عاش الهلاليون منذ الموسم الماضي أفراحاً لا تتوقف بعد سلسلة ثلاثية تاريخية على المستوى المحلي والقاري جمع خلالها فريقهم دوري أبطال آسيا مع دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، ثم ألحقهما بكأس خادم الحرمين الشريفين وبعده تألق نقطي جعله يتربع على صدارة ترتيب الدوري في الموسم الحالي، ثم ماذا بعد؟ هبوط فني مفاجئ وغريب على كافة الأصعدة في المنظومة الهلالية (إدارياً وفنياً ولاعبين)!، فعلى المستوى الإداري صُدمت الجماهير بتعاقد الإدارة مع اللاعب الأجنبي (فييتو) الذي لم يكن له أي دور فعال في انتشال الفريق وسد الثغرات الهجومية، وفنياً ضاق الهلاليون ذرعاً بتعنت المدرب (رازفان) بإصراره على بعض القناعات التي باتت مكشوفة لدى خصوم الفريق في الملعب وكذلك تهميش شباب ومواهب الفريق وتركيزه على الأساسيين رغم سوء أدائهم، أما على صعيد اللاعبين ف»الشق أكبر من الرقعة» بعد الضياع الذهني الذي ظهر به «بعض» نجوم الفريق أجانب ومحليين والشرود الذهني داخل المستطيل الأخضر الذي لا يتوافق أبداً مع إمكاناتهم العالية وأسمائهم مما أدى إلى ضياع فرص عديدة لإيقاف هدر النقاط في الدوري وهدر البطولات (كأس الملك والسوبر). الهلال مثله مثل أي فريق في العالم يمر بنجاحات وكبوات بحسب الظروف الفنية أو الإدارية التي تُصاحب تلك المراحل، لكن أن يستفحل الأمر ويقع الجميع (إدارة ومدرباً ولاعبين) في أخطاء تعاقدية وتكتيكية وأداء فتلك من النوادر!، فقد وصل الأمر بالكتيبة الهلالية أن تنتصر فقط في مباريات من أصل 10 مباريات في مشهد لا يوحي بأي ارتياح للعاشقين والمحبين لهذا الفريق، حتى وصل بهم الحال إلى أن يطرحوا تساؤلات حول ما يمر به فريقهم هل هو إفلاس إداري وفني أم تشبّع بطولات شعر به اللاعبون؟!، وتخيل معي أن اللاعبين المحليين في النصر الأكثر تسجيلاً للأهداف ب (14) هدفاً، وأجانب الأهلي الأكثر تسجيلاً للأهداف ب (18) هدفاً، بينما (رازفان) الهلال لا هو اللي أعطى الفرصة لشباب الفريق أو عالج الخلل في الأجانب!. من الواضح أن حامل لقب دوري الموسم الماضي بات حملاً وديعاً وكريماً في موجهاته مع الفرق الأخرى سواءً كانت كبيرة أو صغيرة بفضل أخطاء قد تودي بالفريق إلى موسم كارثي بسبب تجنب حلول مفصلية قد تنهي المعاناة والقضاء على المشكلة ولست أعني بالحل إعفاء المدرب لا، بل كنت وما زلت أكرر أن المشكلة الأكبر تقع على عاتق اللاعبين الذي افتقدوا التركيز والحضور الذهني إمّا تشبع أو خلل معنوي يحتاج صعقة إدارية فنية تُعيد لهم ذلك التركيز إمّا حلّ (الدكة) أو الاستعانة بمدير للفريق ذي شخصية قوية يتعامل مع تلك الظروف بشراسة نفسية وذكاء إداري يُعيد ما فقده الفريق ك(ياسر القحطاني) الذي أجزم أنه هو الحل الأنسب لمثل هذه المرحلة بديلاً لسعود كريري في تدراك ما فات والنهوض إدارياً ومعنوياً بالفريق، فما أجمل أن يتم تحويل نقاط ضعفك إلى قوة؛ وهذا الشيء لا يأتي إلا بالعمل الجاد والتخطيط السليم. قبل الختام الهلال كعناصر في الملعب يحتاج إلى طاقة متجددة ويحتاج لمن يجدد له التحدي والتحفيز من نوع آخر للاعبين، وهذا لا يأتي إلا بصعقة إدارية توقظ من به خلل.