أخيرًا صدر القرار الذي لطالما انتظره المدرج الهلالي، قرار إنهاء العلاقة التعاقدية مع المدير الفني للفريق السيد رازفان لوشيسكو، ذلك القرار الذي كلف الفريق الهلالي من أجل اتخاذه خروجًا مبكرًا من بطولة كأس الملك وخسارة أكثر من 19 نقطة كانت كفيلة بجعل الهلال متصدرًا الترتيب بفارق نقطي كبير عن أقرب منافسيه. بعد اتخاذ هذا القرار تبادرت للأذهان الهلالية ولكل متابع للمنافسات المحلية تساؤلٌ منطقي يقول (هل سيعود الهلال؟!)، هذا التساؤل الذي من السهل أن يجيب عنه التاريخ، فهلال ما بعد جريتس الذي استطاع أن يجمع ما بين الكأس والدوري بسجلٍ خال من الخسارة، وهلال ما بعد غوستافو ماتوساس الذي تمكن من تحقيق بطولة الدوري رغم تخبطات البداية، وهلال ما بعد دياز الذي قَوِيَ على تحقيق بطولة الدوري بالرغم من الفترة الحرجة التي كان يمر بها الفريق آنذاك، خير نماذجٍ من التاريخ الهلالي لفترة ما بعد إقالة المدرب، ولكن التاريخ لا يمكن أن يجعل من عودة الهلال سريعًا للمنافسة أمرًا مُسلمًا به، بل إن هناك عوامل وخطوات لا بد أن تتوفر في الفريق الهلالي؛ من أجل ضمان عودة الفريق إلى الطريق الصحيح. وتلك العوامل لا تقتصر على العوامل الإدارية والفنية، بل إن هناك كذلك عوامل نفسية لا بد أن تجد التفاته واهتمام من الجهازين الإداري والفني في الفريق. على صعيد الإدارة الهلالية، يجب أن يكون هناك مراجعة شاملة تُفصل كافة أسباب سوء المستوى العام الحاصل في الفريق والعمل على حل تلك الأسباب وتلافي الأخطاء الحاصلة، وكذلك لزم على الإدارة الهلالية الجلوس مع لاعبي الفريق ومناقشتهم حول المستوى الباهت الذي ظهر فيه الفريق في الجولات السابقة، كما أن الحوافز المادية لا بد وأن تكون حاضرة لدى الإدارة بحيث تكون هناك مكافآت مالية مرصودة للمباريات المهمة. أما على الجانب الفني فأمام السيد روجيريو ميكالي عمل كثير يجب أن ينجزه، فمهمة قيادة الدفة الفنية لفريق يعيش تخبطات قوية ونزول حاد بالمستوى ليست مهمةً سهلة ولكن ليست كذلك مهمة مستحيلة، الفترة التي يعيشها الفريق على الصعيد الفني تستلزم خلق أجواء تنافسية على الخانات الأساسية في الفريق، فهناك عناصر أساسية ضمنت المشاركة في كل مباراة مما قلل شعور المسؤولية والرغبة لدى تلك العناصر فوجب التنويع وإعطاء الفرصة لمن يستحقها لا لمن يملكها، الأمر الآخر هو أن الهلال يملك عناصر شابة قوية قادرة على صناعة الفارق الفني داخل الملعب وقد ثبُت ذلك في الدقائق التي لعبت بها تلك العناصر، ما يحتاجه الهلال هو مدرب شجاع يستطيع أن يُشرك تلك العناصر ويعطيها الثقة من أجل الحصول على كامل العطاء والمستوى. أما على صعيد اللاعبين فيجب عليهم أن يعلموا بأن المنافسة ما زالت قائمة ولم ينته الموسم بعد، فالفارق النقطي بين الهلال والمتصدر خلال هذه الجولة تجمد عند 5 نقاط مما يعني أن الفوز يقلص الفارق ويجدد الآمال الهلالية ببطولة الدوري، كما أن الليث الشبابي تنتظره مباريات مفصلية مع فرق قوية في الجولات القادمة وهذا يجعل من خسارة الشباب أمرًا محتملًا، استغلال ذلك قد يحسم البطولة ويعيد الهلال للصدارة لذلك لا بد وأن يستشعر اللاعبين مسؤولية المباريات القادمة التي سيلعبها الفريق. * في الختام، الإدارة الهلالية مطالبة بعدم التأخر باتخاذ القرارات الصائبة التي من شأنها أن تعيد الفريق لأن التأخر سيكلف الفريق ما كلفه اتخاذ قرار إقالة رازفان، التأني مطلوب، ولكن كذلك الشجاعة مطلوبة. فرحة هلالية بالفوز على الاتفاق (عدسة - حسن مباركي)