الدخول في حيثيات حديث الرئيس الأستاذ فهد بن نافل في برنامج الدوري مع وليد، لابد أن نقول إن النقد الهادف والبنَّاء يكون مطلوباً في بعض الأحيان، ولكن من المهم أن نأخذ بالاعتبار أن يكون موجهاً للعمل بعيداً عن الانتقاص والشخصنة، وبدون شك فإن الإدارة الهلالية ممثلة بالرئيس سوف تتقبل مثل ذلك متى ما كان متوازناً وخاضعاً للمنطق والعقلانية. وهنا سوف أتوقف عند بعض النقاط التي تحدث عنها رئيس الهلال والذي اعتبر البعض أن ظهوره في البرنامج يعتبر شجاعة وهذا صحيح، ولكن أضيف أن الشجاعة دائماً ما تحضر بالأفعال لا بالأقوال وفي اتخاذ القرارات الصعبة والحاسمة التي لا تحتمل التأخير أو التسويف، وهذا ما سبق وأقدم عليه الرئيس الهلالي السابق «نواف بن سعد» الذي كان قد اتخذ قراراً حاسماً في ظروف مشابهة، عموماً لم تكن إجابات رئيس الهلال خلال البرنامج شافية وكافية للأسئلة التي طرحها مقدم البرنامج، فقد كان جلها إجابات مقتضبة ودبلوماسية لذا لم يستطع المقدم أن يستنطق الضيف بما يرغب أن يظهره للجمهور، حيث كان التحفظ هو الطاغي على الحوار وربما كان معه الحق في إخفاء بعض الأمور التي تكتم عليها ولم يرغب التطرق اليها، والمهم في الأمر أن البعض من محبي الزعيم كانوا قبل بث البرنامج ينتظرون حتى اللحظات الأخيرة من فترة التسجيل الشتوية خبراً وليس حواراً، حيث كانوا مثل من يتحرون رؤية هلال العيد الذي لم يظهر في الأفق فأكملوا الثلاثين ، كانوا يريدون سماع خبر التعاقد مع لاعب يريح الأسد الجريح الذي أصبح كحصان ( العيط ) الذي فقد الرؤية فلم يعد كما كان في عنفوانه. في حديث الرئيس قال إن الكثير من الفرق تمر بمرحلة هبوط في المستوى، وإنهم فضلوا الاستقرار الفني وعدم المغامرة في التغيير، وهذا الكلام ذو شقين فقد نوافقه في الأولى ونخالفه في الثانية، فما حدث للنصر بعد إقالة المدرب «فيكتوريا» العاشر في الترتيب العالمي وتعيين مدرب الدرجة الثانية وكذلك مدرب تشيلسي «لامبارد» والذي أقيل بعد سوء نتائج الفريق وبعد التغير تحسن أداء الفريق ينسف هذه النظرية، وفي هذا الجانب ربما يكون للأمور النفسية دور في ذلك ، أما فيما يخص التعاقدات الخارجية فقد ذكر أن الاختيار يتم بعناية وتأنٍ، ولكن الواقع يقول ان التعاقدات تمر بمخاض وولادة متعسرة وقد لا تكون النتائج سارة، فبعد مفاوضات طويلة حضر الأرجنتيني « فييتو» الذي سبقته هالة من الإطراء والمديح وفي النهاية اتضح أنه ليس ضالة الهلال وليس البديل الناجح « لادواردو «، ولم يرتقِ لطموحات وتطلعات عشاق الزعيم، والمشكلة أنهم اشتروا عقده بالإضافة إلى تجديد عقد «قوميز» ، وبعد رحيل خربين لم يجلبوا بديلا له. ولعل ما يلفت النظر في حديث ابن نافل قوله إن الهلال سيحقق الدوري وهذا كان مقبولا قبل مباراة»أبها»، أما الآن فذلك يدخل ضمن الأماني التي تخالف الواقع، فزمام الأمور لم تعد بيد الفريق كما كان، حيث التعويل على تعثر المتصدر ووصيفه مع ضرورة الفوز في المباريات القادمة وهذا وارد ولكنه ليس مؤكداً، علما بأن المؤشرات لا توحي بذلك. عموماً سيظل رئيس نادي الهلال الأستاذ فهد بن نافل أحد الرموز الهلالية، وسيترك بصمته في تاريخ الزعيم حتى وإن خذلته الخبرة في المنعطف الصعب من الدوري، وهذا لا يقلل من العمل الجبار الذي قام به والذي تحقق من خلاله الثلاثية التي ستخلد اسمه في السجل الشرفي في البطولات التاريخية لنادي الهلال، وسيظل من الرؤساء المميزين في خارطة الأندية السعودية، لما يتمتع به من خلق رفيع ورقي في التعامل واحترام أشاد به الجميع على اختلاف مشاربهم.