وصفت المحترفة الفوتوغرافية المصورة السعودية، سوزان باعقيل، أن أكثر لحظات الشغف الضوئي مع توثيق أعمق اللحظات، وأدق تفاصيلها، تلك اللحظات الروحانية، التي رصدتها بعدستها خلال أداء ضيوف الرحمن لمناسك الحج، التي وثقت شواهدها، ومشاهدها، على مدار (20) عاماً، ما جعل صور الحج في معارض سوزان، محل اهتام الزوار، ومركزية أسئلتهم التي قدمت من خلالها إضاءات عن المشاعر المقدسة، وفريضة الحج، مؤكدة على الصورة الضوئية من أهم الخطابات المعاصرة، التي يجوب ضوؤها مختلف ثقافات العالم، ما يفترض في مكونات الصورة التكوين الذي يخاطب عقل المشاهد، ووجدانه، بما يحمله من عناصر جمالية في تقديم خطاب الصورة لرؤية احترافية مدهشة ومشوقة. وقالت باعقيل في هذا السياق: أقمت (27) معرضاً كان الإسلام، وتراثنا في الجزيرة العربية ركنين رئيسيين، فيما تضمنته معارضي من صور، لذلك فقد سخرت احترافي سواء من خلال دراستي للفن الفوتوغرافي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، أو من خلال حلمي الذي تحقق بإنشاء معهد للتصوير الفوتوغرافي خاص بالسيدات، لتقديم رسالة وطنية قبل كل شيء عن مملكتنا الحبيبة، لذلك كان ولا بد أن أكمل مسيرتي مع الضوء من خلال ملاحقة كل جديد تقني في التصوير، من كاميرات، وعدسات، ومسارات تصوير حديثة، لأكون قادرة على اقتناص الجزء من اللحظة لموضوع أو مناسبة أو حدث ما، لذلك فإن الصورة لغة عصرية متجددة الأدوات، والوسائل، والرسائل وهذا البعد الأهم، الذي أسعى من خلاله إلى تقديم صورة معمقة للموضوع، لتقديم الرسالة التي تعد الهدف الرئيس لمعارضي، لتقديم رسائل تعريفية، وتوعوية تجاه ديننا السمح، خاصة بعد الصورة المشوهة التي قدمها الآخر، عن الإسلام والمسلمين بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. أما عن واحدة من (خطابات) صور باعقيل، التي كانت من بين الأكثر تداولاً، قالت سوزان: في مانشستر، كانت إحدى الصور لليلة 27 من رمضان، مطبوعة بمقاس متر ونصف في مترين، التي كانت من أكثر الصور محل أسئلة الزوار، وكانت سعادتي لا توصف عندما تلقيت رسالة من أحد الزوار الذي أخذ يتعرف على الإسلام، ومشاعره، وشعائره، ليخبرني بعد قرابة الشهرين بدخوله في الإسلام. كما أن ما يميز معارض سوزان التي اقامتها عن موروث الحرف والأزياء، اقامتها ركناً خصصته للراغبين في صورة بالأزياء السعودية من الجنسين، واصفة باعقيل تلك اللحظات، بقولها: لحظات مدهشة من ردود الأفعال من الجنسين، التي وجدتها من خلال الإقبال على الأزياء السعودية القديمة، خاصة من النساء، فقد جدت منهن إقبالاً وإعجاباً في الوقت ذاته، مختتمة سوزان حديثها، بقولها: من التحديات الحقيقية أن تصل بالصورة إلى تصوير «مشاعر» الناس، بأدق تفاصيلها، لتحاطبهم بأحد الخطابات العالمية اليوم، «خطاب» الضوء!.