إصدار احترافي موسوعي، بدأت حكايته في العام 2005م، عندما قررت المصورة السعودية سوزان باعقيل -من الندرة الأوائل محترفات التصوير الفوتوغرافي في المملكة- أن تبدأ مشوارها (الموسوعي)، بالتأليف عن بلاد الحضارمة، متخذة من منهج «المسح الميداني»، أو أدوات مداد موسوعتها عن «بلاد الحضارمة»، التي خرجت في ثلاثة أجزاء، وذلك ثمرة لجهد ميداني امتد لعشر سنوات، قضته باعقيل في جمع المادة العلمية، من بعد تاريخي، وتبعاً للموقع الجغرافي، إلى جانب توثيقها بالصورة، حيث تضم الموسوعة (1000) صورة، في ثنايا (1080) صفحة من القطع الكبير، والطباعة الفاخرة. وقالت سوزان: كان ولا بد أن أقوم بمسح ميداني شامل، ودقيق، يجد من خلاله القارئ لهذه الموسوعة جهداً موثقاً ووثائقياً وشمولياً لبلاد الحضارمة، فقد وثقت جميع مدن حضرموت: المكلا، تريم، شبام، سيئون، وادي دوعن، وادي الهجرين الأيمن والأيسر.. حيث قمت بمسح علمي وضوائي ميداني، ل(63) مدينة وقرية، كنت أزور العديد منها عدة مرات، إذ كان الهدف الرئيس الذي انطلقت منه فكرة الموسوعة، هو: تقديم بلاد الحضارمة، من خلال الإنسان والمكان، بالكلمة، وبالصورة، حيث قدمت الموسوعة إلى القارئ العربي والأجنبي، باللغتين العربية والإنجليزية. كما لم تغب عن الموسوعة الكثير من التفاصيل الي ألتفت إليها سوزان بالكلمة والصورة العميقتين في معنى الحرف ودلالة الضوء، لتكون الحرف، والأزياء، والأماكن الأثرية، وأسماء الأودية وصورها، والعوائل التي سكنت حضرموت، وموروثاتها الشعبية، والعمارة (الطينية)، والمقتنيات التراثية، والفنون الشعبية، والعادات الاجتماعية والمحفلية، وما يصحبها من أزياء وفنون شعبية، كالأعياد، والزواج.. لتجسد باعقيل للقارئ في مشهد «تماثلي/بصري» أدق التفاصيل الممتدة في العمق التاريخي لبلاد حضموت، مشيرة سوزان في حديثها ل«الجزيرة الثقافية»، أن هذه الموسوعة التي تنطلق من فكرة توثيق بلاد حضرموت، للكثير من الحضارمة الذين لم يزوروا حضرموت، وللقارئ العربي، والآخر العالمي، حيث سبق وأن أصدرت باعقيل أول إصدارتها، بعنوان: «حرف من الجزيرة العربية»، بوصفه أول كتاب شمولي يقدم الحرفة بأسلوب احترافي مصور، ويلقي الضوء على المرأة وحرفياتها، متضمناً (90) حرفة.