أودّ هنا التعقيب على الأستاذات الفاضلات من المشرفات التربويات اللاتي تشرفت بتعقيبهن الذي حمل عنوان (تعبير أم تهذير) في العدد 10993. رداً على المقالة السابقة لمواسم الحب التي حملت عنوان.. (تقويم أم تقدير) التي نقلت وجهة نظر حول طريقة تطبيق التقويم المستمر لمادة التعبير. وها أنا أزف أفراح كلماتي للعزيزة وأنفصل عن عبير البكر الكاتبة التي نشرت في حدائق المواسم نتاج سنوات طويلة، منذ كنت تلك الطالبة المستمعة المتلقية كما هي ذاتها المعلمة المستمعة المتلقية. عوداً على بدء أردت التعقيب هنا في هذه للمساحة الحبيبة التي تحتلها العزيزة متجردة عن كوني كاتبة صحفية ركضت في زاوية مواسم الحب التي تحاول أن تنشر عبق الحب لا بذور الكره مثلمار أوحى العنوان. ومن هنا أتحاور مع أستاذاتنا الفاضلات من المشرفات التربويات انطلاقا من كوني معلمة، ولأن أسلوب التهديد والوعيد الذي نطقت به كلماتهن كان دافعا قويا لأن أقول لقد كبرنا وخرجنا عن أقفاص الاستماع والتلقين، ومن ثم التهديد نحن في عصر تياره لا يبقي ولا يذر، ومده هادر عاصف يأخذ بالتأني والهدوء مالا يمكن أن يكون بالعصا والعيون الغاضبة والنظرات المنصوفة. أستاذاتنا الفاضلات.. لتكن النقاط فوق حروفها.. حملت مقالتي السابقة ثناء للأستاذة التي لا أعرفها حين خاطبتنا بروح الدين ويعلم الله أنها كانت رسالة حب وصفاء بدأت بها ويعلم الله أني أحببتها فيه.. وأنا لا أعرف لها اسما وهي تذكر بالأمانة وتخوفنا من الله. لذا كان من غير اللائق لأستاذات قديرات ان يناقشن طرحي في هذه النقطة، فقد كان تعقيبهن عقيما ومبتذلا..، ولا أظن أن من خرجت من مدرسة الدين ونهجه القويم يمكن لها أن تسخر من أن تذكر بأماناتنا التي قد تنام في مهد التكاسل والتراخي والعزيمة المحبطة.. لا أنكر - سيدتي وأقول سيدتي لأنه خطاب فردي لا يمثل جماعة فيه لهجة الصراخ التي كانت في اجتماعنا - التنظيم المبذول والرغبة الأكيدة ولا أقف معترضة أو متبرمة منه، فأنا مبهورة الى حد الجمال.. بالقرار الجديد وقد تساقيته مع تلميذاتي، وكان له حضور مميز اعترضت على الأصوات المتصايحة وأكررها اعترضت على اللهجة الآمرة. وقفت احتراما لهدوء الأستاذة المميزة منيرة الوهيبي.. وإبداع الأستاذة هند الدهام.. وابتسامة الأستاذة ريمة الخميس. تعمدت ألا أذكر بالمقالة أسماء فأكثرها لا أعرفها.. وحين عرفت اسما كان صارخا مزعجا ليتني ما عرفته.. إنما سيدتي حين تقولين استهتاراً.. فلست صاغرة ليصغر الآخرون.. في نظري نحن على درجة تعليمية متقاربة إن لم تكن متماثلة.. وصلنا لعلو رائع من الوعي نملك الحد الأدنى للتعامل.. فلا نهبط الى دونية الاستهتار.. فكيف أستهتر. أنا أهبط لتلميذتي تلك الصغيرة التي تعقد شعرها للخلف وقد تعقد معه عقلها غير مبالية بي.. رغم أني ممن يمثلهم قول شوقي: (قم للمعلم وفه التبجيلا) ومع ذلك. أنزل لها وأصعد بها.. واعلو لتعلو.. هي.. وتعلو لأعلو أنا.. سيدتي.. أفعل كل ما يمكن للتعليم وأؤدي رسالتي التربوية بكل ما يمكن أن يتاح.. أعدي لي فصلا لا يتجاوز عشرين طالبة لا خمسين.. أعدي لي نصابا من الحصص أقل أستطيع أن أبحر فيه.. وسترين ابداعي.. وزميلاتي.. سيدتي.. يمكنك الرجوع لسيرتي البسيطة.. في مدرستي لمدة عام ونصف فقط مع تدريس المرحلة الثانوية.. وانظري من هي المعلمة عبير البكر.. بسيطة لم تغير ولم تبدل لكني أعد بما هو أجمل.. أحسب أني أملك يا سيدتي.. خلقا فاضلا وأملك دينا يحميني من استهتار الآخرين وتسفيه سيدات التعليم. أملك ابتسامة شكر لكن حين كرمتنا المعلمة بما يتوافق مع يوم المعلمة.. برد ملؤه تهديد ووعيد.. اطمئني فقد طبقت التقويم.. من دون ان أتلقى منك أوامر إدارية عبر صفحات الصحف.. وفي الخاتمة.. فإن حبي للغة العربية ورغبتي أن أعمل ما يرضى ضمير الأمانة، هما ما يدق أجراسه في داخلي ويعلن البدء في لا انتهاء.. إضاءة: سيدتي لم يكن رأيي فقط كان صوتاً موحداً لكثير من المعلمات اللاتي تشرفت بحضور المحاضرة.. ودمتم.. المعلمة عبير البكر معلمة لغة عربية - الثانوية الأربعون