ترقب وانتظار وشغف جماهيري يزداد مع كل جولة من منافسات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين نحو نهايته بعد دخولنا منعطف العشر الجولات الأخيرة بعد أن تشبعنا تذبذب في مستويات الأندية الفنية في المنعطفين الأول والثاني مما جعل التكهن بالمنافسين على اللقب والهاربين من الهبوط أكثر صعوبة نظراً لتقارب النقاط، فالهلال تخلى عن صدارة الدوري بعد أن تربع عليها جولات عديدة، ليجد ليثاً مترصداً لانتزاعها باستحقاق، بينما الأهلي كان ودوداً وقنوعاً بأحد المقاعد الأربعة الأولى رغم هدره أكثر من فرصة لخطف الصدارة، فكانت حصيلة تلك القناعة «غير الإرادية» المركز الرابع خلف غريمه التقليدي (الاتحاد) العائد بقوة بعد غياب عن المنافسة في الموسمين الأخيرين. إلاّ أن اللافت للنظر هي الحالة النصراوية الأشبه بسباق الماراثون في سلم ترتيب الدوري، حيث سقط مع انطلاقة الدوري إلى المركز ال 13 ثم المركز ال 15 ثم يعود بقوة متجاوزاً عشرة مراكز إلى المركز ال5 ثم سقوط إلى المركز ال9 لينتهي به الأمر في الجولة الأخيرة في المركز ال7 ضارباً عرض الحائط حالة التوازن الفني مما يكشف حالة التذبذب العنيفة التي يعيشها الفريق والتي أفسرها من وجهة نظري بامتلاكه عناصر فنية عالية المستوى إلاّ أنه يفتقد للتوازن والاستقرار الإداري الذي أخفق في التعامل مع المحترفين الأجانب، وكذلك الجهاز الفني الذي لم يستطع حتى الآن توظيف الأدوات والمهارات على صعيد اللاعبين الأجانب وشباب الفريق المتألقين مهارياً. تبقّى من عمر الدوري تسع جولات وكأنما بعض الملامح تكشّفت عن منافسة ثنائية على لقب الدوري بين الشباب والهلال الذي يفصل بينهما 5 نقاط بالإضافة إلى مباراة نارية ستجمعهما في الجولة ال 26 بعد شهر ونصف من الآن، لقاء لن يكون سهلاً على الطرفين كونه فيصلاً مهماً لحسم اللقب، طموح شبابي يتجدد أمام خبرة هلالية تتمدد قد يعيدنا إلى الأيام الجميلة الحافلة بالندية على خطف لقب الدوري التي لا زالت عالقة في أذهان جماهير الكرة السعودية منذ 1991 وحتى 2012، وكانا مدداً مهماً للمنتخب السعودي الأول حينها خلال مشاركاته الأربع في كأس العالم وتفرّد لاعبين الفريقين واحتكارهم لأهداف المنتخب في تلك التظاهرة العالمية طيلة ال 27 سنة الماضية. قبل الختام ناديان أسسهما «شيخ الرياضيين» وترأسهما شقيقان، طبيعي أن تجدهما في العلاقة منفردين وفي الندية والمنافسة يعزفان أجمل ألحان الروح الرياضية.