قال مسؤولون امريكيون انهم يعتقدون ان باكستان ساعدت كوريا الشمالية في وضع برنامج أسلحة نووية كما دعا البيت الأبيض الشركاء التجاريين لكوريا الشمالية إلى عدم مساعدتها في تصنيع مثل هذه الأسلحة. ونفى الرئيس الباكستاني برويز مشرف وهو حليف مهم للولايات المتحدة في الحرب ضد الإرهاب نفياً شديداً ما ورد في تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الامريكية ذكر ان باكستان ساعدت كوريا الشمالية في برنامج لليورانيوم المخصب قائلا ان ذلك «لا أساس له على الإطلاق». وقال مسؤولون امريكيون يوم الجمعة انهم يعتقدون ان روسياوالصين ساعدتا حكومة كوريا الشمالية في وضع البرنامج لكن مسؤولا امريكيا قال ان من المعتقد ان المساعدة الباكستانية كانت ذات أهمية أكبر. واعترفت كوريا الشمالية في اجتماع مع مسؤولين امريكيين في بيونج يانج في الرابع من أكتوبر تشرين الأول الجاري بأن لديها برنامجاً سرياً للأسلحة النووية. ويعني ذلك الاعتراف ان كوريا الشمالية التي يصفها الرئيس الامريكي جورج بوش بأنها جزء من «محور للشر» مع ايرانوالعراق انتهكت اتفاقا ابرم عام 1994 تعهدت بموجبه بوقف كافة أنشطتها النووية. وقال مسؤول امريكي أمس ان هذه البرامج كان لها أكثر من مصدر واحد للامداد. وأضاف: «في كل الحالات تقريبا كان هناك غالبا أكثر من مصدر وفي العادة مصادر متعددة». وتابع: «على أفضل ما أعرف هذا هو الحال بخصوص هذه الحالة كذلك». وفي مؤتمر صحفي في إسلام آباد نفى مشرف بقوة مساعدة كوريا الشمالية في برنامجها النووي. وقال للصحفيين «هذا لا أساس له على الإطلاق، ليس هناك شيء من قبيل التعاون مع كوريا الشمالية في المجال النووي، باكستان قالت عدة مرات وقلت انا شخصيا ان باكستان لن تنشر أبدا تكنولوجيتها النووية ونحن ملتزمون بهذا التعهد». من ناحية أخرى قال المتحدث باسم البيت الأبيض أري فلايشر انه ليس من مصلحة الشركاء التجاريين الرئيسيين لكوريا الشمالية مساعدة بيونج يانج في وضع برنامج للأسلحة النووية. وقال فلايشر للصحفيين أثناء توجه بوش بالطائرة إلى ولاية ميسوري لمساعدة مرشحي الحزب الجمهوري في انتخابات الكونجرس المقرر إجراؤها في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني المقبل: «هذه البلاد تريد علاقات طيبة وأفضل مع الولاياتالمتحدة وليست لها أي مصلحة في جعل كوريا الشمالية دولة نووية». ولم يذكر فلايشر الصينوروسيا بالاسم كما لم يؤكد التقارير التي تحدثت عن مساعدة باكستانلكوريا الشمالية. وقال مسؤولون امريكيون انهم يبحثون كافة البدائل للرد على كشف بيونج يانج لبرنامج اليورانيوم المخصب وأشاروا إلى انهم وحلفاء للولايات المتحدة وخاصة الصين سيضغطون على بيونج يانج من خلال فرض قيود على التجارة. لكنهم أوضحوا انهم لن يتعاملوا مع كوريا الشمالية كما يتعاملون مع العراق الذي يهدده بوش بعمل عسكري اذا لم يقم الرئيس العراقي صدام حسين بإزالة البرامج المزعومة لأسلحة الدمار الشامل. ويقول مسؤولو إدارة بوش ان غزو الرئيس العراقي للكويت واستخدامه الأسلحة الكيماوية ضد شعبه يجعلانه أكثر تهديدا من كوريا الشمالية. وقال جيم شتاينبرج نائب مستشار الأمن القومي الامريكي في عهد الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون انه ليس مقتنعا بأن العراق يعتزم استخدام الأسلحة النووية اذا كان يمتلكها لكنه يرى بعض الواقعية في الحجج التي يسوقها البيت الأبيض. وأضاف: «ما أتفق فيه معهم هو ان صدام قد يستخدمها درعاً للاستمرار في المخططات العدوانية ضد الآخرين مع توقع انه سيكون من الأصعب للناس ان يقاوموا نظرا لامتلاكه الأسلحة النووية». وتابع: «هذا يميز العراق عن كوريا الشمالية لانني لا أظن ان هناك دليلا على ان كوريا الشمالية تتسم بصفة خاصة بالعدوانية هذه الأيام». ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين امريكيين بارزين حاليين وسابقين قولهم ان باكستان أمدت كوريا الشمالية بعتاد ربما يكون من بينه أجهزة طرد مركزي تستخدم في صنع اليورانيوم الصالح للرؤوس النووية في إطار صفقة أبرمت في التسعينات. وذكرت الصحيفة نقلا عن المسؤولين ان كوريا الشمالية قدمت لباكستان في المقابل صواريخ يمكن ان تستخدمها في التصدي للترسانة النووية الهندية.