1- الناس أصناف ثلاثة: اتكالي واستقلالي وتعاضدي.. الاتكالي عالة على مَن حوله وعلى مجتمعه.. والاستقلالي أناني لا يرى إلا نفسه.. والتعاضدي هو الذي يرى الحياة على أنها علاقة تكاملية.. لذلك فهذه الفئة هم الذين يبنون المجتمعات بشكل صحي سليم. 2- الاتكال على المستوى الفردي يمثّله نموذج (أنت).. فأنت تعتني بي.. وأنت تقوم بالواجب عني.. وأنت الذي تتحمَّل النتائج عني.. لأنك من تحمّل المسؤولية عني. 3- الاتكالي عالة على التعاضدي الذي يمثِّل نموذج (نحن) الذي يدعو إلى التعاون والتكامل.. وفي تنافر دائم مع الفرد الاستقلالي الذي يمثِّل نموذج (أنا).. الأناني الذي لن يمد يد العون لأي اتكالي يريد أن يستغله إلا بمقابل. 4- الاتكالي لا يثق في قدراته لذلك يكره الاعتماد المتبادل ويتحاشاه.. ومستعد أن يحيا بأقل القليل.. المهم ألا يغادر حالة الاتكالية التي يعيش فيها.. بينما الاستقلالي أناني يؤمن بحريته الشخصية.. ولا يريد لأحد أن يتصرف بالنيابة عنه أو باسمه.. أما التعاضدي فهو الأكثر نضجاً والأكثر تجربة وإدراكاً.. فهو يعرف أنه من خلال التعاضد يمكنه تبادل الفوائد: زيادة الطاقة، وتعظيم القدرة، والوصول إلى الموارد المتاحة لدى الغير.. فالتعاضدي لا بد أن تكون شخصيته مستقلة.. لأنه مرحلة متقدِّمة للشخصية الاستقلالية. 5- يقول علماء النفس إن تصاعد النضج في الإنسان يبدأ في مرحلته الأولى بالتبعية والتقليد والمحاكاة.. ثم ينتقل إلى مرحلة الاستقلالية والاعتزاز بالذات.. ثم يصل إلى مرحلة التعاضدية وهي أن يكون مؤثِّراً في محيطه الذي يعتمد عليه فكرياً أو عضلياً أو مالياً أو غيره.. ويرون أن الوصول إلى درجة التعاضدية يعني وصول الفرد إلى أقصى حالات النضج.. وهي من أعلى مراحل طبيعة الإنسان ونموه.. فالحياة البشرية تعاضدية.. فهي حالة تبادلية أساسها مشاطرة الآخرين أنشطتهم الحياتية بشكل إيجابي وهادف لتحقيق غاية.. وهي تتيح الاستفادة من المصادر الواسعة والإمكانات التي حباها الله تعالى للبشر الآخرين.