تابعت بمشاعر الابتهاج والعزة والفخر احتفال الوطن بمرور 5 سنوات على تدشين رؤية المملكة 2030 الطموحة، وما اشتملت عليه من أهداف وخطط طالت الجوانب الاقتصادية والاجتماعية للمملكة، حيث كان الإنسان السعودي هو محورها وغاية غاياتها على الإطلاق. وجميعنا نشاهد التحول النوعي الذي تعيشه بلادنا على كافة المستويات، حيث ارتقت المملكة اقتصاديا باعتبارها عضوا في مجموعة العشرين للاقتصاديات الأكبر عالميا، حيث كان لاستضافة المملكة قمة المجموعة بنهاية 2020، حيث حشدت المملكة دول العالم لمجابهة جائحة كورونا، ونجحت في عقد قمة العشرين الاستثنائية الافتراضية في فترة زمنية قصيرة بعد جهود دبلوماسية مثمرة، ضمنت مشاركة قادة الدول الأعضاء، ومؤسسات دولية، ودول أخرى لضمان شمولية التمثيل العالمي، واعتماد إنفاق 11 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي، وهو ما يعادل 4 أضعاف ما تم ضخه في الأزمة الاقتصادية العالمية في 2008. كما دعمت الدول الفقيرة بتأجيل سداد مستحقات الديون السيادية التي مكنت ما يقرب من 73 دولة من إعادة تخصيص 14 مليار دولار، ما أسهم في الحد من انعكاسات كورونا الاقتصادية. وعودا على بدء وفي سياق الحديث عن رؤية المملكة 2030، يجدر بنا الإشارة إلى المقابلة التاريخية التي أجراها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد -حفظه الله- مؤخرا، وما رافقها من زخم إعلامي وشعبي واسع، حيث جاء كان الحديث صادرا من القلب إلى القلب، في مثال حي على كيفية مخاطبة القائد لأبناء شعبه، حاملا البشرى بمستقبل زاهر قائم على حاضر البناء والعطاء والبذل والعمل الدؤوب، لقد كان ولي العهد استثنائيا في كل شيء، حاضرا بفكره وحبه لوطنه ومواطنيه، إذ خاطبهم بصراحته المعهودة، مذكرا إياهم وبالأرقام بما تحقق من منجزات الرؤية وما ينتظر أن يتحقق، فكان الحديث عن البطالة والإسكان والتنمية والاستثمار وعائداته، ودور المملكة الرئيس في منظومة الاقتصاد العالمي، ومدها لجسور الشراكة العالمية ودعم الفرص وتحفيز البيئة الاستثمارية لتعزيز موقع المملكة على الخارطة الدولية، فضلا عن الجوانب ذات الصلة بدور المملكة السياسي وموقفها من الكثير من القضايا الراهنة. نعم لقد تحدث سمو ولي العهد فأبدع في إيصال الرسائل، ورسم ملامح المستقبل على نحو فائق الروعة، ونحن بدورنا نرفع أكف الضراعة بأن يحمي بلادنا وقيادتنا وشعبنا وينصرنا ويوفقنا لما فيه خير حاضرنا ومستقبلنا. ** **