يظهر -في أي فريق كان- العديد من المشاكل حين يهبط المستوى العام للفريق، ويتعقب هذا الأمر عدد من الانتقادات من محبي هذا الفريق، مع عدد آخر من النقاد في الصحف أو على شاشات التلفاز، إلا أن بعض هذه الانتقادات منطقية، وبعضها خلاف ذلك، كذلك الأمر بالمعيار النقدي، فقد يأتي نقد يستهدف أصل المشكلة، وقد يأتي نقد يستهدف أمورًا فرعية. في كرة القدم -بشكل عام- أساس المشكلة في اللاعبين ابتداءً وانتهاء؛ لأن اللاعبين هم من يظهر المظهر الجيد عن الإدارة، وعن المدربين، وكذلك العكس، فإن كانت الإدارة جيدة فاللاعبون يظهرون هذا الجانب. وإن كانت الإدارة خلاف ذلك فاللاعبون كذلك بمقدرتهم أن يجعلوا من الإدارة جيدة بعين المشجعين أو العكس. وكذلك الأمر مع المدربين، هذا إن فرضنا جدلاً أن المشكلة في المدرب أو الإدارة. ظهرت العديد من المشاكل في الهلال قبل نهائي كأس الملك مع جاره النصر، لكن كانت هنالك انتصارات تخفي -نوعًا ما- هذه المشاكل، فكان الهلال متصدرًا في الدوري، وفائزًا -بعد ذلك- في بطولة كأس الملك، ثم بعد هذه السلسلة من الانتصارات خرج الهلال مبكرًا من كأس الملك، ثم تراجع في سلم الترتيب ببطولة الدوري، ثم خسر كأس السوبر من جاره، وبعده أُقيل المدرب، وجاء مدرب آخر، إلا أن الفريق على نفس الهبوط ولم يرتفع البتة، فها هو الفريق يتعثر بالدوري تارة وينتصر تارة، ويتعثر في أول جولة آسيوية! إذن المشكلة ممَّن؟ هل المشكلة في الإدارة؟ فالواقع أن الإدارة لم تقصر بشأن الفريق، من دعم، وتسهيلات، ورواتب منتظمة.. وقد يقول البعض إن طريقة الاختيارات للأجانب لم تكن مثالية، والواقع أن ليس للإدارة أن تفرض (ما تريد هي) على المدرب نظامًا أو أسلوبًا معينًا! نعم للإدارة واجبات بالنقاش مع المدرب وكذلك آلية اختيار الأجانب لكن ليس لها أن تفرض كل شيء، والحديث هنا عما يسمى بعصر الاحتراف. إذن المشكلة من المدرب؟! لا شك أن المدرب له نصيب كبير في الفريق، إما بطريقته، أو في تبديلاته.. لكن يزيل التقصير عن المدرب اللاعبون إذا أدوا ما عليهم من واجبات وأظهروا كل شيء، كما حدث مع رازفان عندما غطوا على جانب التقصير وحققوا معه الثلاثية التاريخية. والآن نتحدث بشكل واضح عن اللاعبين (أساس المشكلة). فقد ظهر من اللاعبين جانب كبير من التقصير، من ضياع فرص سهلة، تمريرات ليست بالشكل الصحيح، وتهاون إلى حد كبير.. وإن جئت لهم بأعظم المدربين على مستوى العالم لم ولن ينجح في وضع كهذا؛ لأن من اللاعبين (الذين عليهم التعويل) لم يعد لهم ما يقدمونه للفريق، فكيف ينجح أي فريق بالعالم بوضع كهذا؟ والذين عليهم التعويل بالفريق كالفرنسي غوميز، والبيروفي كاريو، وكويلار (الذي لم يناسب طريقة الهلال ولم يستفد الهلال منه بالقدر الذي دُفع له)، والأرجنتيني الذي يتذبذب (لكن ربما يتحسن أكثر)، والإيطالي المركون على دكة البدلاء؛ لما كان له من الهبوط. هذا ولمّا نفتح صفحة المحليين بعدُ، فكيف إن تحدثنا عن بعض الأخطاء والهبوط الصادر منهم؟ بناء على ما سبق نقول: إن مشكلة الهلال (الكبرى) كما قلنا ليست من المدرب -وإن كان ثمة تقصير- كذلك في الإدارة، مشكلة الهلال الحقيقة في اللاعبين، وعلى الجمهور الوفي لناديه أن يركز على هذا الأمر دون الالتفات إلى أي مشاكل أخرى؛ لأن التركيز على الفرع مع ترك الأصل مضيعة للوقت، والكلام من باب أولى للمؤثرين في مواقع التواصل الذين يضعون مقاطع للاعبين قدموا أداء مبهرًا في البطولة الآسيوية ثم اختفوا عن الأنظار ولم يعد لهم شيء يقدمونه للفريق. والحل لهذه المعضلة -بمشيئة الله- في فترة الانتقالات بالصيف، يجب على الإدارة إلى ذلك الحين إعادة النظر في اللاعبين الأجانب تحديدًا ثم استبدالهم بخيارات أفضل، ولا يُرى حل لهذه المشكلة بهذه الفترة تحديدًا. والله أعلم. ** **