عندما قرر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حمل رسالة السعودية إلى العالم وضع نصب عينيه نقلها إلى مصاف الدول العالمية من خلال رؤية 2030 التي أبهرت المجتمع الدولي وأقنعته بامتياز بقدرة المملكة على تحمل مسؤولياتها على المستوى العالمي، وهذا ما تحقق بشكل كامل إذ أصبحت المملكة صانعة القرار على المسرح السياسي العالمي، وتمكنت الرؤية 2030، من خلال برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الهادف إلى تنويع الاقتصاد، وتحوّلت إلى قوة استثمارية رائدة، وحليف إستراتيجي ومحور للربط والتواصل مع العالم. بالأمس تسلّمت السعودية رئاسة قمة مجموعة العشرين التي ستركز فيها المملكة خلال رئاستها على الهدف العام «اغتنام فُرَص القرن الحادي والعشرين للجميع». وعندما أكد الأمير محمد بن سلمان التزام السعودية خلال رئاستها لمجموعة العشرين بمواصلة العمل الذي انطلق من أوساكا وتعزيز التوافق العالمي، والسعي بالتعاون مع الشركاء بالمجموعة لتحقيق إنجازات ملموسة واغتنام الفرص للتصدي لتحديات المستقبل، فإنه يؤكد قدرة المملكة من خلال (رؤية 2030) على قيادة العالم نحو السلام ودفع المنطقة بأكملها نحو آفاق أوسع من الازدهار والرفاهية للشعوب بعيداً عن الصراعات والحروب. لقد شهدت المملكة حراكاً سياسياً داخلياً وتحركاً خارجياً طوال السنوات الخمس الماضية، وأضحت الرياض بوصلة العالم سياحياً وترفيهياً واستثمارياً وسياسياً، وفق الرؤية السعودية 2030، بما حوته من مشهد الاستثمار الدولي، وتشكيل مستقبل الاقتصاد العالمي لشراكات سياسية، وتحالفات استثمارية واقتصادية بين المملكة ودول العالم. لقد تمكن الأمير محمد بن سلمان بشخصيته المقدامة المبدعة والخلاقة من إبهار قادة العالم الذين أعجبوا بطاقته وقدرته وإمكاناته الفكرية والاقتصادية والسياسية، وقدرته على حرق المراحل، وتغيير قواعد اللعبة العالمية بحنكة وحكمة اكتسبهما من تجربته وتتلمذه من مدرسة قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. لقد تحقق الإنجاز، وبقي من الزمن نحو 11 شهراً لتنطلق قمة مجموعة العشرين في الرياض التي تعتبر القمة الأكبر التي تحتضنها المملكة منذ تأسيسها والمقرر أن ترسخ قوتها ومكانتها على خارطة صناعة القرار العالمي بعد أن تسلمت المملكة رئاستها لعام 2020. لقد ظهرت فكرة استضافة المملكة لقمة العشرين برؤية من الأمير محمد بن سلمان خلال ترؤسه وفد المملكة في قمة العشرين في مدينة هانغجو الصينية في عام 2016، إذ طرحها آنذاك في أروقة القمة؛ للوصول إلى توافق من قادة مجموعة العشرين G 20، وتمت الموافقة عليها في قمة هامبورغ بألمانيا في عام 2017. وستتوجه أنظار العالم نحو السعودية خلال عام 2020، وهو العام نفسه الذي ستتحصل رؤية 2030 على دفعة قوية في مسيرة التحديث والإصلاح عبر برنامج التحول المحوري الذي تشهده المملكة وفق منطلقات الرؤية 2030، لمستقبل جديد خالٍ من الحروب والأزمات وإرساء الأمن والسلام في المنطقة والسلم والاستقرار في العالم. وعكست التفوّق الدبلوماسي والحنكة السياسية ورسوخ الحضور والأثر للسعودية، وملمح هذا التميّز وتفرّده أنه يأتي في ظل ظروف إقليمية غاية في التعقيد والتشعّب والتحدّيات أيضاً. لقد نجح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وخلال أعوام معدودة في وضع المملكة بكل ما فيها من مقومات الرقي والقوة والقدرة على أعتاب مرحلة مختلفة ورؤية فريدة من نوعها توازن بذكاء شديد بين ماضٍ مشرّف وعريق وسمعة دولية مرموقة. الملهم محمد بن سلمان يحرق المراحل ويحقق الإنجاز، إن التاريخ يصنعه الشجعان.