لم تكن هي مجرد قمة عالمية ناجحة، بل كانت هي قمة القمم في الإبداع والتنظيم والمحتوى والتأثير، كانت قمة القمم بقيادة وطننا الرشيدة التي استضافت وشاركت وحضرت فكانت مشاركتها وأسلوبها في رئاسة العشرين أسلوباً مميزاً وإنسانياً رائعاً بمساندة جميع الأعضاء، أسلوباً منظماً متقناً من الإرادة إلى الإرادة، أسلوباً نال احترامهم وإعجابهم وشكرهم وتقديرهم، وما زالت أصداؤها حاضرة في الأوساط المحلية والعالمية. تحدَّث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في قمة ال 20 لمدة تزيد على الثلاث دقائق وأحاط بالمهم بكل ثقة واقتدار وفطنة، تحدث بكل سهولة وصدق ويسر وإنسانية عن رؤيته المستقبلية في ظل جائحة كورونا التي تسببت في معاناة العديد من مواطني دول العالم، ركزّ على روح التعاون والتميز وروح المبادرة في الاقتصاد القوي والمستدام والشامل والمتوازن، وتفعيل الجهود الرامية إلى جعل النظام التجاري العالمي صالحاً للجميع، وتهيئة الظروف لتحقيق التنمية المستدامة فكان درساً مهماً في روح القيادة، مؤكداً أنه قائد فذ وملك ملهم وإداري متمكن. كما تحدث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد الأسبوع الماضي بكل تميز وثقة واقتدار عن خمسة موضوعات ركزت على تأثيرات كورونا على الاقتصاد ونمو الناتج المحلي غير النفطي ومعدل البطالة والتنافسية الرقمية وحماية الأرض من خلال ملف البيئة والإنجازات التي حققتها المملكة، مورداً أرقاما معينة وإحصائيات في بالغ الدقة وتفنيدات عجيبة فنال حديثه الاستماع والإعجاب والتقدير، تحدث عن الأفعال والإنجازات وعن الخطوط الحمر التي كان في مقدمتها أمن المملكة وإنسان المملكة ومستقبل المملكة. وكان اقتراح سمو ولي العهد بأن تعقد مجموعة العشرين قمتين واحدة افتراضية في منتصف العام والأخرى حضورية في نهايته، اقتراح الواثق والعارف والمتابع للأمور، وهو اقتراح له حقائقه ومنطلقاته التي تهدف إلى تعزيز التوافق وتضييق الخلافات ومعالجة التحديات التي قد تشهدها الاجتماعات الوزارية بمساراتها المختلفة، والتركيز على المتغيرات الطارئة. لقد كانت روح الملك المؤسس عبدالعزيز - طيب الله ثراه - تحلق في الواقع الافتراضي وتنشر فيه أجواء من الفخر والإرادة وبذل المستحيل في مسيرة العطاء والخير والتقدم والنمو للإنسانية جمعاء. كانت قمة القمم سواء على مستوى تنظيم فعاليات اللجان واجتماعات الوزراء والتي تعددت وقائعها في عدد من أماكن مدينة الرياض البهية. كانت قمة القمم بجاهزية وطننا الدائم وتوفره على بنية رقمية تحتية ووسائل لوجستية، كفيلة بإنجاح هذا الاستحقاق وأكثر. كانت قمة القمم بالخدمات التي يقدمها وطننا لدول وشعوب العالمين العربي والإسلامي لحماية استقرار الدول ورفض الفوضى والإرهاب. كانت قمة القمم بوجود رؤية وطننا الحالمة رؤية السعودية 2030 التي تتحدث عن نفسها بكل فخر عن إنجازاتها وإبداعاتها وتميز خدماتها ومساراتها وآليات عملها. كانت قمة القمم بالجمع الغفير الذي تابعها من داخل المملكة ومن خارجها الذين التفوا ليومين لمعرفة خريطة طريق الخروج من الأزمة بسلام، وما يمكن تطبيقها بشكل عاجل. كانت قمة القمم بتأكيد المُراقبين والخبراء، بتسجيلها النجاح الكبير والباهر، بالمقارنة مع دورات المجموعة السابقة، فهي قمة القمم في صناعة القرار المؤثر، الذي تكمن برئاسته لجميع الدول المؤثرة من تأمين مسار مُشترك للجميع، يكون مفتاح الباب للعالم بأسره من هذا التحدي الاستثنائي، وغير المسبوق بسلام. لقد كان الجميع في منتهى الشكر والإقبال والإيجابية، كانت هناك طاقة في منتهى التحفيز بثّها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بكلمته الافتتاحية والختامية وحضوره الطاغي. لقد كانت قمة بحق وحقيقة، شكراً للأفكار والرؤى البديعة، شكراً لفريق العمل الناجح، فريق القوة الناعمة الذي يصنع نجاحا ومجد وطنهم. شكراً لقيادتنا الرشيدة على رؤاها والتزامها وحكمتها ورئاستها الفذة، شكراً لك أيها القائد سلمان وولي عهده محمد. لقد فاز التميز والإبداع والنجاح، لقد فاز وطننا المملكة العربية السعودية بكل جدارة واقتدار.