حلَّ رمضان المبارك وقبل أن يحل كثُر المتسولون عند الإشارات، وفي الأسواق، وعند محطات الوقود، وفي الشوارع والأزقّة، وفي المساجد، وقرب المستشفيات، وعند المصارف، وجنب آلات صرف النقود، وداخل التموينات، وفي أسواق الخضار، وتحت أسوار البيوت في الحارات، ويستظلون لوحات الطرق، وفي كل مكان فيه بشر يستجدون عواطفنا في الإلحاح للتّسوّل بأوراق مُزوَّرة، أو تقارير كاذبة، أو توصيات غير معروفة، أو حمل أدوية تظاهراً بالمرض، أو التظاهر بتنظيف زجاج السيارات أمام الإشارات الضوئية، كُل ذلك من أجل الحصول على المال. وهؤلاء خطرهم أشدُّ مِمَّن سأذكرهم وهم عُمّال البلدية، حيث أصبح تسوّلهم ظاهرة انتشرت وعمت وطمت، تركوا أعمالهم المُناطة بهم، فأصبح جميعهم يتسابقون إلى أماكنهم: عند الأسواق، وقرب البقالات، وعند المساجد حين خروج المصلين، وقرب المطاعم، ومحلات الوجبات السريعة، وقرب الصرّافات، وفي كل مكان يمشي فيه إنسان. وما كانت هذه الأعمال لِتصبح ظاهرة إلاّ لأننا مجتمعٌ تأخذه العاطفة، وينسى أو يتناسى (مجتمعنا) أنه أعان هؤلاء العمال على ترك أعمالهم، لِيجدوا عملاً سهلاً يُدرُّ لهم أموالاً طائلة بلا جهدٍ أو تعب، فقط عليه أن يحمل مكنسةً، وسطلاً وجاروف أو مِجرفة ذات عصا طويلة ومن ثم الوقوف والتظاهر أمام تلك المحلات ليستجدي كُلَّ من مَرَّ في هذه السُّبل. لنكن يداً واحدة ونتواصى بعدم تمكين الجميع من الحصول على أموالنا، لا نستبعد أبداً بل نجزم أن معظم الفئة الأولى إن لم يكن كلهم ممن يحاربون وطننا من عصابة الحوثي. لينتهِ عصر العاطفة، والشفقة عليهم، انتبهوا أحبتي إنهم عِصابات، أخلاطٌ وأجناس حتى أن كلاً منهم له مكانه الخاص به للتسول فلا نُقتل بأموالنا أيها المواطن الحبيب الغيور. ** **