تحية طيبة وبعد: فلقد اطلعت على ما نشر بجريدتكم الغراء جريدة الجزيرة على ما كتبه الاخ/ خالد بن عايض البشري في يوم الجمعة الموافق 12/8/1423ه في صفحة عزيزتي الجزيرة تحت عنوان: «خمسة شبان ماتوا بسبب الحوادث وصلي عليهم في وقت واحد» في الحقيقة ان الذي ينظر الى تلك الصورة التي نشرت فهي كما لا يخفى علي الجميع تعتبر من الصور المؤسفة والمؤلمة في نفس الوقت واني بصراحة احببت المشاركة بهذه الكتابة واقدم نصيحتي الى كل سائق متهور فأقول له ان السيارة من النعم التي انعم الله بها على عباده فيجب علينا ان نستخدمها حسب الاصول قال تعالى:{وّالًخّيًلّ وّالًبٌغّالّ وّالًحّمٌيرّ لٌتّرًكّبٍوهّا وّزٌينّةْ وّيّخًلٍقٍ مّا لا تّعًلّمٍونّ } فيجب على الانسان العاقل ان يستشعر قيمة هذه النعمة الكبرى، فبالسيارة يقطع الانسان من المسافات الكثيرة مالا تقطعها الجمال ويحمل عليها من اللوازم والامتعة مالا تحمله الجمال ايضا. انه لمن الواجب على الانسان ان يحمد الله عز وجل على نعمه المتتالية وحمد الله وشكره على نعمة السيارة هو استخدامها فيما يرضي الله سبحانه وتعالى ومن بين ذلك قيادتها بالتعقل والحكمة لا بالسرعة الجنونية والتهور. انه لمن المؤسف حقا انه في الآونة الاخيرة قد استخدمها البعض من السائقين شر استخدام حيث اصبح جل همه السرعة الفائقة التي قد تدفع البعض من السائقين الى كسب المادة، فسرعان ما ترى امامك سيارة اجرة على سبيل المثال يفاجئك قائدها بالوقوف في مكان لا تسمح قواعد وآداب المرور بالوقوف في ذلك المكان من اجل راكب واحد في وقت كان يجب على السائق ألا يقف فيه. وقد يكون السبب استخدام العقاقير المنبهة والمسكرات المختلفة والمخدرات المتنوعة فينتج مما ذكرنا انعدام السيارة او الاصطدام بها او انقلابها او دهس الغير بها وقد يودي ذلك بالسائق نفسه ولربما بمن ركب معه قال الله تعالى: {.. وّلا تٍلًقٍوا بٌأّّيًدٌيكٍمً إلّى التَّهًلٍكّةٌ وّأّّحًسٌنٍوا إنَّ اللهّ يٍحٌبٍَ المٍحًسٌنٌينّ} وقال الله تعالى: {..وّلا تّقًتٍلٍوا أّنفٍسّكٍمً إنَّ اللّهّ كّانّ بٌكٍمً رّحٌيمْا} وقال: {وّلا تّقًتٍلٍوا النَّفًسّ الّتٌي حّرَّمّ الهٍ إلاَّ بٌالًحّقٌَ..} وقال في وصف عباد الرحمن: {وّالَّذٌينّ لا يّدًعٍونّ مّعّ اللهٌ إلّهْا آخّرّ وّلا يّقًتٍلٍونّ النَّفًسّ التٌي حّرَّمّ اللّهٍ إلاَّ بٌالًحّقٌَ وّلا يّزًنٍونّ وّمّن يّفًعّلً ذّلٌكّ يّلًقّ أّثّامْا الضّاعّفً لّهٍ العّذّابٍ يّوًمّ القٌيّامّةٌ وّيّخًلٍدً فٌيهٌ مٍهّانْا} فمن أودى بنفسه او بغيره بسبب سرعته الخارجة عن السرعة المعقولة كان كمن قتل نفسه وتسبب في قتل غيره فيكون قد تحمل وزره ووزر غيره. فحذار ايها السائق من السرعة الجنونية وتذكر ان لك أولاداً وآباء واخوة وجماعة ينتظرون عودتك فقد تتسبب على نفسك فلا تعود. اتمنى من المولى عز وجل ان يهدي شبابنا وان يأخذوا العظة والاعتبار من اولئك الشباب الذين سبقونا الى الدار الآخرة وتلك هي اقدار الله فالصبر الصبر وتلك هي حكمة الله جل شأنه واختتم كلامي بقول الشاعر: دقات قلب المرء قائلة له ان الحياة دقائق وثوان سعود عبدالله العنقري [email protected]