ماذا تقول؟! أرجوك أعد ما قلت بوضوح! أحقاً ما تقول! لعلك واهم، نعم أنت واهم!.. ودعنا أبو عبدالرحمن دون سابق إشعار لماذا؟! لقد جاءه الموت.. الضيف الذي لا يستأذن! جاءه ومعه تذكرة رحيله إلى الدار الآخرة اللهم لا اعتراض على حكمك.. ما أقساك أيها الموت فلم تمهله.. بالأمس كنا نعيش معه أفراحه بترقيته إلى المرتبة الخامسة عشرة.. واليوم نتبعه محمولاً إلى أول منازل الآخرة.. اللهم ثبّته عند السؤال، هذا حال هذه الدنيا الدنيئة من أضحكته لابد أن تبكيه، في كل حين يودعنا عزيز علينا، وها نحن نودع الفاضل عبدالله بن عبدالرحمن السلوم رحمه الله . ذاك الشهم النبيل، ذاك الرجل المتواضع الذي كل ما ازداد رفعة ومكانة ازداد تواضعا وسماحة رحمه الله . ذلك الرجل الذي يعمل بلا كلل ولا ملل.. رغم ما يعانيه رحمه الله من تعب في قلبه لم يثنه ذلك عن أن يحتضن قلبه كل من عرف. كل من جاءه. كل من تعامل معه. رحلت بصمت بعد أن غرست محبتك في قلوب الكثير، كنت محباً للخير حريصا على فعله ساعياً إليه. من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس .. أخي العزيز عبدالرحمن بن عبدالله السلوم سلَّمه الله.. أحسن الله عزاءك وغفر الله لوالدكم وأسكنه الجنة اللهم آمين . أخي تقبَّل مني هذه الكلمات التي خرجت من القلب لتستقر في القلب بإذن الله. أخي.. لا تحزن فيكفيك فخراً أن والدكم رحمه الله حظي بثقة الأب الوالد سيدي سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض حفظه الله وهذا وسام ستفخر به أنت وإخوتك إلى الأبد. أخي.. لقد كان عبدالله السلوم رحمه الله مثالاً للتواضع وحسن الخلق يشهد بذلك زملاؤه وأصدقاؤه ومن تعامل معه وعرفه، ومن كانت هذه سجاياه فهو من أهل الخير إن شاء الله. أخي عبدالرحمن.. إن من علامات حسن الختام إن شاء الله لوالدكم رحمه الله وفاته في يوم الجمعة، اللهم اغفر له آمين وأحسن الخاتمة لجميع المسلمين. أخي العزيز.. لقد شاهدت هذه الجموع الغفيرة التي أدت الصلاة على والدكم رحمه الله وشيعته إلى حيث أول منازل الآخرة.. وإن من علامات محبة الله للعبد إذا أحبه أن يدخل محبته في قلوب الناس.. فأبشر ولا تحزن. لقد رحل عبدالله السلوم من دار الفناء إلى دار البقاء رحل وترك وراءه الذكر الحسن، رحل وثناء الناس ودعاؤهم له يتبعه. .. أخيراً فإني أرفع أحر التعازي وأصدق المواساة لمقام سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض حفظه الله . ولك أخي العزيز عبدالرحمن ولإخوتك جميعاً.. داعياً الله جل وعلا أن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.. وإلى جنة الخلد أبا عبدالرحمن.. غفر الله لك ولجميع موتى المسلمين اللهم آمين ولا حول ولا قوة إلا بالله {إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}.