وتعادي وتمادي وأرق.. قد تكون الدُنيا قُلبت عند بعضنا فيبدأ بالموت، ثم عند آخر صبره تكون الحياة. في بداية كل شيء قد تكون النهاية. وقد نبدأ من النهاية بداية لم نحلم بها؛ تُجدد أحلامنا وتَزيد نصيبنا وتمنحنا صباحات طعمها النور وليالي لونها فضة.. فقد أتيتَ عند آخر «رمق» في وقت كان الجميع فيه قد ذهبوا. ولم تكُن يوماً صُدفة.. فالصُدف لا تكون لهذا الحد من الانبهار.. الذي أبهرني بك. وُجِدنا في ضحالة أرض أشبه ما تكون قد رُمينا عليها مكرهين.. عُلِّقَ كلُ شيء على القدر. ولم يسأل أحد منا هل كان هذا خلاصة سُكر!! أم خلاصة علق!! ثم نعيش نردد بأن يكفينا الله شرّ ما خلق. وعند كل مفترق يُزاح يوم ويبدأ يوم من غرق. نمزقهُ كما نمزق الوجه الأسود من الورق. لقد بدأت بك من جديد عُدت بك إلى آخر شيء ممكن أن نعود إليه سوياً. وهذا ما كنت أتوق للعيش به ولم أفعل. تَوقفْ هُنا على حافة الطريق الطويل الذي مشيناه سوياً. تَوقفْ وكأنك لم تبذل أي خطوة لتصل وانظر إليّ، وسترى كيف كان قلبي مُعبداً لك. وروحي تضيئك، وعيناي تقرأ عليك كلما غدوتَ وِرداً وسورتي الناس والفلق. «رمق» ماء زُلالٌ صوتك إذا انغدق. ولونك الذي شُق شقاً من الشفق. إذا سَلَّمنا لليأس سيسلم لنا عنفوانه، وسنكون على قيد الموت ونحن أحياء. ولن يُرفع لنا عُنق. وستكتف أيدينا ونحنُ طُلقاء يحكمنا الحُزن ويجثوا علينا الوجع..! «رمق» فاصل بين حياتين كل منها في جسد. قد يكون في مفهوم البعض أنه آخر نقطة قد تصل إليها.. لكنه معك اختلف.. فكنت أنت من أخذ بكل هذا وكان لهُ من جديد. ** ** - شروق سعد العبدان