أجمع خبراء اقتصاديون على الدور المحوري لولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله – فى منظومة الاقتصاد العالمى، حيث ساهمت رؤيته للمستقبل في نقل المملكة لتكون دائرة مركزية للاقتصاد العالمي ولاعبا مؤثرًا في قرارته. وأشاد الخبراء فى حديثهم ل" البلاد " بنجاح سمو ولي العهد في تطويع قدرات المملكة وتحفيز امكانتها الهائلة لتكون منظومة متكاملة تساهم بشكل فاعل فى صناعة المستقبل، وتخطط برؤية علمية لتحقق تطلعات الرؤية التى جعلت المملكة من أهم الاقتصادات فى العالم. فى البداية، قال أيمن نصري الخبير بالأمم المتحدة إن قيادة المملكة لقمة العشرين نقلة نوعية وخطوة كبيرة أحدثت تطورًا واضحًا في أسلوب العمل الجماعي لقدرة السعودية على القيام بأول اجتماع افتراضي على مستوى القادة، أكد بما لا يدع للشك التطور الواضح الذي حدث في إدارة المملكة بشكل علمي مدروس، سواء كان داخليا من خلال أسلوب إدارة أزمة كورونا والحصول على إشادة منظمة الصحة العالمية، أو خارجيا من خلال القدرة على التواصل بشكل ناجح مع المجتمع الدولي، خاصة خلال قمة العشرين والمشاركة عالميا بتقديم بعض الأفكار لتقليل الأضرار الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن تفشي الجائحة. وأشاد بنجاح المملكة في قيادة قمة العشرين، بحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرؤى الثاقبة لولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، الذي عزز بشكل كبير الدور الذي تلعبه المملكة ومساهماتها المهمة في الاقتصاد العالمي، وخاصة الاقتصاد الرقمي، وهو ما ألهم العالم في وقت يحتاج إلي من يملك القوة والشجاعة لقيادة العالم. واعتبر نصري أن قمة العشرين ركزت بشكل كبير في أجندة عمل القمة على حتمية تقديم دعم مادي للدول الناشئة والشعوب الفقيرة، وهو ما تحقق بتقديم دعم يصل إلي خمسة تريليونات دولار وهي استجابة للمبادرة السعودية من المجتمع الدولي وهي الأكبر من نوعها، وتأتي في توقيت دقيق جدا، حيث معظم دول العالم تفكر في التركيز على توجيه الدعم داخليًا فقط ودون النظر في معاناة الشعوب الفقيرة . ونوه الخبير بالأمم المتحدة إلى أن قيادة السعودية للعالم في قمة العشرين هي ترسيخ حقيقي لمعايير حقوق الإنسان على الأرض وتفعيل للحقوق الاقتصادية والاجتماعية طبقا للمعايير والضوابط الأممية، والتي أصبحت لا تقل أهمية عن الحقوق المدنية والسياسية. وهي أيضا رسالة سلام جعلت العالم يتعرف على قيم الإسلام الوسطي الصحيح . القيادة بجدارة من جهته، قال الكاتب والمفكر التركي محمد زاهد جول إنه منذ شرعت المملكة العربية السعودية بتنفذ خطة التنمية الاقتصادية 2030، تقدم الاقتصاد السعودي خطوات كبيرة في جميع المجالات، وقد تمكنت القيادة السعودية من قيادة قمة العشرين بجدارة، وقد دعت قادة العالم الكبار إلى العمل المشترك لمكافحة وباء كورونا، لأنه وباء عالمي لا يعرف الحدود ولا يميز بين شعب وآخر، وقد شعر العالم أجمع بأثر سياسة ولي العهد في إدارة أسعار النفط العالمية، بحيث تكون هناك ضوابط حاكمة لكميات الإنتاج بحسب حصص الدول المتفق عليها في الاتفاقيات السابقة، وقد استطاعت المملكة بهذه السياسة أن تفرض رؤيتها على الأطراف التي سعت إلى تجاوز الاتفاقيات السابقة، ونجاح المملكة ومواقفها الحازمة جعلها تأخذ مكانها الحقيقي في التحكم بعدل بهذه السلعة الأساسية. أسباب النجاح من جانبه، قال هاني سليمان المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث إن اختيار السعودية لقيادة قمة العشرين بالأساس هو انعكاس لوزن المملكة الاقتصادي والسياسي في العالم والمنطقة، خاصة أنها أول قمة تستضيفها دولة عربية، وثاني قمة يستضيفها الشرق الأوسط، وهو ترجمة لجهود القيادة وحكمتها، وتصويت على نجاح رؤية 2030 المبكر التي تبناها سمو ولي العهد- حفظه الله- والذي أسهم فى قيادة قمة العشرين للكبار ودوره واضح في تمهيد طريق المملكة لتكون أحد المحاور الرئيسية للاقتصاد العالمي. وأضاف أن نجاح المملكة في قيادة قمة العشرين التي تضم دولاً تمثل 90 % من الناتج الإجمالي العالمي وثلثي سكان العالم، نتاج لرؤية المملكة تجاه عدد من القضايا الاقتصادية وريادة المملكة للتجارة ولاستراتيجية تنويع الاقتصاد والبدائل بعيداً عن الاعتماد على النفط فقط، علاوة على ما استجد لاحقاً من تدابير استراتيجية معتبرة للتعاطي مع تداعيات أزمة كورونا اقتصادياً بشكل مبهر. وبحسب سليمان، القمة كانت فرصة للتعرف على التجربة السعودية التي أصبحت ملهمة لحد كبير، بعدما نفذت عدد من الإصلاحات الاقتصادية التي طالت جميع قطاعات الدولة، ومن خلال تخطيط استراتيجية بمستوى تنفيذي عالي الكفاءة والجودة بما تتضمنه من رؤية وسياسات وتشريعات مستقبلية، كما أنها مساحة مهمة لتمثيل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إضافةً للدول النامية وعرض قضاياها ورؤيتها بشكل كبير. وواصل بأن مكانة المملكة كلاعب رئيسي في المنطقة، ودورها في أوبك واستقرار الاقتصاد العالمي، وتطابق رؤية 2030 مع أهداف مجموعة العشرين من حيث التركيز على الاستقرار الاقتصادي والتنمية المستدامة وتمكين المرأة وتعزيز رأس المال البشري وزيادة تدفق التجارة والاستثمارات؛ كلها تعد أسباب مهمة نجح في تطويعها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان– حفظه الله- لخدمة مكانة المملكة اقليمياً وعالمياً في وقت قصير. رؤية 2030 بدوره، أكد محمد مجدي المتخصص في الاقتصاد الدولي أن عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – شهد عدداً من الإنجازات الاقتصادية الهائلة والنمو الاستثماري والمالي، حيث استطاعت المملكة خلال وقت قياسيّ المحافظة على الاستقرار والنمو الاقتصادي دون الاعتماد على النفط كمصدر أساسي كما كان في العقود الماضية، حيثُ كانت المملكة تعتمدُ وبشكل رئيس في صادراتها على النفط كمصدر دخل اساسي، ومن أهم وأبرز هذه الإنجازات الوقوف على قرار إطلاق رؤية المملكة 2030 حيث تعتمد تلك الرؤية التقليل من الاعتماد الكلى على النفط وتنويع مصادر الدخل وخفض عجز الميزانية العامة للدولة في كل عام، وتنويع مصادر الدخل غير النفطية من خلال تدشين واعتماد عدد من المشروعات التنموية والاستثمارية والتعدينية، وتأتي إعادة هيكلة الاقتصاد والاستثمار في المملكة برؤية 2030 من أنجح الخطوات الإصلاحية التي وعد بتنفيذها وتحقيقها مهندس الرؤية ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله .