الكثير من الحديث دار حول السبب الحقيقي لاختفاء الهلال وهبوط مستواه بشكل كبير بعد انطلاقة قوية استمرت حتى منتصف الدور الأول قبل أن تحدث تلك الانتكاسة التي أفقدته صدارته المطلقة؛ حتى تخلف عن الشباب المتصدر بفارق خمس نقاط كاملة.. ثم عاد من بعيد وحقق عدداً من الانتصارات المتتالية كان آخرها الفوز العريض على الوحدة ليتبوأ مقعد الصدارة من جديد. - حيرة واستغراب في الشارع الرياضي حول تلك الانتكاسة، ومحاولات لتفسير تلك الحالة! - في رأيي أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية، أولها؛ غياب الدافع والتشبع والشعور بالرضى عن النفس من قبل اللاعبين بعد موسم تاريخي حققوا فيه إنجازات شخصية، وترجموا أحلام جماهيرهم إلى واقع. - ثانيها: الملل والإرهاق البدني والنفسي بعد المشاركة في موسمين بدون توقف، وضعف الإعداد للموسم الحالي. - ثالثها: غياب النجاعة الهجومية نتيجة سوء مستوى (قوميز) وغياب أهم مفاتيح صناعة اللعب للفريق المتمثلة في الجهة اليمنى وذلك بانخفاض مستوى (كاريو والبريك) حيث يمثل اللاعبان أهم وأقوى جبهات الهلال الهجومية. - هذا لا يعني عدم وجود أسباب أخرى، لكني أتحدث عن الأسباب الجوهرية التي أدت إلى هذا الانخفاض الحاد في مستوى الفريق. - لم تكن عودة الفريق سهلة بعد فترة صعبة عاشتها جماهير (الموج الأزرق) حتى أن البعض اعتقد أن موسم الهلال قد انتهى وعليه التفكير في الموسم المقبل.. لكن الهلال وكعادته أبى أن يرمي المنديل مبكرًا؛ وعاد ليرفع راية التحدي من جديد. - بدأت رحلة التصحيح بإسناد مهمة التدريب ل(ميكالي) خلفًا للداهية (رازفان) استجابة للضغوط الجماهيرية التي طالبت بإقالة المدرب بعد تردي النتائج.. وقد أحدثت هذه الخطوة هزة نفسية وبعض التعديلات الفنية.. ثم واصلت الجماهير دورها في التحفيز وشحذ همم اللاعبين ومطالبتهم بالعودة من أجل تاريخ الهلال ومجده وإرثه. - لقد كانت الجماهير الهلالية هي السبب الرئيسي بعد توفيق الله سبحانه في عودة الفريق لسابق عهده من خلال استعادة نجومه لمستوياتهم.. ولطالما كانت هي الترمومتر الذي يستطيع ضبط الخلل في النادي وإدارة البوصلة تجاهه، وقد حدث هذا غير مرة في تاريخ أكبر الأندية الآسوية. - الآن وبعد أن تبقى سبع جولات حاسمة سيكون الصراع فيها محمومًا بين الهلال والشباب والاتحاد.. وإذا ما أراد الزعيم الهلالي المحافظة على لقبه فعليه أن يتسلح بالعزيمة والإصرار من أجل كسب تلك المباريات وتحقيق لقب أغرب نسخة من دوري المحترفين السعودي.