انطلقت صباح الثلاثاء الماضي بجامعة الملك سعود فعاليات (اللقاء السنوي الثالث عشر للجمعية السعودي للعلوم التربوية والنفسية - جستن)، واستمر يومين، ونقلت وقائع اللقاء للسيدات في مركز الدراسات الجامعية للطالبات بالملز. اليوم الأول طُرحت فيه عدة أوراق عمل وبحوث من خلال أربع جلسات جاءت على النحو التالي: الجلسة الأولى ترأسها معالي الدكتور خالد بن عبد الله بن مقرن آل سعود نائب وزير التربية والتعليم للبنات، تناولت الجلسة ورقتي عمل: الورقة الأولى: قدَّمها الدكتور محمد بن حسن الصايغ وكيل وزارة التربية والتعليم لكليات المعلمين. الورقة الثانية: للدكتور محمد بن معجب الحامد من وزارة التعليم العالي، بعنوان: (بعض التوجهات الحديثة في إعداد المعلم). الجلسة الثانية بعنوان: (أهمية مهنة التعليم وأخلاقياتها) رأس الجلسة الدكتور محمد بن سعد العصيمي وكيل وزارة التربية والتعليم للتطوير التربوي. وتناولت الجلسة ثلاث ورقات عمل: الورقة الأولى: بحث للدكتور عبد العزيز بن عبد الله المحيميد أستاذ التربية الإسلامية المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بعنوان: (أخلاقيات مهنة التعليم في الفكر التربوي الإسلامي)، وهي دراسة وصفية لموضوع أخلاقيات مهنة التعليم في الفكر التربوي الإسلامي منذ أن بدأ التأليف في التربية الإسلامية إلى الوقت الحاضر من خلال عرض وتحليل آراء مجموعة من علماء الإسلام الذين أثروا الفكر التربوي الإسلامي من خلال مؤلفاتهم وأعمالهم الفكرية المدونة وآرائهم المنقولة عنهم. وقد حظي هذا الموضوع باهتمام واضح من قِبل هؤلاء العلماء عبر عصور الإسلام المتعاقبة، وكان هناك قدر من الاتفاق والتشابه في الأفكار التي دوَّنوها حول الموضوع نتيجة الرجوع إلى المصادر الرئيسة للتربية الإسلامية (الكتاب والسنة). الورقة الثانية: وكانت بعنوان: (أخلاقيات مهنة المعلم المسلم وأثرها في التربية الخلقية للفرد والمجتمع)، قدَّمها أ. د. حمدان بن أحمد الغامدي أستاذ الإدارة التربوية بقسم التربية وعلم النفس بكلية المعلمين بالرياض. بدأت الورقة بتحليل أخلاقيات المهنة لدى المعلم المسلم وأهميتها في تربية الفرد والمجتمع، فوظيفة المعلم في التربية الحديثة هي تمكين طلابه من الحصول على المعرفة، وتكوين الأخلاق الفاضلة والمثل العليا في نفوسهم وإتقان المهارات، وتعويدهم السلوك الاجتماعي ليكونوا أعضاء نافعين في بناء مجتمعهم. وتسعى الورقة إلى إلقاء الضوء على أخلاقيات مهنة التعليم لدى المعلم المسلم في نظام التعليم، وتقترح الورقة عدة ضوابط لتعزيزها بما يساعد المعلمين ليكونوا أكثر التزاماً بهذه الأخلاقيات وتوظيفها في مجال عملهم لرفع مستوى مهنة التعليم؛ مما يؤدي إلى تلافي السلوكيات الخاطئة التي تسيء إلى المهنة، وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة احترام أفراد المجتمع لها. وأوضح الغامدي في ورقته أن المتابع لواقع المؤسسات التربوية يلحظ مظاهر قصور في العناية بالتربية الخلقية، وعدم اهتمام المعلم بسلوك طلابه وتقويمه؛ مما يضع علامة استفهام من قِبل المجتمع حول مدى أهمية وفعالية هذه المؤسسات في خدمة المجتمع المسلم وتطوره وتنمية الفضائل الخلقية في أفراده. وتوصلت الورقة إلى عدد من الضوابط المقترحة لتعزيز أخلاقيات المهنة لدى المعلم المسلم. الورقة الثالثة: وكانت بعنوان: (أخلاقيات مهنة المعلم في ضوء التحديات المستقبلية)، قدَّمتها د. منال عبد الخالق جاب الله - أستاذ مساعد بقسم علم النفس بكلية التربية بجامعة الملك سعود. ولفتت في ورقتها إلى قضية مختلفة، وهي كيف نتقاسم القيم الأخلاقية ونتوقف عند اتخاذ قرار أخلاقي في مجال عملنا؛ إذ إن الافتقار إلى الأخلاقيات في عصر العولمة كارثة محدقة، وإذا لم ننتبه في مدارسنا إلى ذلك فإننا نخرِّج متعلمين يجيدون ممارسة كل شيء إلا كل ما هو أخلاقي. إن الجيل الصاعد من هؤلاء العاملين يواجهون تحديات ومخاطر عدة تستلزم تركيز الجهد والتكاتف حتى تكون عمومية الأخلاقيات والقيم مسؤوليتنا جميعاً، مسؤولية كل فرد يعمل في مجال التربية. إن اختبار أخلاقيات العاملين في مجال التربية ليس معناه أنها موضع شك، بل التاريخ الطويل لهم يشير إلى حوادث فردية لا يمكن اعتبارها ظاهرة عامة تناقش في إطار أخلاقيات المجال. اختتمت الورقة بعدد من التوصيات على المستوى البحثي النظري والتطبيقي الميداني. الجلسة الثالثة بعنوان: (معايير اختيار المعلم وإعداده) وكانت برئاسة د. عبد الله بن علي الحصين وكيل وزارة التربية والتعليم لكليات شؤون البنات. وتناولت الجلسة 4 أوراق عمل: الورقة الأولى بحث بعنوان: (فعالية التعلم القائم على المشكلات لإعداد المعلمين في تدريس العلوم الشرعية)، قدَّمها د. محمد محمد سالم أستاذ المناهج وطرق تدريس العلوم الشرعية المشارك بكلية التربية بجامعة الملك سعود، وذلك بمشاركة مع د. عبد الله سعد اليحيى أستاذ المناهج وطرق تدريس العلوم الشرعية المشارك. والبحث يهدف إلى الكشف عن فعالية التعلم القائم على المشكلات بالنسبة لإعداد المعلمين لتدريس العلوم الشرعية، وتعرُّف مدى قبول الطالب المعلم لنظام الإعداد القائم على المشكلات، واتجاهه نحو تدريس العلوم الشرعية في ضوء تجريب هذا النظام. وقد أظهرت نتائج البحث الذي جُرِّب على طلاب المستوى السابع الذين يدرسون طرق تدريس العلوم الشرعية في كلية التربية بجامعة الملك سعود وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات طلاب المجموعة التجريبية وطلاب المجموعة الضابطة في التطبيق البعدي للاختبار التحصيلي عند مستويات: التذكر، الفهم، التطبيق والتحصيل الكلي لصالح المجموعة التجريبية. كما أظهرت أن لاستراتيجية التعلُّم القائم على المشكلات قدرة كبيرة في تنمية التحصيل، وذلك بناء على نتائج مربع إيتا. وأظهرت نتائج البحث وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات طلاب المجموعة التجريبية وطلاب المجموعة الضابطة في التطبيق البعدي لقياس الاتجاه نحو تدريس العلوم الشرعية لصالح طلاب المجموعة التجريبية. الورقة الثانية: قدَّمها الدكتور محمد علي عزب أستاذ مشارك بقسم التربية بكلية التربية جامعة الملك سعود بعنوان: (الإعداد المهني والأكاديمي للطالب المعلم - إعداد برنامج كلية معلمي التعليم الثانوي بجامعة شمال أريزونا). وتناولت الورقة إشكالية عدم قدرة التعليم العالي بصفة عامة على الإعداد المهني للطلاب، ومحاولات صنع السياسة التعليمية البحث عن حلول لتلك المشكلة من خلال ربط ما هو أكاديمي بما هو مهني. وتناولت الورقة أحد هذه الحلول من خلال عرض البرنامج الذي قامت به كلية معلمي التعليم الثانوي بجامعة شمال أريزونا. وعرضت الورقة الأسباب التي أدَّت إلى ضرورة تصميم مثل هذا البرنامج، وأهم ملامحه وسماته، ثم عرضت لكيفية تقويم الجوانب المهنية في البرنامج من خلال ما يسمى بالتجربة العملية لإحداث التكامل بين ما هو أكاديمي وما هو مهني، والتطبيق الفعلي لما يتم تدريسه سواء بالنسبة للمقررات التخصصية أو المقررات التربوية، وإحداث التكامل بين هذه المقررات. وأبرزت الورقة مزايا التقويم في هذه التجربة العملية بالنسبة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس. وأخيراً أبرزت الورقة بعض المرئيات لهذه التجربة، وإمكانية الإفادة منها في واقعنا التربوي. وتحدث د. محمد علي عزب في الجانب الآخر من ورقته (برنامج كلية معلمي التعليم الثانوي بجامعة شمال أريزونا) موضحاً أن غالبية الطلاب غير قادرين على عمل ربط بين ما يتعلمون وكيفية استخدام تلك المعارف في حياتهم العملية، وهذا ما تضررت به الصناعة وتضررت به المهن المختلفة وتضرر به الطلاب أنفسهم؛ حيث تتأخر فرصة حصوله على عمل ويعملون في مجالات مختلفة تماماً عن مجال معارفهم وما تعلموه أثناء دراستهم. وبيَّن الدكتور عزب أن الفشل في ربط المفاهيم مع التطبيق ينتج عن الطريقة التي يعالج بها العديد من الطلاب المعلومات؛ حيث الاعتماد على الحفظ لمجرد الحصول على نتائج جيدة في الاختبارات القياسية. الورقة الثالثة: وكانت بعنوان: (تقويم تجربة تنمية عضو هيئة التدريس في ضوء الجودة الشاملة بكلية التربية للبنات بمدينة الرياض)، وقدَّمتها د. منيرة عبد العزيز الحربشي، ود. سهام محمد كعكي. الجلسة الرابعة بعنوان: (معايير اختيار المعلم وإعداده) وكانت برئاسة الدكتور خالد بن فهد الحذيفي عميد كلية التربية بجامعة الملك سعود، وقُدِّم فيها 3 أوراق عمل: الورقة الأولى بعنوان: (فاعلية برنامج تعليمي مقترح في تنمية مهارات التقويم التربوي لدى طلاب شعبة اللغة الفرنسية بكلية التربية في ضوء المعايير القومية لجودة المعلم في مصر)، قدَّمها كل من د. أحمد محمد سالم، ود. علي أحمد مصطفى. الورقة الثانية: قدَّمها أ. د. حسن علي مسلم بعنوان: (تنمية الكفاءة الاجتماعية والأخلاقية للمعلم من أجل تكوين نفسي أفضل للمعلم). الورقة الثالثة: وكانت بعنوان: (التفاعل الدينامي بين شخصية المعلم وشخصية التلميذ: رؤية إكلينيكية)، وقدَّمها الدكتور صلاح الدين عبد القادر محمد، وأشار فيها إلى أن تباين المعلمين في صفاتهم وخصائصهم الشخصية مدعاة إلى إثارة مناخات صفية مختلفة لدى تفاعل المعلمين مع تلاميذهم، ولقد ركزت كثير من الدراسات على أدوار المعلم الأكاديمية والتحصيلية، ولكن في هذه الورقة البحثية يتم التركيز على الجوانب الانفعالية وتوضيح الدور المحوري للمعلم كمربٍّ لشخصية التلاميذ، وإن هذا الدور إذا تم تناوله بشيء من التحليل العلمي السليم فسوف يساعد المجتمع على التخلص من كثير من الأمراض الاجتماعية؛ لأن المعلم القدوة سوف يستطيع أن يجمع التلاميذ حوله، ومن ثم لن يترك الفرصة أمام أي فكر منحرف أو خاطئ أن يتسلل لتلاميذه، ولكن الشرط العلمي المسبق لذلك هو تحليل جملة التفاعلات التي تحدث في الفصل الدراسي؛ حيث يمثل الفصل الدراسي وحدة قائمة بذاتها ومجتمعاً له كيانه الخاص وله تفاعلاته الخاصة. وألقت الورقة هذا الدور المحوري على المعلم، وذلك انطلاقاً من أن التعليم هو خط الدفاع رقم واحد لأي مجتمع، بالإضافة إلى أن التعليم في الوقت الحاضر يمثل محوراً استراتيجياً لأي مجتمع، وكما تشير علوم التربية فإن المعلم هو حجر الزاوية في أي نظام تعليمي، لهذا انصبَّ هدف الورقة في التحليل التحتي لتلك العلاقة الأسطورية (معلم - تلميذ). وبعد المغرب بدأت الجلسة الرابعة متناولةً 3 أوراق عمل: الورقة الأولى: قدَّمها أ. د. خليل السعادات بعنوان: (تطبيق المعلمين لأسلوب التعلم الذاتي في مراحل التعليم العام في المملكة). وأوضح فيها الباحث أن هدف هذه الدراسة هو معرفة مدى تطبيق المعلمين لأسلوب التعلم الذاتي في مراحل التعليم العام في المملكة، ورصدت الدراسة بعض الدراسات المحلية والعربية التي تناولت موضوع استخدام التعلم الذاتي في مراحل التعليم، وتوصلت الدراسة إلى أن المعلمين لا يطبِّقون أسلوب التعلم الذاتي في تدريسهم، ولهذا فإن الطالب لا يتقدم اعتماداً على نفسه، ولا يدرس الموضوعات التي يحتاجها، ولا يعرف إمكاناته وقدراته الذاتية. وأظهرت نتائج الدراسة أن المعلم الذي يستخدم الأسلوب التقليدي في تدريسه لا يتمكن من قضاء وقت كافٍ مع تلاميذه، ولا يستطيع أن يكون مرشداً وموجهاً. وأوصت الدراسة بتطبيق أسلوب التعلم الذاتي في مراحل التعليم العام في المملكة. الورقة الثانية: وكانت بعنوان: (الرؤية المستقبلية للمعلمة المثالية: معايير اختيار المعلم وإعداده)، وأعدَّتها الأستاذة حذام بنت عبد العزيز الريس مديرة الإشراف التربوي لمحافظة الجبيل، وأوضحت في ورقتها أهمية تطوير وتقويم الأداء التربوي والتدريسي للمعلمات المتدربات والمستجدات؛ ليساهمن في العملية التربوية التعليمية التي تثمر نتائجها على الطالبة المتميزة في جيل المستقبل وفق متطلبات العصر الحديث المنبثقة من تعاليم ديننا الحنيف. وأشارت الورقة إلى دور الكليات والإعداد الجيد للمعلمة ودور الوزارة والإشراف التربوي في إعداد المعلمة، وأشارت في نهاية ورقتها إلى أنه بالعمل لا بالشعارات يمكن أن نعدَّ معلمة المستقبل التي تكون قادرة على بناء السلوك البشري ومواكبة ثورة المعرفة وتكنولوجيا المعلومات، وأن تحقق مطالب التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ولن يكون هناك نجاح في بناء هذا السلوك دون تنظيم وتنسيق بين المؤسسات التعليمية والتربوية وسائر مؤسسات التربية غير النظامية. الورقة الثالثة والأخيرة: وكانت بعنوان: (توظيف الثقافة في التعليم)، وقدمتها أ. تهاني عبد الحافظ بوزية.