا أشد من الحديد والصلب بحيث يتكون ويتطبع بحسب بما ربي عليه في هذه المدة. - لم يدرك المربون تماما ان التربية تكون في كل مكان وتعتمد على الرؤية قبل السمع بحيث ان الناشئ يتأثر بالسلوكيات لا باللسانيات. - لم يركز المربون اهتمامهم على التدريب في العملية التأديبية، وخاصة اذا كانت في كل زمان ومكان وتحت اي ظرف كأن يقال له دائما عند الخطأ مثلا استح، اخجل من نفسك، هذا لا يصح ويكون هذا بشكل عفوي. الكلمة الاخيرة: اعلم ان اعظم قوة يصل اليها الانسان في العالم هي في ضبطه لنفسه.. مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم «ليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب».