تقع للبعض من الناس في شهر رمضان المبارك العديد من المواقف التي لا ينساها وتبقى حاضرة في ذهنه كلما حل شهر رمضان المبارك حيث تتحول في معظمها إلى ما يشبه المواقف الطريفة وذلك نتيجة التسرع في بعض الأعمال التي يحاول الفرد فيها انهاءها بسرعة قبل الافطار فتوقعه نتيجة ذلك في مواقف حرجة هو في غنى عنها، فماذا يقول ضيوفنا في هذا اللقاء السريع عن تلك المواقف التي مروا بها؟ يقول علي سعود: كنت مدعوا للافطار عند أحد الأصدقاء وأردت بعد خروجي من العمل ان اغفو قليلا غير انني استيقظت متأخراً قبل صلاة المغرب بوقت قصير واعتقدت انه سيكون معي وقت للحاق بالافطار لكن في الطريق رفع أذان المغرب فتحرجت من الذهاب والرجال سيكونون الآن قد شرعوا في تناول افطارهم فآثرت العودة للمنزل ووجدتهم عند وصولي قد انتهوا من الطعام ورفعوا المائدة فأيقنت عندها انني قد خسرت الاثنين. ويقول فايز العنزي: سكنت مع مجموعة من الزملاء حينما كنت أدرس في كلية المعلمين، وقد بقيت لوحدي بسبب ظروف عملي فيما سافر أصدقائي إلى أسرهم وكنت أغبطهم على ذلك فتناول طعام الافطار مع الأسرة له شعور آخر بعكس الأعزب، المهم انني تحولت قبل الافطار إلى «شيف» حيث دخلت المطبخ لإعداد فطوري وأثناء عملي وجدت انني نسيت شيئاً مهما لا تخلو منه المطابخ وهو ملح الطعام فنزلت من الشقة إلى البقالة التي تقع أسفل العمارة لشراء هذه الحاجة ونسيت انني من العجلة قد أغلقت الباب خلفي وهو من الحديد وان المفتاح في الداخل ولم أدرك ما فعلت إلا حينما عدت فلم يكن أمامي إلا الذهاب للمطعم القريب وتناول طعام الافطار الذي لم اتهنأ به لأن كل تفكيري كان مشغولا في كيفية فتح الباب. أما «فرحان صقر البلعاسي» فيقول: كنت في زيارة إلى أحد أقاربي في مدينة مجاورة وقد خرجت من بعد صلاة العصر للتسوق وقضاء بعض الوقت قبل الافطار، وعند عودتي إلى المنزل قبل وقت الافطار بدقائق استغربت من شدة الزحام وتعمد الكثيرين السرعة للوصول إلى بيوتهم قبل الاذان فكانت النتيجة ان وقع حادث في احد التقاطعات بين سيارتين الأولى يقودها رجل كبير بالسن ومعه نساء، وفتى يحمل في حوض سيارته صينية ملئت بالافطار كان يود نقلها إلى أحد أقاربه وقد انقلبت المائدة في السيارة وتشاجر الاثنان وسط صراخ النساء ولم يهتموا إلى انهم في نهار رمضان والناس صيام والغريب الذي ادهشني اكثر انني ولأول مرة اقف على حادث لم يتجمهر عليه الا اثنان أو ثلاث رغم ان العديدين من أصحاب السيارات كان يمرنا مسرعا وهو يلتفت دون ان يتوقف خوفا من ان يضيع عليه الافطار. ويذكر لنا مرضي عواد موقفا مر به فيقول: أصر علي عدد من الأصدقاء بالخروج في نزهة برية للبحث عن الكمأ «الفقع» وكان ذلك قبل عامين تقريباً حينما شهدت المناطق البرية للشمال ومن حولها امطارا غزيرة أدت إلى ظهور نبات الفقع بكثرة، وقد خرجنا من بعد صلاة الظهر على أمل ان نعود قبل صلاة المغرب غير انه في طريق العودة البري وقعنا في كثبان رملية علقت فيها السيارة ورغم محاولاتنا الحثيثة للخروج منها إلا اننا لم نفلح فلم يكن أمامنا إلا المشي على الأقدام خوفاً من حلول الظلام وقد وجدنا ولله الحمد في طريقنا راعي أغنام فلم يكن أمامنا إلا تناول طعام الافطار معه وانتظار وصول صاحب الماشية الذي وصل متأخراً وساعدنا على اخراج سيارتنا العالقة بعد فطور تناولناه في الهواء الطلق وفي جو شديد البرودة. أما «أم عبدالله معلمة» فتقول: تعاني العديد من النساء العاملات من عدم استطاعتهن الجمع بين البيت والعمل مهما حاولت وخاصة عندما يمتد الدوام إلى صلاة العصر حيث تصل إلى المنزل متعبة ولا تجد الوقت الكافي لإعداد مائدة الافطار، وفي أحد الأيام التي تعودت فيها على السهر كما هي العادة في ليالي رمضان ذهبت إلى المدرسة شبه مواصلة حيث لم استطع النوم إلا ساعتين فقررت بعد خروجي من العمل ان أنام ساعة على الأقل لأرتاح فيها وأكون مستعدة لتجهيز الافطار غير انني ذهبت في نوم عميق لم تنجح معه محاولات أبنائي في ايقاظي إلا بعد ان تبقى على موعد الافطار نصف ساعة تقريباً لم تكن كافية أبداً لطهو الطعام اللهم إلا صحن شوربة كان هو الوحيد على السفرة بجانب التمر طبعاً وتناولناه وسط نقمة من الجميع الذين بدا على وجوههم التذمر فوعدتهم بتعويض ذلك في السحور.