افتتحت صالة تجريد للفنون في مدينة الرياض معرضاً تشكيلياً استعادياً للفنان الراحل عبدالحليم رضوي رحمه الله بحضور ابنه أ.مروان رضوي وابنته د. مها رضوي وبحضور د.منال الرويشد رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية ورجل الأعمال الأستاذ عبدالله حمود الرشيد والدكتور محمد الرصيص رئيس قسم التربية الفنية بجامعة الملك سعود سابقاً والأستاذ عبدالمحسن الشويمان رئيس صالة تجريد للفنون ونخبة من الفنانين والمثقفين والمهتمين بالشأن التشكيلي. تضمن المعرض تجربة من تجارب الراحل عبدالحليم رضوي المتمثلة بالألوان المائية, وضم المعرض 49 لوحة فنية مختلفة لمراحل زمنية ومواضيع مختلفة يزيد عمر بعضها عن 46 عاماً. ويعد هذا المعرض الأول بعد رحيل الفنان التشكيلي عبدالحليم رضوي عام 2006 وهو تجربة حرص عليها أبناؤه لتكون امتداداً لمائة معرض تشكيلي أقامها في مختلف أنحاء العالم لإنتاج فني غزير يزيد على ثلاثة آلاف لوحة تشكيلية. فيما شرحت الدكتورة مها عبدالحليم رضوي بعض الأعمال التي تتذكر تفاصيلها وهي بجانب والدها رحمه الله عندما كان يرسمها وتذكر أنه اهتم في ظهور دور المملكة العربية السعودية في نشر السلام والتسامح وأن الدين الإسلامي هو دين محبة وسلام وأن حروفه التي كتبت في أعماله هي رسائل للعالم أجمع في طياتها الموروث السعودي وقيمه الأصيلة. وقال الأستاذ مروان عبدالحليم رضوي (مائيات رضوي) هي في الأساس رغبة من أبناء الفنان الراحل عبدالحليم الرضوي لتخليد ذكراه في ذاكرة ووجدان كل محبيه ومحبي فنه الذي سيظل علامة مضيئة في مسيرة الفن التشكيلي السعودي المعاصر كونه مؤسس ورائد الحركة التشكيلة السعودية وواحداً من الأبناء الأوفياء لهذا الوطن الغالي، وكانت مسيرته نبراساً لأجيال من الفنانين السعوديين والعرب. يعد الفنان التشكيلي الراحل عبدالحليم رضوي رحمه الله (1939 - 2006) من مؤسسي الحركة التشكيلية في المملكة العربية السعودية ويذكر أنه أول من أقام معرضاً شخصياً في المملكة عام 1965 في نادي البحر الأحمر في مدينة جدة وهو أول فنان سعودي تشكيلي يبتعث للدراسة خارج السعودية، ويكون مؤهلاً أكاديميًا من كلية أوروبية, وافتتح أول مركز فني خاص في المملكة (مركز الفنون الجميلة في جدة) عام 1968. بدأت مسيرة الفنان رضوي بحصوله على الثانوية العامة عام 1958م، ثم توجهه إلى إيطاليا لدراسة الفنون، وحصل هناك على الليسانس في فنون الديكور من كلية الفنون الجميلة في روما عام 1964م، ثم عاد إليها أيضاً ليحصل على درجة بروفيسور عام 1979م. تميز أسلوب رضوي بمزجه لأساليب الفن التشكيلي المختلفة ك(التكعيبية، التجريدية، التعبيرية والسريالية) إلا أنه حافظ فيها على الموروث الشعبي وكان غالباً هو موضوع أعماله التشكيلية, كما كان للحرف والزخرفة والطابع الإسلامي دور في لوحاته. تنوع إنتاجه الفني ما بين التصوير، النحت، الجداريات، والرسم والكولاج، وكانت الخامات التي يستخدمها عادةً الألوان الزيتية وألوان الأكريليك والألوان المائية, وجمع الرضوي بين الأساليب الحديثة للفن المنتشرة في أوروبا مع الحفاظ على التراث والأصالة العربية. ** **